في تجليات المعرفة، وبنور الإيمان والمحبة، لا نراه غير ضمير العافية الوطنية، بصلابته، وحكمة سياساته، وسلامة قراراته التي لا تسعى لغير فلسطين الحرة السيدة، وفي لغة القلب والعقل معًا، ندرك سيرته النضالية، وما يصنع في التاريخ كي يتباهى التاريخ بحكاياته الفلسطينية المحمولة على أجمل وأعدل التطلعات الإنسانية، بشهادة تضحيات أبنائها العظيمة.

وفي تكشفات الواقع ومكابداته، وكلما تعاظمت المخاطر وادلهمت الخطوب، نراه هو الضمير الحي للشعب والأمة، المتنور بالتقوى، وصواب الرؤية الذي لايقرب أبدًا خطاب الخديعة، حتى لو كان جالبًا لمتاع الدنيا وسلطانها، هكذا بالتجربة الواقعية التي عشنا ومازلنا نعيش بحمد الله وعونه، بتنا نعرفه، ولأنه هكذا نصدقه ونثق بقيادته، وبحنكته التي أسرجت خيول الفعل السياسي ليقتحم بها أصعب الساحات، ويفتح بضربات سنابكها أعقد الملفات وأخطرها، لأجل أن يسترد أبناء شعبه حقوقهم كاملة وغير منقوصة.

إنه الرئيس أبو مازن الذي يعرف أن البلاغة لاترمم واقعًا، ولا تحقق حلمًا حتى لو حلقت بأجمل العبارات وأنبلها رغبة، ولطالما قال لنا، ومازال له قول الفعل وفصل المقال، أن دروب الحرية هي دروب الصبر والصمود والنضال، بلا تبجح ولا تصفيق، وكما بتنا نعرفه بات العالم بأسره يعرفه غريم الخطابات الاستهلاكية، لايداهن منبرًا أينما كان،ولا يساوم على كلمة الحق، دائم الوضوح والصراحة، حتى بات تعريف المصداقية في قواميس السياسة، تعريفًا فلسطينيا، بدلالة الرئيس أبو مازن، ولأن المصداقية فعل صواب وإيمان وتقوى، يناهضها الراجفون والكذابون، الانقلابيون والخارجون عن الصف الوطني، ولهذا أقام هؤلاء حفلة هذيان وهلوسات موتورة في قطاع غزة المكلوم، ضد قرار المحكمة الدستورية التفسيري الذي أحال المجلس التشريعي المعطل، إلى ذمة التاريخ، وبلغة الضغينة راحوا يتطاولون على أنبل القيم الأخلاقية وأعلى القامات والرموز النضالية في حياتنا الوطنية..!!

إنه هذيان الهزيمة والخوف، فقرار "الدستورية" هو قرار ضد الانقسام البغيض، ومن أجل تسليك دروب نهايته، إنه هذيان الباطل أيضًا الذي سيزهق مع الانقسام البغيض لا محالة. وللرئيس القائد أبو مازن نقول: إمض سيدي الرئيس، فوالله لو خضت البحر لخضناه معك.