ما زال الوضع في الضفة الغربية في أعلى درجات التوتر، دماء غزيرة سالت، دماء فلسطينية – كما هي العادة – ودماء إسرائيلية، وأهمية سقوط الدماء الإسرائيلية أنَّها جاءت بعد السقوط المدوي للمشروع الأميركي في الجمعية العامة الذي كان يستهدف "حماس" بالإرهاب، فسقط هذا المشروع الأميركي بشكل مُخزٍ، لأنّ هذا النضال الفلسطيني بالنسبة للقانون الدولي هو نضال مشروع، ونضال راقٍ جدًّا، ونضال ضروري جدًّا، ولا يستطيع أحد انتزاعه من يد الشعب الفلسطيني، ولذلك وجدنا ترمب، مضطربًا يثير الشفقة لأنّ مشروعه سقط، فعاد هذا الأحمق يجعجع بما سبق أن جعجع به، وهو معاقبة الدول التي صوتَّت ضد قراره وأسقطته بمهانة كبيرة!!! بالله عليكم هل هذا شخص يستحق أن يكون رئيساً لأميركا، لا يفعل إلّا الفشل، ولا يجني سوء اللطمات على وجهه؟!!

المجرم الآخر نتنياهو قام بإرسال جيشه بأعداد ضخمة وحاصر محافظة رام الله والبيرة!!! وأعطى أوامر بإطلاق نار مفتوح ضد الفلسطينيين، وأرسل قطعان مستوطنين بما فيهم جماعات الإرهاب اليهودي وهم فتيان التلال والتمرد وتدفيع الثمن يهتفون بالويل والثبور، وقد وصل بهم الجنون الجبان إلى إطلاق هتافات وتهديدات بقتل رأس الشرعية الفلسطينية والقائد الرئيس للمعركة "أبو مازن"، أي أنَّ وراء نتنياهو مستوطنين غاضبين، وورائهم حاخامات غاضبين، ووزراء يتقدمون الصفوف في الاقتحامات، وممارسة الإعدامات الميدانية، مع أنَّ نتنياهو يعرفهم بأنهم سقط الأرض، وأجبن الجبناء، لأنَّه يعرف أنَّ الواحد من هؤلاء لا يستطيع الحصول على غرفة في تل أبيب، فيأتي إلى أرضنا ويسرق ما يجعله يبني فيلا وحمام سباحة. هُم ليسوا أكثر من ذلك، حرامية أرض يسرقونها من أصحابها في وضح النهار، اللعبة مشتركة، هم يسرقون الأرض، وهو يسرق البدل غالية الثمن، والشمبانيا ذات السعر المرتفع، والرشاوى العالية، كما تقول تحقيقات الشرطة الإسرائيلية، وزوجته تسرق الزجاجات الفارغة، والثمن المرتفع لجولاتهم الوهمية، والنصب والتحايل.

ما هو الأفق؟؟؟

لا شيء على الإطلاق، فليس في يد نتنياهو الذي "يجرب الحرب، فعقله مخرب" سوى الفشل، ذهب ضد الشمال على الحدود، ولكن ترمب نصحه بأن يضع عقله في رأسه، فاللعبة خطيرة، وذهب لكي يتظاهر ضد ائتلافه الحاكم، فانتصر ليوم أو يومين، وأثبت أنه البطل الذي لا يقهر ضد ليبرمان وبينيت وكحلون، ولكن السؤال ظل قائمًا انتخابات مبكرة أو في موعدها، ما الفرق، المهم من سيحتفظ بمقعده، ومن يخسر مقعده، ويبقى على قارعة الطريق.

وها هو يجيء في مواجهة الفلسطينيين، في حالة القتال والمواجهة لا أعترف للفلسطينيين سوى باسمهم الأصلي فلسطينيون، أما "حماس" وخطبها التي انفجرت فجأة عن الشهيد البطل أشرف نعالوة، وعن الشهيد البطل صالح البرغوثي، فلا أصدق كلمةً واحدةً من هذه الخطب، لأنّهما شهيدان فلسطينيان، جاءَا من الزمن الفلسطيني، جاءَا من مرارة التجربة الفلسطينية، كل منهما وردة طالعة من جرح، والجرح فلسطيني، وسوف يولدون مليون مرة ومرة بأسماء أبطال جدد يولدان في ساحات الإبداع الفلسطيني.

ماذا يعتقد نتنياهو؟؟؟

وماذا يعتقد دونالد ترمب؟؟؟

قتل وموت ونفي وسرقة وانحطاط أخلاقي من هؤلاء الإسرائيليين الذين حسب ما كشفه فحص الـ(D.N.A) لا يوجد لهم أي صلة ببني إسرائيل، هل يعتقدون أنَّ كل ذلك يحدث ولن يحدث شيء؟؟؟ إذا كان نتنياهو ودونالد ترمب يفكران هكذا، فاللعنة عليهم ما أغباهم، لأنَّ الفلسطينيون مهيّؤون لأشكال أخرى من النضال لا ترتقي إليها عقولهم الفاسدة.