بقلم: حسن بكير

ما زالت فعاليات الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد الرئيس الشهيد ياسر عرفات تتواصل في لبنان، ففي مخيم شاتيلا وبدعوة من حركة "فتح"، انطلقت مسيرة داخل المخيم جابت الشوارع الداخلية ومحيطه، عصر الأحد 2018/11/11 شارك فيها ممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية؛ وأمين سر وأعضاء قيادة "فتح" في بيروت والكادر الفتحاوي بكل أطره التنظيمية والعسكرية والأمنية وأنديته الرياضية والشبابية؛ وممثلو الفصائل والقوى الإسلامية الفلسطينية واللجان الشعبية؛ ورجال دين وأئمة مساجد؛ وفاعليات وأهالي مخيمات بيروت؛ والفرق الكشفية وأشبال وزهرات حركة "فتح".

قبل انطلاق المسيرة ألقى الدكتور ناصر حيدر كلمة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، قال فيها: "نلتقي اليوم في ذكرى استشهاد القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات في وقت تواجه قضيتنا الفلسطينية أخطر المؤامرات التي تستهدف تصفيتنا لصالح الاستيطان والكيان الصهيوني، فمن صفقة القرن المشؤومة التي بداها ترامب بإعلان القدس عاصمة دولة الكيان الصهيوني، إلى إصدار قانون يهودية الدولة تمهيدًا لتفريغ المناطق الفلسطينية من أهلها، وإعادة تشريدهم وتوزيعهم في دول الشتات والعالم، إلا أننا نرى الشعب الفلسطيني بكل قواه المقاومة يفجر ثورة جديدة، يسقط فيها الشهداء والجرحى بالمئات مما يثبت بالملموس تمسك شعبنا بتحرير فلسطين الأرض والإنسان من رجس الصهيونية والاحتلال الغاصب".

واستطرد حيدر قائلاً: "حين نتحدث عن الشَّهيد القائد أبو عمار، كأننا نتحدث عن فلسطين، نتحدث عن الداخل والشتات، عن الشهيد والأسير والجريح والمعوق، عن المقاومين الأبطال، نساءً ورجالاً وأطفالاً وشيوخاً، لندرك أننا أمام واحدة من أعظم ثورات العصر وأطولها، وأمام واحدة من أهم معارك الإنسانية ضد الظلم والعنصرية والإرهاب الحقيقي، بل نتحدث عن قضية لو أعطيناها الأولوية في نضالنا واهتماماتنا ووحدتنا لأخرجنا امتنا من حال التناحر الدموي الخطير الذي تعيشه في كل ربوعها".

وختم حيدر بتوجيه التحية إلى الانتفاضة المشتعلة على تخوم غزة، في جمعة الغضب ال ٣٢ التي هزت الكيان الصهيوني من الداخل والتي كانت نتيجة حتمية للظلم والحصار، الذي يمارس على القطاع من قبل العدو الصهيوني.

كما دعا إلى تكريس الوحدة الفلسطينية الحقيقية بين فصائل المقاومة كافة، والتعاون مع كافة القوى العربية الحية حتى رفع الحصار عن غزة، وتحرير القدس مهد مدينة التراث الإسلامي والمسيحي.

وألقى أمين سر الشعبة الرئيسية كاظم حسن كلمة، جاء فيها: "اليوم نحيي الذكرى الرابعة عشر لرحيل الرمز ياسر عرفات، كل فلسطيني له وفيه جزء من عرفات، عرفات زعيم الشعب الفلسطيني، لا يختلف أحد عليه. نحن اليوم في هذه الذكرى، لنرسل رسائل لروح الرئيس الرمز ياسر عرفات وإلى كافة الشهداء أننا على العهد باقون، وعلى درب الياسر سائرون".

وتابع: "نعم سيدي الرئيس الرمز ياسر عرفات، رحلت ولكنك أسست لحضارة وثورة، زرعت فينا ثوابتاً لا يمكن أن نرحل عنها أو نتزحزح، كلنا من خلفك، كل من أتى بعدك، علمتهم طريق النضال والثوابت، لأنها ثوابت الأبطال. أنت أسست الممنوعات الثلاث أن نضالنا فلسطين أولا، أن هذه الثورة عمقها عربي، وأن هذه الثورة لا يمكن أن ترتهن لقضية أو لإقليم من هنا وهناك، ونحن أيها القائد نؤكد لو كانت قيادة الثورة قبلت ورضيت بالمكاسب الشخصية، لرضيت بمشروع روجر، واختصرت عذاب الشهداء والضحايا، وكنا قبلنا بمشروع السادات وغيره، لكننا نحن في هذه الثورة الفلسطينية، هذه المسيرة، مسيرة الشهادة والشهداء، لا يمكن أن نتزحزح عن حقوق شعبنا الفلسطيني بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، القدس عندنا أولاً ولا دولة بدون القدس".

وأضاف: "نحن هنا نوجه رسائل باسم الشهداء والجرحى والموجودين، ونقول لكل الطيف الفلسطيني ليس أمامنا إلا الوحدة الفلسطينية، نحن نستطيع أن نقارع هذا العالم المسيطر والعالم الذي يريد أن يجعل من الفلسطيني ورقة عبور إلى هنا وهناك. نقول لهم، الشعب الفلسطيني والقدس وغزة والضفة والشتات وكل المخيمات ليست هي شهادة حسن سلوك لهذا الإقليم أو ذاك، وليست هي مقام لمكاسب شخصية هنا وهناك، وإن الشعب الفلسطيني ليس همه الاعاشة، وليس همه البيوت، وليس همه برميل مازوت، الشعب الفلسطيني ثار لأجل حقوقه، ولو أردنا مكاسب مادية لأخذنا مليارات وآلاف الدولارات.

نتوجه إلى شعب غزة الشجاع عليكم أن تنتفضوا على هذا الواقع، ونحن نعرف أن هناك مناضلين أشاوس في حركة حماس، ترفض كل الترتيبات التي قامت، فنحن ننادي كل الأحرار، وكل المناضلين، وكل المجاهدين، علينا أن ننتفض ضد الواقع، وعلينا أن تكون بوصلتنا فلسطين.

وتابع: "إن كل أعضاء اللجنة التنفيذية، وكل أعضاء اللجنة المركزية، وكل الطيف الفلسطيني، وأي إنسان يأتي من بعد الرئيس ياسر عرفات فهو يحمل الأمانة، والتطاول عليه هو التطاول على الإجماع الفلسطيني، وبالتالي نحن نؤيد وندعم الرئيس أبو مازن، ليس عبادة للأشخاص، نحن لا نعبد أشخاصاً، نحن نعبد فكرة، وبالتالي هو كبر بالفكرة الفلسطينية، هو كبر بالآداء الفلسطيني، ولو أن أبو عمار بالعدوان الثلاثي قبل، كان ذهب إلى أمريكا، وكان عنده مليارات الدولارات، ولكن هذا الرجل آثّر فلسطين والقضية الفلسطينية، وبالتالي هو رسم حضارة وثقافة للشعب الفلسطيني لا يمكن أن نتنازل عنها.".

وختم حسن قائلاً: باسمي وباسم فصائل الثورة الفلسطينية نقول، أننا في لبنان ضيوف، وأننا نحترم لبنان رئيساً وحكومة وأحزاباً وشعبا ومؤسساتاً، ونحن خارج الانقسام والانحياز لهذا الطرف والآخر، والمخيمات الفلسطينية هي صمام أمان للأمن اللبناني، والأمن اللبناني هو هدف قومي فلسطيني، وبالتالي لا نسمح أن تكون مخيماتنا ممراً ومستقراً لأي شي يفسد أمن لبنان، لأننا حريصون على أمن لبنان كما اللبنانيون حريصون عليه، ونحن لا نريد التوطي، ونحن لا نبدل فلسطين بأي وطننا كان.

بعدها انطلقت المسيرة من أمام ساحة قاعة الشعب على وقع الأناشيد الوطنية والثورية وعلى رفرفة أعلام فلسطين ورايات فتح.

وفي وقت لاحق من هذا اليوم قام المكتب الحركي للمرأة والمكتب الحركي الطلابي في شاتيلا بتوزيع التمور للمارة في المخيم، كما تم توزيع صور للرئيس الشهيد أبو عمار (stickers).