عنان شحادة

يشكل ماراثون فلسطين الدولي الذي يحتضنه مدينة بيت لحم في كل عام من شهر آذار/ مارس، استفتاء حقيقيا للتضامن مع الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته، وأصبح جسرا للتواصل أكثر مع شعوب العالم لوضعهم أمام صورة عذابات الفلسطينيين اليومية بفعل الاحتلال، من خلال حقيقة الجدار الذي يمر بجانبه العداؤون.يحمل في مضامينه رسائل ودلالات

منذ الصباح توافد الآلاف إلى ساحة المهد حيث انطلاقة البداية، وسط أجواء مفعمة بالحيوية والنشاط، والتي شكلت مكانا لتجمع العائلات.

وسط الساحة وعلى جنباتها انتشرت الأكشاك المختلفة التي قامت بتوزيع بعض الحاجيات المفرحة للأطفال، ونصب منصة كبيرة، فيما قدمت فرقا للمهرجين فقرات أدخلت البهجة والفرحة في قلوب المتواجدين ومنهم الأطفال، إضافة وصلات غنائية .

وكان رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة اللواء جبريل الرجوب في وقت سابق، إننا من خلال هذا الماراثون نقول للعالم نحن هنا في فلسطين باقون ومتجذرون ونستحق من هذا العالم أن يتبنى حقنا في الاستقلال وإقامة دولتنا الديمقراطية، مفتوحة لكل الناس والديانات وكل مظاهر الاحترام لحقوق الانسان.

وأشار إلى أهمية الماراثون من حيث دلالة المكان والانطلاق من باب كنيسة المهد ومسجد عمر بن الخطاب مروراً بجدار الفصل العنصري، ووصولاً إلى مخيم عايدة العظيم بأهله وحقهم في العودة إلى أرضهم.

أما الدلالة الثانية فتكمن بضرورة أن نبعث برسالة للعالم ليرى عذابات الشعب الفلسطيني، والدلالة الثالثة دعوة الشعب الفلسطيني لضرورة إبقاء قضيتنا على أجندة العالم وعمقنا العربي، وضرورة مراجعة إنجاز وحدتنا الوطنية.

من جانبه أشار محافظ بيت لحم كامل حميد إلى أن بيت لحم تتوج اليوم كعاصمة للرياضة العالمية من خلال هذا الحضور المميز والكبير الذي أضاف لمسة جديدة لعالميتها الدينية والسياحية، رغم آهاتها عندما ودعت أمس شهيدها، وهي ما زالت تنتظر الحرية .

وأضاف: هذا الماراثون هو تظاهرة إنسانية سياسية من قلب مدينة بيت لحم، رغم كل الظروف التي تحيط بها من احتلال وتآمر ومحاولات إضعاف الشعب الفلسطيني وصموده لما يجري.

وتابع حميد: هناك رسالة من خلال هذا المهرجان، وهي أننا شعبنا حي وسيستمر في تأدية رسالته للعالم بأننا نتوق للحرية والاستقلال وإقامة دولتنا المستقلة، الى جانب أن الشعب الفلسطيني قادر وباقتدار على استقبال الضيوف وإقامة التظاهرات الرياضية وغيرها.

بدورة قال رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان، أن هذا الحضور المميز الأول من نوعه دلاله واضحة على الأمن والأمان في مهد المسيح، وكذلك استفتاء من قبل العالم عامة والمشاركين خاصة على تضامنهم مع شعبنا الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة.

وحضر الأسرى في الماراثون من خلال رفع شعارات تدعوا المشاركين والعالم لمقاطعة إسرائيل منها "قاطعوا إسرائيل من اجل حرية فلسطين"، و"قاطعوا إسرائيل من أجل حرية أسرانا".

بدوره قال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان مازن العزة "هذا الماراثون حدث دولي رياضي من أجل الحرية، فبيت لحم وفلسطين ما زالت تئن تحت وطأة الاحتلال ومحرومه من كل أشكال الحرية فأسرانا في سجون الاحتلال، والشعب الفلسطيني يعاني من (600) حاجز عسكري، تحولت إلى حواجز قتل وإجرام يومي، وآخرها استشهاد أحمد مناصرة في مسار الماراثون عند المدخل الجنوبي لبلدة الخضر "حاجز النشاش"

وأشار الى ان فعاليتهم من خلال رفع اليافطات للفت انتباه المشاركين الأجانب والعالم أن هناك شعب ما زال يعاني من أبسط حقوقه وهي حرية الحركة.مشاركون أجانب: مشاركتنا تضامنية

وعبر العديد من المشاركين الأجانب عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني من خلال مشاركتهم، مع تأكيدهم حق الفلسطينيين في حرية الحركة.

وقالت الصينية تشينغ تسانغ، إنها تشارك لأول مرة، وهناك تنظيم رائع، وانا بصراحة مشاركتي تعبير عن مساندتي لحقوق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال .

أما العداءة الألمانية كارول مولر فأكدت أنها معجبة جدا بفكرة الماراثون وهذا ما ولد لديها الرغبة بالمشاركة عندما زارت بيت لحم قبل سنتين، وقالت: إن رسالتها من المشاركة إنسانية ثم رياضية هادفة الى تعبيري الحقيقي وهو التضامن مع الشعب الفلسطيني في حقوقه الشرعية .

وجاء الماراثون فرصة لإبراز معاناة أطفال فلسطين وحرمانهم من أبسط حقوقهم التي كفلتها الشرائع والقوانين الدولية؛ حيث تجمع عدد من الأطفال الذين رفعوا يافطات تدعوا إلى حمايتهم من بطش الاحتلال، إضافة الى ميثاق وقع عليه لحمايتهم ومناصرتهم.

وقال مدير برنامج الرؤية العالمية في جنوب الضفة الغربية نادر راحيل: تأتي مشاركتنا في ماراثون فلسطين الدولي كجزء من دعم حقوق الطفل الفلسطيني والعمل على مناصرتها وتعزيزها .