لماذا يسمح وزير لنفسه أخذ مهمّة مراسل صحفي، فيُتحفُنا بتصريح لا يزيد فيه معلومة عمَّا سمعناه أو قرأناهُ في نشرات الأخبار، فالوزير في الحد الأدنى موقف، لكنَّه في الأصل برنامج عمل، وهذا ما ننتظره من أيِّ وزير عند كلِّ حدث!!

أيجوز أن يكون بموقع وزير أو نائب، أو أمين عام، أو رائد في موقعه الاجتماعي أو التنظيمي أو السياسي أو الثقافي ولا نسمع منه إلا كلمة "أُطالب" أو "نُطالب" عندما يسعى لتفخيم أو تضخيم أو التكلُّم بصيغة الجماعة، فالذي يحمل هذه المسمّيات لا يُطالب وإنَّما يعمل مباشرة، فيصبح إنجازه نموذجًا لشرعية المطالب.

هل بات اليسار الفلسطيني يعتبر (حماس) على يسار جماعة الإخوان المسلمين، فآثر التحالف مع فرعهم بفلسطين على حساب التحالف مع فصائل حركة التحرُّر الوطنية الفلسطينية، فهذه رغم تعدُّد وتنوُّع مناهجها السياسية إلا أنَّها من منبع الوطنية، فهل لدى اليسار ما يثبت أنَّ ما كانت تُسمّيه "القوى والجماعات الرجعية"، قد رجعت عن منابعها الظلامية الدكتاتورية المتخلِّفة وصارت قدوةً ومثالاً للتحرُّر والتقدُّمية؟!

هل لدى فصائل منضوية في هياكل منظمة التحرير مبرِّرات مقنعة لموقفها الرافض لتشكيل حكومة وحدة وطنية عمادها فصائل المنظمة، أم أنَّهم لا يُدركون بعد بأنَّ حكومة المنظمة ستكون رأس حربة المقاومة الشعبية وفي مقدِّمة المواطنين في الوطن في برنامج الصمود والمواجهة المباشرة مع الاحتلال؟!!

ألم يُغرِقوا الشارع بمطلب استعادة مكانة المنظَّمة في قيادة النضال الوطني وخدمة الشعب الفلسطيني، مع التأكيد على أنَّ المنظمة كانت ومازالت الولي على السلطة الوطنية الفلسطينية؟! لماذا الرفض؟! يبدو أنَّنا نشهد عملية استنساخ للمرحومة (جبهة الرفض)!!

متى سيدرك مشايخ "حماس" أنَّ ربيع (إخوانهم) قد بلغ مرحلة الخرف، بعد انكشاف خرافاتهم، وانفضاح تخلُّفهم أمام ناظر الجماهير العربية المتطلِّعة إلى غد أفضل، أم تراهم ما زالوا متعلِّقين بقشّة (الوعد الأميركي) الذي أتى بعد مئة عام من وعد بلفور، وبعد تسعين عامًا من توليد جدهم الأول في مختبرات بريطانيا العظمى الاستعمارية؟! لماذا لا تستفيق يا جمهور "حماس"؟!!

هل قرَّر مشايخ "حماس" دخول عالم المافيا الدولية عندما أعلن المتحدّث بِاسم عسكرهم (أبو عبيدة) قبول جماعته التبرعات بعملة (البيتكوين) الإلكترونية أي الافتراضية؟! أم أنَّه إقرار غير مباشر من الجماعة بالفشل وأنَّهم قد ابتدأوا مرحلة الوجود الافتراضي كجماعة مقاومة إسلامويّة، والتحوُّل إلى (جماعة مساومة) وهو ما برعت فيه المافيات الدولية وفرضه أصحاب المصالح المتشابكة المعقَّدة التي تصعِّب على المتعامل بالأمور المادية والواقعية الاقتناع بها أو تشريعها بالقوانين؟! لماذا البيتكوين؟! حتّى الأوهام صارت عندهم مشروعة؟!