القيادي في حركة حماس خليل الحية طالب يوم الاربعاء في 5/12/2018 حركة "فتح" بمغادرة مربَّع الانتظار الذي يضر بالفلسطينيين.

"نقدِّر الجهد المصري المبذول لإنهاء الانقسام، المصريون قدموا لنا رؤية مصرية متمثلة في ورقة واضحة لإنهاء الانقسام لترتيب البيت الفلسطيني، حملت متطلبات الفصائل الوطنية بشكل عام، نحن أبدينا موافقة على الورقة والرؤية، ونطالب" فتح" أن يغادروا مربع الانتظار الذي يضرنا جميعاً، لنكون وحدةً واحدة لمواجهة التحديات".

رداً على ما قيل ومن موقع الإنتماء، والاهتمام، والحرص على بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، ذات المرجعية الواحدة، والقرار الوطني الفلسطيني المستقل، والأهداف النضالية الواضحة، والمستندة إلى قرارات منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، فإننا في حركة" فتح" نؤكد لأبناء شعبنا، في الداخل وفي الشتات المواقفَ المبدئية من قبيل التوضيح، لما ورد على لسان القيادي في حركة حماس خليل الحية، وردودنا هي الواضحة والمسؤولة:

أولاً: نحن نؤمن بأن حركة حماس هي جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإنَّ عدوَّنا بشكل واضح هو الإحتلال الصهيوني المغتصِب لأرضنا، ومن يسانده ضدنا، ونحن نرفض الصراعات الداخلية لأن المستفيد منها هو فقط العدو الإسرائيلي، والمتآمرون علينا.

ثانياً: بكل محبة، ومن باب التذكير بالحقيقة نحن لم نكن طرفاً في الانقسام، لأن رئيس "م.ت.ف"، الرئيس أبو مازن من مصلحتة أن يكون الصف الفلسطيني موحَّداً، وهو تعاطى إيجابياً مع قيادة حركة حماس بعد الانتخابات، وكلَّف إسماعيل هنية بتشكيل الحكومة الفلسطينية، وكانت حركة "فتح" قد سلَّمت كافة الوزارات إلى حركة حماس.
حركة "فتح" دفعت الدم والتضحيات أثناء الانقلاب الذي كان بعيداً عن أخلاقيات شعبنا. ومع ذلك عندما حدث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2008-2009، كان الرئيس أبو مازن أول من تحرك سياسياً، وعلى كافة المستويات لوقف العدوان، وطلب من الأطراف الصديقة أن تسعى لاتمام المصالحة بين فتح وحماس، وقبلت حركة "فتح" بأن لا تثير موضوعَ مئات الشهداء والجرحى الذين سقطوا من الكوادر الحركية، لأن فلسطين هي الأم، وهي الأكبر مَّنا جميعاً.

ومن أجلها نحن نقدم التنازل، من أجل توحيد الصف الفلسطيني.

ثالثاً: نحن في حركة "فتح" نثمِّن الموقف المصري تاريخياً، لأنهم لهم يتدخلوا في شؤوننا الداخلية، وأول من بادر ولبَّى دعوة الرئيس الفلسطيني أبو مازن، من أجل إنجاز المصالحة، كانت هي القيادة المصرية، التي تحرَّكت فوراً، وأسهمت بجمع الطرفين، ثم تمكنت من جمع كافة الفصائل الفلسطينية في شهر أيار العام 2011، حيث صَّفق الجميع، ووقَّعت كافة الأطراف على الاتفاق. ولكن للأسف أننا وبعد مرور ما لا يقل عن إثني عشر عاماً على الانقلاب، ومرور ما لا يقل عن ثماني سنوات على توقيع المصالحة، لم نتمكن من أن نحقق الحلم الفلسطيني في توحيد الصف الفلسطيني،ومازال قطاع غزة تحت السيطرة الكاملة لقيادة حركة حماس، ولكن المطلوب عدم فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية تحت أي ظرف من الظروف.

رابعاً: لايجوز لأي طرف أن يلتقي مع العدو الإسرائيلي في مربع واحد، وإذا حصل هذا فالواجب الوطني والسياسي والمنطقي، يفرض علينا أن نأخذ المبادرات والخطوات الحاسمة، بالحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، متماسكةً في إطار جغرافيةِ الوطن الفلسطيني.

وعلينا أن نتشدد جمعياً في هذا القرار الوطني، لأن ترامب ونتنياهو وتحالفهما الصهيوني، يعملون على تمرير صفقة العصر التي رفضتها قيادتنا وشعبنا، وذلك من خلال الثغرة القائمة، وهي فصل غزة عن الضفة، وهذا يتم طالما أن الانقسام الذي جاء بعد الانقلاب مستمر، وأصبحت له جذور، وطالما أنَّ المصالحة ممنوعة، فالمطلوب اليوم المصارحة حتى يدرك الوسطاءُ الحقيقةَ، وأن يقولوا كلمتهم بجرأة لأن استمرار الانقسام، وانعدام المصالحة، يعني فتحَ الأبواب أمام الصراع الداخلي على مصراعيه، وإِعطاء هدنة طويلة للاحتلال الاسرائيلي حتى يرتِّب أوضاعه، ويضرب ضربته للتخلص من القضية الفلسطينية.

خامساً: ومن أجل توضيح الحقيقة، فإن الجانب المصري ناقش مجموعة أفكار مع حركة حماس في القاهرة. وبعدها وصل وفد حركة "فتح" إلى القاهرة إستجابة للدعوة المصرية. و ناقش المصريون مع قيادة حركة "فتح" بعض الافكار أيضاً، ولكنهم لم يقدّموا ورقة مصرية كوثيقة. و وفد حركة "فتح" أعطى رأيه، لأنه يعتبر أن الأساس هو الاتفاقات التي تمَّ توقيعها سابقاً من الجميع، وهي واضحة للجانب المصري، وحركة "فتح" تنتظر الرد المصري، إذا كان هناك توافق، لأنَّ المصالحة يجب أن لا تكون ملغومةً، وانما مدروسة.

سادساً: إن حركة "فتح" لا تنتظر كما قال خليل الحية لأنها تعرف دورها القيادي، والرئيس أبو مازن على رأس القيادة الفلسطينية، لم يهدأ إطلاقاً وهو يجول على عواصم العالم، من أجل تعزيز الموقف الفلسطيني بوجه العدو الصهيوني، و ضد المؤامرات التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية.

ولعل القرار الذي سيقدمه ترامب اليوم، وهو إدانة حركة حماس المقاومِة، واعتبارها حركة إرهابية، فإنه لو نجح مثل هذا القرار لا سمح الله، فنتائجه ستكون وخيمةً على الكفاح الوطني الفلسطيني، لأنَّ صفة الارهاب ستمتد لتشمل باقي الفصائل الفلسطينية. ولذلك تحركت قيادة "م.ت.ف" وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس، لإعطاء تعليمات واضحة للقيادات السياسية، والدبلوماسية والقانونية، العاملين في المجال الدولي أن يحاربوا قرار ترامب وضرورةَ اسقاطه، والتواصل مع كل الاطراف الدولية لتأييد الموقف الفلسطيني.

هذه القيادة السياسية الفلسطينية العاملة في هيئة الامم المتحدة، والتي حققت نجاحات كبيرة، وأسقطت القرارات الأميركية والصهونية في الجمعية العمومية، هي وحدها المخوَّلة والقادرة على خوض هذه المعركة، وهذا ما يجب أن تستوعبه حركة حماس ، وأن لا تأخذ خطوات مناقضة من قضية، من موقع ردود الفعل. لأنَّ العلاقة الوطنية الفلسطينية ستبقى القلعة الصامدة بوجه صفقة العصر، ويجب أن يفهم العالم كله بأنَّ الشعب الفلسطيني موحَّد، وهو يخوض معركته في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت قيادة واحدة