شارك وفدٌ من حركة "فتح" برئاسة أمين سر قيادة حركة "فتح" العسكرية والتنظيمية في منطقة صور العميد توفيق عبدالله في اللقاء الذي نظَّمته "جبهة التحرير الفلسطينية" إحياءً لذكرى استشهاد مؤسِّسها وأمينها العام محمد عبّاس "أبو العبّاس"، اليوم الأحد 10-3-2019، وذلك في المركز الثقافي الفلسطيني في مخيَّم البرج الشمالي، بحضور ممثَّلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية والمؤسسات والجمعيات، وفعاليات وأعضاء المجلس البلدي لبلدة البرج الشمالي، وممثِّلين عن الاتحادات واللجان الشعبية والمكاتب النسوية، وحشدٍ كبير من جماهير شعبنا.

بدأ اللقاء بالوقوف دقيقة صمت لأرواح الشهداء، ثُمَّ الاستماع للنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، تلا ذلك تقديمٌ من دينا عبّاس التي قالت: "نفتقدُ شخصًا كان له الحضور الأبرز في كل مناسبة وفي كل لقاء، حيثُ كان يُشدِّد على التمسُّك بالثوابت الوطنية.. إنَّه الرفيق القائد عبّاس دبوق الجمعة". وأضافت: "نجتمع اليوم لنحتفي بذكرى استشهاد قائد صلب وحدوي قومي وطني عربي، هو الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية محمد عبّاس "أبو العباس"، الذي اغتيل في معتقلات الاحتلال الأمريكي في العراق".

واستذكرت عبّاس دلال المغربي وجيفارا غزّة اللذين استشهدا في شهر آذار، ولفتت إلى أنَّ آذار هو شهر يتضمّنها المرأة والأم والمعلَّم موجِّهةً التحية لكلِّ امرأةٍ بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

كلمة "م.ت.ف" ألقاها قائد حركة "فتح" في منطقة صور العميد توفيق عبدالله، استهلَّها بتوجيه تحيَّة الثورة بِاسم "م.ت.ف" وحركة "فتح" للحاضرين وتحيَّة إجلالٍ لأرواح الشهداء، وتابع: "تحيَّة إجلال وإكبار إلى روح مَن كان اجتماعنا هذا في ذكراه، ألَا وهو القائد المناضل الثائر محمد زيدان "أبو العبّاس" الأمين العام والمؤسِّس لـ"جبهة التحرير الفلسطينية"، والذي اغتالته الأيدي المجرمة البشعة في العراق في (8) آذار من العام 2004. نعم اغتالته اليد الصهيونية والأمريكيّة وظنوا أنَّ باغتياله تكون قد انتهت الجبهة دون عودة متناسين أنَّ أبناء شعبنا الفلسطيني كلّما اغتالوا قائدًا منهم ازدادت وتضاعفت قوتهم وعزيمتهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم".

وأضاف: "نعم لقد قتلوا ثلثي لجنتنا المركزية، اغتالوا وقتلوا معظم الأمناء العامين للثورة، اغتالوا مؤسِّس وقائد أعظم وأشرف ثورة في التاريخ ياسر عرفات، اغتالوا أمير الشهداء أبو جهاد، والقادة أبو إياد وأبو الهول وأبو علي مصطفى وفتحي الشقاقي وأحمد ياسين وصلاح شحادة وجهاد جبريل وغسّان كنفاني، والقافلة تطول وتطول. ولكن هل انتهت الثورة والمقاومة؟! ومن ينهي من؟ أينهُونَ شعبنا بأكمله؟! هذا الشعب الذي آمن بالثورة والعودة وتحرير فلسطين كلِّ فلسطين. هذه أرض لها شعب من المستحيل إلغاؤه".

ووجَّه العميد عبد الله التحية والتقدير للإخوة والرفاق في جبهه التحرير الفلسطينية ولحامل أمانه القائد "أبو العباس" الأمين العام للجبهة واصل أبو يوسف ورفاقه في المكتب السياسي واللجنة المركزية، وإلى أعضاء وكوادر الجبهة.

وقال: "إنَّ الطريق لتحرير فلسطين صعب وشاق مليءٌ بالتعقيدات والمؤامرات والحواجز الغريبة والقريبة، لكنَّنا في حركة "فتح" مصمِّمون ومعنا كلُّ فصائل "م.ت.ف" والأحرار في العالم للمضي قدمًا. سنواصل المشوار الذي خطَّه لنا الشهيد الرئيس ياسر عرفات أبو عمار حتّى انتزاع حق شعبنا بالعودة والتحرير وإقامه الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمته القدس. القدس ولا شرقيّة ولا غربيّة شاء من شاء وأبى من أبى، ومن هنا، وعلى منبركم ومن مخيَّم الشهداء أبعثُ بالتحية والتقدير لكلِّ الإخوة والأخوات المدافعين والمرابطين في القدس الشريف".

ولفتَ إلى أنَّ شعبنا الفلسطيني عاش على مدى 71 عامًا حياةً مليئة بالأحزان والمآسي والعذابات والقتل والمجازر والاعتقالات والاضطهاد من القريب والبعيد ولكنَّها في الوقت ذاته كانت حافلةً بالانتصارات، وأردف: "هناك أيام من حقّنا أن نُهنِّئ أهلنا وشعبنا بها، وأن يسعد شعبنا لو بالقليل، في شهر آذار تمر علينا مناسبات أيام المرأة والمعلِّم والأم والطفل.. فتحيّةً للمعلِّم الفلسطيني، وأخصُّ المعلِّمين المناضلين الذين تربَّينا على أيديهم، ومَن يُعلِّم الأجيال حُبَّ الوطن فلسطين، وأيضًا كلُّ التحيَّة لماجداتنا، ولأمهاتنا وأخواتنا اللواتي قدَّمن أبناءهن شهداء أو جرحى أو أسرى في سبيل الوطن الغالي فلسطين، وللطفل حياة أفضل إن شاء الله، ونكون قد تحرَّرنا من المحتل".

وختمَ كلمته بتوجيه التحيَّة لأسرانا الأبطال ولشهدائنا الأبرار.

كلمة الأحزاب الوطنية اللبنانية ألقاها عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني كامل حيدر، فقال: "منذُ خمسة عشر عامًا استشهد القائد الفلسطيني أبو العبّاس على يد العدوان الأميركي في العراق. لقد كان أبو العبّاس فارسًا وقائدًا ومناضلاً ثوريًّا مميَّزًا تُروى سيرته إلى جانب الكبار، والعمليات النوعية الناجحة التي أذاقت الهزيمة للعدو خير دليل على ما تمتَّعت به شخصية أبو العبّاس من العمق الثوري، وهو الذي لم ينحنِ ولم يساوم"، واستذكرَ روح الشهيد القائد عبّاس الجمعة رفيق درب الشهيد أبو العباس.

وعرضَ حيدر لما نشهده اليوم من عدوانٍ أمريكيٍّ على فنزويلا، وعلى القضية الفلسطينية، وأكَّد أنَّ كلَّ محاولات الحصار والعقوبات الأمريكية مؤامرات التطبيع لن تنجح في تصفية القضية الفلسطينية، وشدَّد على أنَّ مواجهة هذا المشروع الأميركي والرجعي العربي لا تكون إلا بوحدة الشعب الفلسطيني وفصائله وإنهاء الانقسام الفلسطيني وفاءً لشهدائنا جميعًا ولذكرى فارس فلسطين الشهيد أبو العبّاس، داعيًا لمقاومة عربية من أجل تحرير فلسطين.

ووجَّه التحيَّة لذكرى الشهيد أبو العباس ولشهداء الثورة الفلسطينية وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وللأسرى وللجرحى معاهدًا على المضي قدمًا على مبادئ القائد "أبو العباس" ومواصلة الثورة حتّى تحرير فلسطين وتحرير الأرض والإنسان.

كلمة "جبهة التحرير الفلسطينية" ألقاها عضو اللجنة المركزية للجبهة أمين سرها في منطقة صور أبو محمد خالد، ممَّا جاء فيها: "في الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرفيق القائد الوطني والقومي أبو العباس في زنازين الاحتلال الأميركي للعراق لا بدَّ أن نستذكر رفيقنا القائد الشهيد عباس دبوق الجمعة الذي كان يُحيي الذكرى معنا، فألف تحية لروح شهيدنا أبو أسامة ابن هذا المخيّم البار وإلى كل الشهداء".

وأضاف: "في آذار محطّات مشرقة في مسيرتنا الفلسطينية ورفيقنا القائد أبو العباس طوَّع البحر والبر والجو من خلال العمليات البطولية، وفي آذار استعاد ثوارنا الكرامة العربية".

وتابع خالد: "مضيفا "ها هُم أسرانا البواسل يواجهون العدو بكل عناد، ونحن من هنا ومن موقع المسؤولية ندعو الجميع إلى نبذ الخلافات والعمل بإخلاص لإنهاء الانقسام والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية كيانًا سياسيًّا للكل الفلسطيني".

وأدان عملية التطبيع المجاني من قِبَل بعض الأنظمة العربية وقرار الحكومة البريطانية الذي وصف "حزب الله "بالإرهاب ومحاولة اغتيال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" أحمد حلس، وختم كلمته قائلاً: "في هذه الذكرى الخالدة نُجدِّد العهد والوفاء بالاستمرار على خطى رفيقنا وقائدنا الشهيد أبو العبّاس حتى تحرير الأرض والإنسان".

#إعلام_حركة_فتح_لبنان