يمكننا أن نقول ونحن متأكّدين تقريباً إن معظمنا لا يحب الانتقال إلى التوقيت الشتوي.

إننا نخرج من العمل حين يكون المساء قد حل، يلعب الأولاد بنسبة أقل في الهواء الطلق، وتبدو الحياة بشكل عام أقل سعادة عندما تكون هناك ساعات أقل من الضوء في الخارج.

ويبدو أن كل الضجة المثارة حول التوقيت الشتوي ترجع جزئياً إلى حقيقة أن الناس يفضلون تأجيل مجيء الشتاء وقصر النهار قدر الإمكان.

فهل الأمر حقاً بهذا السوء؟ وفقًا للخبراء يبدو أنه كذلك فعلاً، فلدى كثير من الناس الانتقال للتوقيت الشتوي يعني المزيد من الظلمة خلال النشاط اليومي حيث تُفرز خلال ساعات الظلام نسبة أقل من المواد التي تعزّز المزاج الإيجابي، مما يؤدي الى زيادة حادة في حالات الاكتئاب، الكآبة والمزاج والطاقة المنخفضة.

هناك شعوب بأكملها اليوم في العالم الغربي تُشخَّص بأنّها تعاني الاكتئاب الشتوي، والظواهر المنتشرة في فترات الشتاء هي صعوبة الأداء اليومي، رغبة أقل في قضاء الوقت مع الأصدقاء، طاقات منخفضة في العمل ونفاد الصبر من التفاعل الاجتماعي.

وهناك من يتفاقم وضعه وصولاً إلى فقدان الشهية أو صعوبة النهوض من السرير لأداء المهام اليومية.

الأشخاص الذين يميلون إلى الاكتئاب حساسون من الانتقال إلى التوقيت الشتوي وقصر النهار وهذا ينعكس سلباً على حالتهم النفسية وقد يؤثر ذلك على مزاجهم وقدرتهم على مواجهة الأزمة.

كما أن الساعات الكثيرة التي يُفضل فيها الناس البقاء في المنزل، بسبب البرد أو الطقس العاصف، تترك العديد من الناس بعزلة قد تؤدي إلى حالات نفسية متطرّفة.

لكن على الرغم من كل ذلك، هناك أشخاص يكسبون من الانتقال إلى التوقيت الشتوي وأبرزهم الأهل والأطفال، حيث إنّ التوقيت الشتوي يجبرهم على البقاء معاً في المنزل.

وبهذه الطريقة فهم يعززون العلاقة والتفاعل بينهم.

مجموعة أخرى من الأشخاص الذين يكسبون من الانتقال إلى التوقيت الشتوي هم المراهقون، والذين يجعلهم التوقيت الشتوي يذهبون للنوم باكراً أكثر، وبذلك يصبحون أكثر يقظة خلال ساعات الدراسة.

إنَّ الانتقال إلى التوقيت الشتوي يعني أن ساعات النهار تصبح أكثر قصراً، فتنقص كمية الضوء التي قد تؤثر على المعنويات، وبناءً عليه ينصح الأطباء بالخروج في النهار والتعرّض إلى أكبر قدر ممكن من الضوء، والاستمرار بالقيام بالنشاط الجسدي بشكل منتظم.

ولا تتردوا في برمجة ساعات نومكم والقيام بنشاطات رياضية حتى لا تشعروا أن التوقيت الشتوي قضى عليكم.