كل هروبيات نتنياهو إلى شذوذ الممارسات الإرهابية، والقوانين المستحدثة بلا معنى مثل قانون القومية العنصري، وقانون الثقافة الموهومة، وقانون إبقاء بلدات أكبر في (إسرائيل) ضد سكان المواطنين الأصليين وهم الفلسطينيون، ومحاولة إصدار قوانين بإعدام الأسرى الفلسطينيين وهدم بيوت عائلاتهم، والاستمرار إلى أجل غير مسمى في السجن الإداري، والإهمال الطبي المتعمّد، وأخذ أموالهم المخصصة لهم من شعبهم الذين هُم أبطاله الميامين، لن تنجي نتنياهو من مصير السقوط المدوي الذي ينحدر إليه بقوة، هو وزوجته كنموذج شاذ يحاول أن يكتسب شرعية مغشوشة في زمن ترامب.

وكل تهيؤات ترامب في القوة العمياء، لن تعفيه من النهايات السوداء التي تنتظره، صفعات متلاحقة في الجمعية العامة وفي مجلس الأمن، وكثيرا ما رفعت نيكي هيلي يدها وحدها مرتجفة ومنبوذة ضد فلسطين، وكثيرا ما تجرعت المهانة التي انتهت بطردها من الأمم المتحدة، فالذي كان يورطها هو ترامب، طردها في النهاية هو نفسه مع حليفه نتنياهو استضعفوا فلسطين، وحاول الاثنان أن يضربا بها المثل في التعرض لعربدة القوة الحمقاء، وكان رهانهم خائبًا، وظلت فلسطين شوكة في الزور، وظلا هما برسم السقوط .

رغم ما يوجد في جنبات المشهد من علامات مشوهة مثل عار التطبيع المجاني، وقيح التشبث بالانقسام، وهلوسة اللغة الكاذبة لجوقات الضجيج، إلّا أنّ فلسطين تحتشد بقوة أكبر وحضور أكبر، تحتشد في ذاتها لمعركة ذات مستوى أعنف، وتحتشد مع شركائها العرب والمسلمين بعد أن ثبت انه لا يوجد لديهم غيرها سندا وقوة لاحتشاد الحق، وليس للعالم كله سواها ليتمكنوا من خلالها لكي يقولوا لا للبغي والتخبّط في النظام الدولي الذي يقود الكوارث التي يحدثها ترامب بتغريداته القوية ومغامرات حماقة القوة.

نحن على أبواب مرحلة جديدة في الشكل والمضمون، في الفعل وفي الخطاب، مراجعة شاملة وصياغة جديدة ونقاط فوق كل الحروف وملء كل الفراغات، وفي حالة من هذا النوع لن نترك الخائنين يخونون كما يشاءون، ولن نترك الجبناء يفرطون في دمائنا وإبداعات شعبنا بكل أنواع التفريط، وكل من يفعل مثقال ذرة خيرا يره، وكل من يفعل مثقال ذرة شر يره، وفلسطين هي الحقيقة في أوضح معانيها وهي الحضور الحي في هذه المنطقة، ولن يلتهم لحمها المجرمون والجبناء، فلحمها مر على الأعداء وأكثر مرارة على الخائنين والجبناء، وكفى بالله وكيلا، وكفى بالشعب بطلا للمعركة.