بمناسبة "يوم المعلِّم"، وبدعوةٍ من قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان، وقيادة حركة "فتح" في منطقة بيروت، ومكتب المعلِّمين الحركي، نُظِّم لقاءٌ وطنيٌّ تكريمًا للمعلِّمين والمعلِّمات كافّةً في بيروت، عصر اليوم السبت 16-3-2019، وذلك في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات بمقرِّ سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية.

وتخلَّل اللقاء حفل غداء على شرف المعلِّمين عربون وفاء لجهودهم المضنية في تربية أجيال المستقبل، وإعداد جيل وطني لمتابعة المسيرة النضالية ومواجهة تحدّيات المرحلة المقبلة.

وشارك في اللقاء أمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فيّاض وأعضاء قيادة الإقليم، وأمين سر حركة "فتح" في منطقة بيروت العميد سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، ومدير وكالة "الأونروا" في منطقة لبنان الوسطى الأستاذ محمد خالد، ورئيس اتحاد الموظَّفين في "الأونروا" د.عبد الحكيم شناعة، وممثِّلو اللجان الشعبية وقوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في بيروت، وعدد من الكادر الأساسي في مجال التربية والتعليم في إقليم لبنان، ومديرو الهيئات الإدارية والتعليمية في مدارس "الأونروا" وأعضاؤها، ومديرو خِدمات "الأونروا" في المخيَّمات.

وقد بدأ اللقاء بالوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة المباركة حدادًا على أرواح الشهداء، تلا ذلك النشيدان الوطنيّان اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح".

وألقى أمين سر المكتب الحركي للمعلِّمين في بيروت الأستاذ صالح الخطيب كلمةً جاء فيها: "إنَّه من دواعي سروري أن أقفَ اليوم أمامكم لأُلقي كلمة التهنئة والتبجيل للمعلِّم بيومه بِاسم المكتب الحركي للمعلِّمين، ففعلاً لم ولن نعلم أشرف أو أجلَّ من الذي يبني ويُنشئ أنفسًا وعقولاً، فالمعلِّم هو القدوة والمقاتل في ميدان التربية.

وانطلاقًا من تقديرنا لجهود المعلِّم وخاصّةً المعلِّم الفلسطيني وقدرته على مواجهة التحدّيات والصعوبات المختلفة ابتداءً من عظمة رسالته في غرس حُبّ فلسطين وحق العودة، وانتهاءً بقدرته على التعايش مع الظروف الاقتصادية الصعبة، فإنَّ مكتب المعلِّمين الحركي ممثَّلا باتّحاد الموظَّفين كان وسيبقى خطَّ الدفاع الأول عن حقوق العاملين بالرغم من كلِّ حملات التشويه والتشويش من البعض على إنجازاته لإحباط عزيمته وتقليل دوره، لكنَّنا أيُّها المعلِّمون ماضون في الدفاع عن حقوقكم حتى الرمق الأخير".

وألقى د.عبدالحكيم شناعة كلمة اتحاد موظَّفي "الأونروا"، فقال: "اليوم عندما نقف هُنا ونرى هامات المعلِّمين والمعلِّمات الذين يُقدّمون أغلى ما عندهم ليربوا أجيالاً، أجيالاً تربَّت على حُبِّ فلسطين، تربَّت على مبادئ وقِيَم فلسطين، أجيالاً ستصبح في المستقبل حاملة رايات فلسطين في مسيرة التحرير حتى إقامة الدولة الفلسطينية".

وأضاف: "نحن لم نتعلَّم أن نتلوَّن، ولا أن نبيع ونشتري، ولا أن نساوم على حقوقنا، نحن تربّينا تربية وطنية نعرف أين البوصلة والاتجاه، ولكن بالاستراتيجية لم نتعلَّم البيع والشراء. عندما كنا نتفاوض على الزيادة اتُّهِمنا أنَّنا تركنا المعلِّمين، ولكن لا أحد يترك القائد النقابي والوطني، لا أحد يترك مَن أسَّس وبنى الثورة الفلسطينية التي تدافع عن فلسطين والتي تدافع عن حقِّنا في إقامة الدولة الفلسطينية. نحن حاولنا أن نُعطيَ كلَّ الناس حقوقها، حاولنا أن نستفيد من ثغرات المسح حتى نستفيد منها لكلِّ الموظفين، ففي المنطق النقابي يجب أن تستفيد من ثغرات الآخرين لتُحقِّق النصر، لذا قاومنا حتى نصل إلى الزيادة لكلِّ الموظَّفين، فنحن نقول نعم للزيادة وللفائدة للجميع".

وتابع د. شناعة قائلاً: "إنَّ التزامنا الكامل مع الشرعية الفلسطينية والتزامنا السياسي هو أن نأتي إلى سفارة دولة فلسطين، ونُكرِّم أشرف الشرفاء، ونحتفل في قاعة الشهيد الرمز ياسر عرفات، في الوقت الذي قطعت فيه الإدارة الأميركية المساعدات نتيجة العمل السياسي، ولكي تنقضَّ على "الأونروا" وتُنهي شيئًا اسمه "وجود اللاجئين"، وإذا عاد الزمن إلى الوراء سنكون مع المفوَّض العام لـ"الأونروا" لأنَّه يعلم أنَّ المسألة مسألة إنهاء قضية اللاجئين، ونحن نعلم إلى أين نتّجه، والمصلحة يجب أن تعمَّ على الجميع".

وبعدها كانت كلمةٌ لأمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فيّاض، ممَّا جاء فيها: "تكريمكم اليوم يأتي تقديرًا واعتزازًا وفخرًا بعطائكم اللا محدود في خدمة أبناء شعبكم، وتقديم أفضل ما لديكم من عِلم ومعرفة وثقافة في المجالات التربوية كافّةً، في ظل الظروف التي كانت تمرُّ بها أحيانًا مخيّماتنا وما زالت. لقد أدّيتم واجباتكم على أكمل وجه تحت القصف أحيانًا، وتحت أزيز الرصاص أحيانًا أخرى. لم تتركوا مدارسكم خشية أو ريبة، بل ثابرتم على عملكم رغم تعرُّض البعض منكم للخطر، خرَّجتم جيلاً نفتخر ونعتز به، منهم من أصبح طبيبًا أو مهندسًا أو أستاذًا، وأصبحوا من أصحاب المراكز العُليا في البلاد".

وتطرَّق فيّاض إلى ما تعانيه قضيتنا الفلسطينية اليوم والمرحلة الصعبة التي تمرُّ بها بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني الحرب المفتوحة على شعبنا وحقوقنا الفلسطينية منذ اليوم الأول الذي تسلَّم فيه ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، ثُمَّ إصداره قراره المشؤوم بالاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس في خطوةٍ خالفت كلَّ القرارات الدولية التي أقرَّت بأنَّ القدس هي عاصمة دولة فلسطين وهي أرض محتلة عام ١٩٦٧.

وأضاف: "ثُمَّ أتبعت الإدارة الأميركية هذا القرار بقرار آخر هو قرار وقف المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وتسبَّب ذلك بتفاقم الأزمة المالية التي كانت تعاني منها الوكالة، وكانت هذه الخطوة توطئةً لشطب قضية اللاجئين وإزاحة ملف اللاجئين والقدس من ملفات المفاوضات في المستقبل وشطب حقِّ العودة. لذلك نؤكِّد أنَّنا نحن و"الأونروا" شريكان في ردِّ هذا العدوان وقضيتنا واحدة، ولهذا السبب عملت القيادة الفلسطينية جاهدةً مع كلِّ الدول الصديقة العربية منها وغير العربية والاتحاد الأوروبي من أجل توفير شبكة أمان لـ"الأونروا"، لكي تستمر في عملها" .

خبر: حسن بكير

#إعلام_حركة_فتح_لبنان