رفضًا لمؤتمر الخيانة والعار في وارسو ولصفقة القرن، نظَّمت فصائل الثورة الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني، ولجان العمل في المخيّمات اعتصامًا أمام جامع الفرقان في مخيّم برج البراجنة، عقب صلاة الجمعة ١٥-٢-٢٠١٩، شارك فيه ممثّلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة "فتح"، وتحالف القوى الفلسطينية، والقوى الإسلامية الفلسطينية، وممثِّلو اللجان الشعبية، وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، وممثِّلو المؤسسات الأهلية، ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، ولجان العمل في المخيّمات، وحشدٌ من أهالي المخيَّم.

بدايةً ألقى عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة بيروت صلاح الهابط كلمةً جاء فيها: "نلتقي اليوم هنا لنعبّر عن سخطنا وغضبنا لانعقاد مؤتمر الذل والإهانة، مؤتمر المؤامرة على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحق العودة وتقرير المصير.

إنَّ مؤتمر وارسو الذي ينعقد لتمرير صفقة القرن، أو كما سمّاها الرئيس أبو مازن "صفعة القرن"، لإنهاء حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه وإيجاد الوطن البديل، ونحن في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" نرفض هذا المؤتمر جملةً وتفصيلاً ولسنا معنيين به، ونرفض كلَّ ما سيصدر عنه من قرارات مهينة ومذلة بحق شعبنا وحقوقنا المشروعة".

وأضاف: "إنّ شعبنا في لبنان يعلن التفافه حول الشرعية الوطنية الفلسطينية الرافضة لصفقة القرن الأمريكية، كما أنَّ قيادتنا ترفض أي مشروع ينتقص من ثوابتنا وحقوقنا الوطنية".

وتابع الهابط: "نقول لترامب المعتوه إنّ قراره بإعلان مدينة القدس العربية الإسلامية المسيحية عاصمةً لما يسمى بدولة (إسرائيل)، لن يغير من واقع المدينة المقدسة شيئًا، فهي كانت وما زالت وستبقى عاصمةً أبديةً لدولة فلسطين".

وقال: "إنَّنا في منظمة التحرير الفلسطينية، الممثِّل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني، وحركة "فتح" من هنا من هذا المكان، من مخيّم البطولة والصمود، نؤكِّد الوحدة الوطنية الفلسطينية بين كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني، هذا هو الرد على جميع المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقضيتنا العادلة".

ودعا الهابط حركة "حماس" إلى الالتزام بالاتفاقيات الموقّعة مع السلطة الفلسطينية في القاهرة لإنهاء الانقسام البغيض الذي دفع شعبنا نتيجته ثمنًا باهظًا.

كما توجّه إلى العرب الذين يتسابقون، بل يهرولون للتطبيع وإقامة علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني، ويشرّعون أبواب بلدانهم أمام حكام بني صهيون، وقال لهم: "أين أنتم من موقف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي أعلن أمام الملأ ومن على شاشة الميادين أنه يفتخر أن يكون فلسطينيًّا؟! إنني من هنا وباسم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" وباسمكم جميعًا أوجّه التحية، كلَّ التحية، إلى شعب فنزويلا ورئيسها نيكولاس مادورو، والتحية إلى القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عبّاس الذي كان أول من رفض صفقة القرن، والتحية إلى أسرانا البواسل في المعتقلات الإسرائيلية، الذين يتقدمون مواقع المواجهة مع العدو الإسرائيلي، والتحية إلى الشهداء الذين سطروا أروع ملاحم البطولة في مواجهة الاحتلال الصهيوني دفاعًا عن المشروع الوطني الفلسطيني والثوابت الوطنية".

ثُمَّ كانت كلمة تحالف القوى الإسلامية ألقاها أبو عبدالله قاسم، استهلّها بتوجيه التحية إلى الشعب الفلسطيني الصامد في فلسطين، وإلى الأسرى البواسل في معتقلات الاحتلال الصهيوني، وقال: "فلسطين كانت وما زالت القضية المركزية لكل أحرار أُمتنا العربية والإسلامية، وستبقى البوصلة الحقيقية للصراع مع العدو الصهيوني، وسيبقى هذا الاحتلال والكيان هو العدو الرئيس لشعبنا وأمتنا ولكل شعوب منطقتنا".

وأضاف: "لقد جعلوا من وارسو منبرًا للتطبيع مع العدو، ومعاداة إيران الإسلامي وتصويرها العدو الرئيس في الشرق الأوسط من خلال الدعوة إلى تشديد العقوبات عليها التي كانت وما زالت تقف إلى جانب قضيتنا المركزية ودعمها بكافة الوسائل، بل إن ايران تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية".

ورأى أنّ ما سُمّيت بصفقة القرن تهدف بالدرجة الأولى إلى تصفية القضية الفلسطينية، وأكّد أنّ شعبنا الفلسطيني بكل أطيافه السياسية أجمع على رفض هذه الصفقة.

وطالب الجميع أن يكونوا صفًّا واحدًا بمواجهة كل المشاريع التي تسعى للنيل من حرية الشعب الفلسطيني وشطب هُويته

ورفض وأدان انعقاد هذا المؤتمر في وارسو وما سينتج عنه من قرارات، كما أدان بالوقت نفسه الهرولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، داعيًا جماهير الأمة العربية إلى استنكار هذه الهرولة.

وأكَّد أنَّ الجمهورية الإسلامية في إيران هي الصديق والداعم لقضايا الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأن التناقض الرئيس هو مع العدو الصهيوني.

وأشار في نهاية كلمتهِ إلى أنَّ الوحدة الوطنية والتمسُّك ببرنامج مقاوم هو الطريق لصيانة القضية الفلسطينية وحمايتها، وقطع الطريق على كلّ مَن يحاول تناسي الثوابت الوطنية.

خبر: حسن بكير

#إعلام_حركة_فتح_لبنان