يزور مدير عام وزارة الأمن الإسرائيلية، أودي آدم، العاصمة الكرواتية زغرب، يوم الأربعاء المقبل، لمناقشة الأزمة المتعلقة بصفقة تبيع بموجبها إسرائيل 12 طائرة "إف 16" أميركية الصنع، إلى كرواتيا، وسط تقديرات بأن تعتذر إسرائيل رسميًا وبشكل نهائي عن إتمام الصفقة المقدرة بـ500 مليون دولار.

وكشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، أن آدم سيعتذر من مسؤولي المؤسسة العسكرية الكرواتية عن إتمام الصفقة، في ظل الرفض الأميركي، علمًا بأنَّ إسرائيل فازت بمناقصة في آذار/ مارس الماضي، على بيع الطائرات التي خرجت من الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي، وذلك بعد إجراء تحديثات لأنظمتها الإلكترونية.

أميركا تمنع إسرائيل من بيع سرب طائرات "إف 16" لكرواتيا.

منعت الإدارة الأميركية، إسرائيل من المضي قدمًا في صفقة بيع 12 طائرة "إف 16" إلى كرواتيا، وفقًا لما نقلته القناة العاشرة الإسرائيلية، مساء أمس الخميس، عن 10 مسؤولين إسرائيليين مطلعين عن مجريات الصفقة التي تصل قيمتها إلى نصف مليار دولار.

وكان مسؤول إسرائيل قد أكد الأسبوع الماضي، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عرض أمام وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، في اللقاء الذي جمعهما في البرازيل على هامش حفل تنصيب الرئيس الجديد، جائير بولسونارو، المطلب الإسرائيلي بالمصادقة الأميركية من أجل إتمام الصفقة.

وشدد المسؤول أن بومبيو رفض أن يستجيب لطلب نتنياهو حول الخلاف حول صفقة بيع طائرات "إف 16" من إسرائيل لكرواتيا.

وذكرت صحيفة "هآرتس"، الخميس الماضي، أن كرواتيا أمهلت إسرائيل حتى 11 كانون الثاني/ يناير الجاري، لتنفيذ الصفقة، وطلبت وزارة الدفاع الكرواتية من إسرائيل الرد على تساؤلها حول إمكانية تنفيذ الصفقة، حتى نهاية الأسبوع المقبل، وإلا فستلغي كرواتيا الصفقة من طرفها.

وكشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، بداية كانون الأول/ ديسمبر أن الإدارة الأميركية اعترضت على الصفقة. ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تذكر اسمه، أن الموقف الأميركي دفع نتنياهو، إلى الاتصال بوزير الدفاع الأميركي (المستقيل) جيمس ماتيس، لإقناعه بتخفيف الشروط الأميركية لتنفيذ الصفقة، لكن ماتيس رفض بشكل مطلق ذلك.

وقال المسؤول الذي وصفته القناة بأن له دورا في ترتيب الصفقة، إن موقف ماتيس قضى على أي فرصة لتنفيذها، وأضاف أنه "لم يكن ممكنا التوفيق بين الشروط الأميركية والمطالب الكرواتية، لذلك اضطررنا إلى الاعتذار لكرواتيا عن الصفقة".

وعادة ما تفرض وزارة الدفاع الأميركية شروطا ومواصفات على دول تريد إعادة بيع أسلحة من صناعة أميركية إلى طرف ثالث، لمنع وقوع تقنيات وأسلحة من إنتاجها بيد دول لا ترغب واشنطن أن تمتلكها.

ووافقت الإدارة الأميركية على بيع إسرائيل الطائرات، لكن دون تحديث أنظمتها الإلكترونية، فيما اشترطت كرواتيا الحصول عليها بعد التحديث.

وقالت وزارة الدفاع الكرواتية، بحسب "هآرتس"، إن مسؤولية الحصول على موافقة الإدارة الأميركية لتنفيذ الصفقة تقع على إسرائيل.

وقبل تسعة أشهر، أعلن نتنياهو عن الصفقة بشكل احتفالي، معتبرا إياها إستراتيجية، وستُدخل إلى الخزينة الإسرائيلية نصف مليار دولار.