افتُتح مؤخرًا في بيت لحم معرض تشكيليّ تحت اسم "بلا حدّ" يقدّم فيه 23 فنّانًا تشكيليًّا فلسطينيًّا أعمالهم الفنّيّة التي تتناول قضيّة ومفهوم الحدود بأبعادها الجغرافيّة والسّياسيّة والأيديولوجيّة والاجتماعيّة، في محاولةٍ لتفكيك مفهومها وإعادة تشكيله وصياغته وطرحه بطرق جديدة ورؤى مختلفة.

ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على أهمية تخطي الحدود والحواجز وكذلك بعض القيود والتقاليد التي تشكل حدودًا نفسية، بينما يشكّل موقع المعرض الجغرافيّ في حدّ ذاته رسالة، فالمعرض الذي يقام في غاليرى فندق "ذا وولد أوف هوتيل" في بيت لحم، يقع على بعد أمتار من الجدار الذي أقامته إسرائيل لعزل المدينة عن القدس.

ونقلت وكالة "رويترز" عن منسقة المعرض رنا عناني قولها: "حاولنا أن يكون عنوان المعرض يتناسب مع المكان الذي يعرض فيه، وعملت على الاتصال مع الفنانين الذين لدي فكرة أنهم تناولوا في أعمالهم الفنية قضية الحدود"، مضيفةً أنّ "هناك مجموعة من الأعمال لفنانين شاركوا بها في معارض فريدة سابقة وأخرى جديدة مخصصة لهذا المعرض الذي من المقرر أن يستمر حتى الثامن من آب/ أغسطس القادم".

ومن بين المشاركين الفنان خالد حوراني، البالغ من العمر 54 عامًا، الذي كرس لوحاته الفنية للسخرية من الجدار الذي أقامته إسرائيل بارتفاع ثمانية أمتار ليفصل في أجزاء منه الضفة الغربية عن مدينة القدس، ويشارك حوراني بلوحتين هما "علي" و"رامي"، والتي يظهر في كل منهما طفل يقفز فوق الجدار، وعنهما يقول الفنّان إنّه حاول أن يظهر من خلالهما أن "التوق للحرية عندما يكون للفن أن يسخر من الواقع ويعلي من شأن الخيال والحلم"، معتبرًا أنّهما "تعبير عن سعي هؤلاء الأطفال والناس في هذه البلاد للعيش بطريقة عادية".

وفي ركن آخر بالمعرض يقدم الفنان مهدي براغيثي، البالغ من العمر 28 عامًا، عملًا بعنوان "حدّ"، وهو عبارة عن كتابة مشتقات لغوية لكلمة ”حدّ“ والتي بلغت 14 كلمة، حفرها بالخشب وغلف كلّ كلمة منها بالقماش المطرز، ويشعر براغيثي بالفخر لمشاركته في معرض جماعي يشارك فيه عدد من أساتذته الذين دروسه الفن.

فمن بين الذين حرصوا على المشاركة أيضا الفنان الكبير سليمان منصور (72 عامًا) الذي أعاد إنتاج بعض أعماله لتتماشى مع فكرة المعرض، ونقلت وكالة أنباء "رويترز" عن منصور قوله: "عملت على إعادة إنتاج بعض أعمالي القديمة ولعبت بالفكرة لتتناسب مع الواقع الحالي الذي نعيشه".

وأضاف منصور وهو يشير إلى لوحة بعنوان "ذكرى مشوشة" الذي تظهر فيها البلدة القديمة للقدس ومسجد قبة الصخرة دون حدود واضحة لمعالم محتواها "عملت أن تكون هذه اللوحة غير واضحة انسجامًا مع الوضع الذي نعيشه" مشيرًا إلى اطمئنانه إلى أن جيلًا من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين الشباب سوف "يستمر في رسالة الفن التشكيلي الراقي الهادف".