قبل أربع سنوات فقط ، حقق المنتخب الأسترالي لكرة القدم حلمه بإحراز اللقب الآسيوي وتدوين اسمه في السجل الذهبي للبطولة العريقة رغم أنها كانت المشاركة الثالثة له فقط في البطولة.

وقبلها بأربع سنوات ، ظل المنتخب الأسترالي محتفظا بأمله في التتويج بلقبه الأول في البطولة حتى الوقت الإضافي للمباراة النهائية ولكن الفريق أنهى مشاركته الثانية فقط في البطولة بإحراز لقب الوصيف عندما استقبلت شباكه هدفا قبل 12 دقيقة فقط من نهاية الشوط الإضافي الثاني ليتوج المنتخب الياباني باللقب للمرة الرابعة في تاريخه.

ورغم هذا ، كان وصول المنتخب الأسترالي لنهائي نسخة 2011 وفوزه باللقب في النسخة الماضية على أرضه عام 2015 بمثابة إنجاز حقيقي مقارنة بعدد مشاركاته في البطولة.

وبقدر ما يمثله هذا الإنجاز من دافع معنوي هائل للفريق فإنه يشكل ضغطا هائلا عليه قبل خوض فعاليات النسخة الجيدة من البطولة الآسيوية والتي تستضيفها الإمارات.

ومع إقامة النسخة المضية من البطولة في القارة الأسترالية وخروجها للمرة الأولى في التاريخ من الحدود الجغرافية والسياسية للقارة الصفراء ، استغل المنتخب الأسترالي هذه الأفضلية وترجم الطفرة التي شهدتها الكرة الأسترالية في السنوات الماضية إلى لقب ثمين.

لكن مع عودة البطولة إلى أحضان القارة الصفراء ، والضغوط التي تقع دائما على حامل اللقب ووجود أكثر من منافس قوي في البطولة ، ينتظر أن يواجه المنتخب الأسترالي صعوبات هائلة في حملة الدفاع عن اللقب.

وبدأت مشاركة المنتخب الأسترالي في بطولات كأس آسيا منذ النسخة الرابعة عشر التي أقيمت عام 2007 بعد نحو عام واحد من انضمام الاتحاد الأسترالي إلى عضوية الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

وبلغ الفريق دور الثمانية في مشاركته الأولى لكنه سقط أمام المنتخب الياباني 3 / 4 بركلات الترجيح التي احتكم إليها الفريقان بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 / 1 رغم طرد فنشنزو جريلا لاعب أستراليا قبل ربع ساعة من نهاية الوقت الأصلي للقاء.

وفي المشاركة الثانية ، شق الفريق طريقه بنجاح إلى النهائي ولكنه سقط أمام المنتخب الياباني أيضا بهدف سجله تاداناري لي في الدقيقة 109 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.

ومنذ انتهاء مشاركته في بطولة 2011 ، طالب أنصار الفريق بضرورة إحداث تغييرات حقيقية في صفوف الفريق وضخ دماء جديدة مع تغيير الإدارة الفنية للفريق.

وبعد نجاحه مع فريقي بريسبن رور وملبورن فيكتوري في الدوري الأسترالي ، تولى المدرب آنجي بوستيكوجلو المولود باليونان مهمة تدريب المنتخب الأسترالي لتكون المرة الأولى التي يسند فيها الاتحاد الأسترالي مسؤولية الفريق لمدرب وطني منذ سنوات طويلة.

ومع وجود لاعبين شبان واعدين مثل ماتيو ليكي وروبي كروس وتومي أور ضمن صفوف الفريق إلى جوار اللاعبين المخضرمين مثل ميلي جيديناك قائد الفريق وزميله تيم كاهيل ، نجح بوستيكوجلو في قيادة الفريق إلى إحراز اللقب الآسيوي الأول له والتقدم خطوة عما قدمه الفريق في الدوحة عام 2011 .

وواصل بوستيكوجلو مسيرته مع الفريق حتى تشرين الثاني 2017 لكنه استقال بعد أسبوعين فقط من قيادته الفريق إلى التأهل لنهائيات كأس العالم 2018 ليخلفه الهولندي بيرت فان مارفيك الذي لم يحقق النجاح المأمول مع الفريق في المونديال الروسي حيث تعادل في مباراة وخسر مباراتين وودع البطولة من الدور الأول.

وكان الاتحاد الأسترالي للعبة أعلن قبلها وبالتحديد في آذار الماضي أن المدرب الوطني جراهام أرنولد سيحل مكان فان مارفيك عقب انتهاء المونديال الروسي.

وبالفعل ، تولى أرنولد المسؤولية ليخوض الفريق رحلة الدفاع عن لقبه الآسيوي بمدرب وطني مثلما فاز باللقب بقيادة وطنية.

ومع استمرار المواهب المتميزة في صفوف الفريق مثل ماتيو ليكي وروبي كروز ، وماسيمو لونجو واحتراف العديد من نجوم الفريق في أندية أوروبية ، يتزايد طموح الجماهير الأسترالية للدفاع عن اللقب خاصة وأن العديد من لاعبي الفريق أصبحوا أكثر خبرة.

ومع ظهور هذه المواهب في السنوات الأخيرة ، لم يعد المنتخب الأسترالي يعتمد على اللياقة البدنية والتمريرات الطولية والعالية فقط وإنما يميل لعب الفريق حاليا إلى بناء الهجمة تدريجيا من خط الدفاع وحتى الثلث الهجومي اعتمادا على مهارة اللاعبين وقدراتهم الفنية والخططية.

ويواجه المنتخب الأسترالي ثلاثة اختبارات عربية في بداية رحلة الدفاع عن لقبه حيث أوقعته قرعة البطولة في المجموعة الثانية مع منتخبات الأردن وفلسطين وسوريا.