تقرير: ميساء عمر

يجازف نحو 600 طالب وطالبة في قرية جيت شرق قلقيلية، في كل صباح لدى عبورهم الشارع الرئيسي "قلقيلية – نابلس"، في الطريق إلى مدارسهم ذكور جيت الأساسية وبنات جيت الثانوية.

الشارع المذكور يمر من منتصف القرية، ويعد من أخطر شوارع قلقيلية، لخلوه من خطوط المشاة أو الإشارات الضوئية أو أية إجراءات أخرى يمكن أن تحمي الطلبة من خطر الحوادث.

سيطرة الاحتلال على القرية بشكل كامل كونها تقع ضمن المناطق المسماة "ج"، تحد من إمكانية إيجاد حلول لهذه المشكلة، ويماطل بالموافقة على أي مقترحات يقدمها الجانب الفلسطيني، من شأنها توفير الأمان للطلبة.

الأهالي لا يملكون حلا، سوى مرافقة أبنائهم وبناتهم في صباح كل يوم، لمساعدتهم على عبور الشارع، إلا أن ذلك ليس كافيا.

المواطن رائد أبو بكر من قرية جيت، يقول: "أصطحب طفلي (10 أعوام)، إلى مدرسته يوميا، لمساعدته على عبور الشارع، خاصة أنه تعرض لحادث سير العام الماضي، ولولا لطف الله لخسرته".

ويضيف: "حل المشكلة بسيط جدا، وذلك من خلال توفير جسر معلق فوق مقطع الشارع، الأمر الذي سيمكن الاطفال من الذهاب إلى مدرستهم والعودة منها بأمان".

المواطن عصام جيتاوي، يطالب الجهات المختصة بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، للموافقة على إقامة جسر للمشاة لحماية طلبة المدارس.

ويبين الطالب راسم السدة، الذي يدرس في الصف الأول ثانوي، أنه يواظب مع زملائه على مساعدة طلاب المدارس، خاصة طلاب الصفوف الأساسية، على قطع الشارع بشكل مجموعات، لحمايتهم من خطر المركبات، التي تسير بسرعة كبيرة".

رئيس مجلس قروي جيت عمر يامين يقول لـ"وفا"، "المجلس قدم مقترحات عدة إلى الارتباط المدني، الذي أوصلها بدوره للجانب الإسرائيلي، من أجل تنظيم حركة السير في الشارع، كتشييد دوار أو إنشاء جسر للمشاة، إلا أن الارتباط لم يتلق أي رد عليها حتى اللحظة..".

ويضيف: "المواطنون يعون جيدا خطورة الشارع على أبنائهم، ويفعلون ما بوسعهم للحيلولة دون وقوع الحوادث، ورغم ذلك أصيب نحو خمسة أطفال من طلبة المدارس العام المنصرم".

ويتابع: "بعض الحوادث تقع نتيجة تهور السائقين وسرعتهم الزائدة، خاصة المستوطنين، فلا ينتبهون لقاطعي الطرق، ما يعرض الأطفال وذويهم للخطر الشديد".

يشير نائب مدير هيئة الشؤون المدنية في محافظة قلقيلية عزام ملوح، أن الارتباط المدني رفع المقترحات المقدمة من قبل المجلس إلى الجانب الإسرائيلي، وينتظر الموافقة عليها.

ويضيف: "منذ ستة أشهر أرسلنا للسلطات الإسرائيلية طلب إنشاء جسر للمشاة وحسب ادعائهم فإن الطلب قيد الدراسة".

ويؤكد ملوح أنه "جرى مراسلة الجانب الإسرائيلي في شهر آب العام المنصرم حول الموضوع ذاته، إلا أن سلطات الاحتلال تماطل في الموافقة، رغم معرفتهم التامة بخطـــورة الشارع على طلبة وأهالي القرية".

"قرية جيت شأنها شأن القرى الفلسطينية الأخرى، التي تعاني غول الاستيطان"، يقول مسؤول ملف الجدار والاستيطان في محافظة قلقيلية محمد أبو الشيخ.

ويضيف: "القرية محاصرة من الغرب بمستوطنة "قدوميم"، ومن الجنوب مستوطنتي "متسبيه يشاي" و"معاليم مشمياه"، ومن الشرق "جفعات جلعاد"، والمتنفس الوحيد للقرية هو الشارع الرئيسي الذي يقع من الجهة الشمالية".

ويتابع: "لا تقتصر معاناة الأهالي جراء شارع قريتهم الرئيسي، بل إنهم يتعرضون لانتهاكات متكررة على يد قوات الاحتلال والمستوطنين، تتمثل بحرق الأراضي الزراعية ونهبها، وقطع أشجار الزيتون وتدميرها، علاوة على الاعتداء على منازل المواطنين، ومنعهم من البناء والتوسع".

الجدير ذكره أن مساحة أراضي جيت الإجمالية تبلغ 6353 دونما، استولت سلطات الاحتلال على مساحات واسعة منها لصالح الاستيطان.