بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

 

 النشرة الإعلامية ليوم الإثنين ٢١-١٠-٢٠١٩

 

*رئاسة

 

السيّد الرئيس يلتقي وزير الخارجية الياباني

التقى فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، اليوم الإثنين، وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيغي.

 

وبحث سيادته، مع الوزير الياباني، آخر المستجدات السياسية والتطورات التي تمرُّ بها القضية الفلسطينية والمنطقة، والعلاقات الثُّنائية بين البلدين وسُبُل تطويرها وتنميتها.

 

وأطلعَ السيّد الرئيس الوزيرَ موتيغي على الأوضاع التي يعيشها شعبنا الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العدوانية بحق أرضنا ومقدساتنا.

 

وثمَّن سيادتهُ مواقفَ اليابان الداعمة لحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة.

 

وأقام وزير الخارجية الياباني، عشاء عمل على شرف الرئيس والوفد المرافق له، والذي ضمَّ: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، وقاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين لدى اليابان وليد صيام.

 

وكان الرئيس قد وصل، اليوم إلى العاصمة اليابانية طوكيو في زيارة تستمر ثلاثة أيام، لحضور مراسم تنصيب إمبراطور اليابان ناروهيتو.

 

ومن المقرَّر أن يلتقي سيادته اليوم وزير الدفاع الياباني تارو كونو.

 

 

السيّد الرئيس يُعزّي الرئيس الجزائري بالنيابة لوفاة شقيقته

 عزّى رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بالنيابة عبد القادر بن صالح، بوفاة شقيقته صليحة بن صالح.

 

ودعا سيادتهُ الله سبحانه وتعالى في برقيته أن يتغمَّدَ الفقيدة بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جنّاته، وأن يلهم عائلتها الصبر وحسن العزاء.

 

 

*فلسطينيات

"الخارجية": تقليص المنطقة "ب" تدميرٌ ممنهَجٌ للاتفاقات وضمٌّ للضفة

  أدانت وزارة "الخارجية والمغتربين" استباحةَ سلطات الاحتلال والمستوطنين للأرض الفلسطينية المحتلة عامّةً وأراضي الموطنين الفلسطينيين في قرية قريوت ومنطقة جنوب غرب نابلس بشكل خاص.

 

وحذّرت الخارجية في بيان صحفي اليوم الإثنين، من مخطط استيطاني جديد للاستيلاء على ما يزيد عن ٧٠٠ دونم من أراضي قريوت لصالح مستوطنة "عيليه".

 

وقالت: "طالما حذّرنا من خطورة المخطط الاستيطاني الاستعماري الذي يستهدف منطقة جنوب غرب نابلس وما يرمي إليه من إقامة تجمُّع استيطاني ضخم يرتبط بتجمُّع استيطاني في محافظة سلفيت ويتواصل مع تجمُّعات استيطانية في محافظة قلقيلية ويمتد ويرتبط بالعمق الإسرائيلي، في أوسع عملية سطو توسعي وضمٍّ لأجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة، ما يؤدي إلى أسرلة وتهويد المناطق الغربية على طول الضفة والسيطرة على عمقها ومياهها، تزامنًا مع عمليات واسعة النطاق تجري في المناطق الشرقية للضفة ممثلة في الاستهداف اليومي لمناطق الأغوار".

 

وأكّدت أنَّ دولة الاحتلال تستغل الانحياز الأميركي الكامل لمخططاتها الاستعمارية التوسعية أبشع استغلال، وتمضي في تقويض أية فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وتعميق نظام الفصل العنصري البغيض في فلسطين، وتحويل المناطق الفلسطينية في الضفة إلى تجمُّعات معزولة بعضها عن بعض تغرق في محيط استيطاني ضخم.

 

وأشارت إلى أنَّ ما تقوم به سلطات الاحتلال هو ضمٌّ فعلي للضفة وحسم مستقبل قضايا الوضع النهائي التفاوضية بالقوة من جانب واحد، وتحويل القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا العادلة والمشروعة بالأمر الواقع من قضية سياسية إلى مشكلة سكان يحتاجون إلى برامج إغاثية ومشاريع اقتصادية معيشية، وهو ما يعترف به قادة الاحتلال في حديثهم المتواصل عن الحكم الذاتي المحدود.

 

وعبّرت الخارجية عن استغرابها من اكتفاء المجتمع الدولي بيانات الإدانة الشكلية للاستيطان ومخططات الاحتلال الاستعمارية التوسعية، وقالت: "إنَّ تخلي المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن مسؤوليتهم السياسية والقانونية يفقد النظام العالمي ما تبقى له من مصداقية".

 

وكانت سلطات الاحتلال وزَّعت خارطة جوية جديدة تُبيِّن خطوط مناطق الأراضي المصنفة "ب" في قريوت، والتي تظهر تقليص هذه المناطق، خاصة الأراضي الواقعة شمال غرب قريوت، لصالح مستوطنة "عيليه".

 

١٠٠ يوم على إضراب الأسير أحمد غنّام وخمسة آخرون يواصلون إضرابهم

  دخل الأسير أحمد غنّام (٤٢ عامًا) من بلدة دورا غرب الخليل يومه الـ١٠٠ في الإضراب المفتوح عن الطعام، فيما يواصل خمسة آخرون إضرابهم رفضًا لاعتقالهم الإداري.

 

وقال نادي الأسير، في بيان صدر عنه اليوم الاثنين، إنَّه من المقرَّر أن تُعقد جلسة للأسير غنام، الأربعاء المقبِل، في محكمة الاحتلال العليا، للنظر في الالتماس المقدَّم بِاسمه ضدَّ اعتقاله الإداري.

 

وعن آخر تطورات وضعه الصحي، أشار إلى أنَّه وصل إلى مرحلة خطيرة استدعت نقله قبل أكثر من أسبوع إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال حرمان عائلته من زيارته، وفرض إجراءات تنكيلية بحقه منذُ لحظة إعلانه للإضراب، ومنها عزله والتضييق عليه عبر السّجانين، واحتجازه في ظروف قاهرة وصعبة في زنازين معتقل "الرملة – نيتسان"، قبل نقله مؤخراً إلى المستشفى.

 

وإلى جانب الأسير غنّام، يواصل خمسة أسرى آخرون إضرابهم عن الطعام، وهم: الأسير إسماعيل علي وهو مضرب منذ ٩٠ يومًا، والأسير طارق قعدان منذ ٨٣ يومًا، والأسير أحمد زهران منذ ٣٠ يومًا، والأسير مصعب الهندي منذ ٢٨ يومًا، والأسيرة هبة اللبدي منذ ٢٨ يومًا.

 

ويعاني الأسرى المضربون من أعراض صحية متشابهة تختلف درجتها مع مدة الإضراب، أبرزها: أوجاع شديدة في أنحاء الجسد كافّةً، وانخفاض حاد في الوزن، وتقيؤ لعصارة المعدة يصاحبها خروج للدم، وضعف في الرؤية، وفقدان للوعي بشكل متكرر، بالإضافة إلى تغير يصيب لون الجسد، وهبوط في دقات القلب.

 

وتعمّدت إدارة معتقلات الاحتلال نقل الأسرى بشكل متكرر منذ شروعهم بالإضراب عبر ما تُسمى بعربة "البوسطة" التي يعتبرها الأسرى رحلة عذاب إضافية، حيثُ تكون كثافة عمليات النقل في الفترة الأولى من الإضراب، في محاولة لكسر إضرابهم.

 

ولفت نادي الأسير إلى أنه من المنتظر عقد جلسة للأسير قعدان في تاريخ الـ٢٣ من الشهر الجاري، للنظر في قضية تثبيت اعتقاله الإداري، كذلك ستُعقد جلسة للأسير إسماعيل علي في تاريخ الـ٢٤ من الشهر الجاري، وذلك في المحكمة العليا للاحتلال.

 

وكانت المحكمة العسكرية التابعة للاحتلال في "عوفر" قد ثبتت الاعتقال الإداري بحق الأسير مصعب الهندي من بلدة تل في نابلس، وذلك لمدة ستة أشهر، والأسيرة هبة اللبدي لمدة خمسة أشهر، علمًا أنَّ الأسير الهندي يقبع في عزل معتقل "أوهليكدار"، والأسيرة اللبدي في زنازين معتقل "الجلمة".

 

*مواقف فتحاويّة

 

"فتح": الاعتداءات الإسرائيلية في الأقصى أعلى درجات الإرهاب

 أكّدت حركة "فتح" أنَّ ما يجري في المسجد الأقصى من اقتحامات واعتداءات على المرابطين والمصلّين، هو أعلى درجات الإرهاب والعدوان على كلِّ فلسطيني وكلَّ مسلم في العالم.

 

وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" والمتحدّث بِاسمها أسامة القواسمي في تصريح صحفي يوم الأحد، إنَّ إصرار حكومة الاحتلال الإسرائيلية على استحضار الأساطير والأكاذيب المختلَقة لاستخدامها في خلق واقع جديد مزعوم في القدس، وتحديدًا في المسجد الأقصى، لن يخلق حقًّا، ولن يجلب إلا الدمار وإشعال أتون الصراع الديني في المنطقة والعالم بأسره، الأمر الذي لن يسلم منه أحد.

 

ودعا القواسمي أبناء شعبنا الفلسطيني الذين يستطيعون الوصول للأقصى، إلى الرباط فيه والدفاع عنه وعن كلِّ مقدساتنا الإسلامية والمسيحية.

 

*إسرائيليات

 

١٢٢ مستوطنًا يقتحمون "الأقصى"

  جدَّد مستوطنون، اليوم الإثنين، اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارَك.

 

فقد أقدم ١٢٢ مستوطنًا على اقتحام المسجد الأقصى على مجموعات متتالية، ونفّذوا جولاتٍ استفزازيّةً في باحاته، وتلقّوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وسط محاولات بعضهم أداء طقوس تلمودية.

 

*عربي ودولي

 

مرشّحة للرئاسة الأميركية: ندعم حل الدولتَين والمساعدات لإسرائيل مشروطة بوقف الاستيطان

  قالت المرشَّحة للرئاسة الأميركية، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، إليزابيث وارن، إنّها منفتحة لفكرة جعل مساعدات بلادها لـ(إسرائيل) مشروطة بوقف أنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربية.

 

كلام السيناتور وارين جاء في تصريح لها نشر على موقع "The Hill"، حيثُ أضافت: "في الوقت الحالي، يقول نتنياهو إنَّه سيأخذ (إسرائيل) باتجاه زيادة المستوطنات، لكن هذا لا يدفعنا باتجاه حل الدولتين".

 

وبسؤالها في الكونغرس عن موقفها من المساعدات والاستيطان، أجابت وارين: "السياسة الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية هي دعم حل الدولتين، وإذا كانت (إسرائيل) تتحرك في الاتجاه المعاكس، فكل شيء مطروح على الطاولة".

 

يُشار إلى أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية ستشهد في تموز ٢٠٢٠، الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين التي ستقرِّر رسميًّا مرشّح الحزب للاقتراع، ومن المقرَّر أن تُجرى انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة في الثالث من تشرين الثاني ٢٠٢٠.

 

*أخبار فلسطين في لبنان

 

الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين الفلسطينيين في منطقة صيدا تعقد مؤتمرَها الثالث

 

افتتحت الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين الفلسطينيين في الساحة اللبنانية أعمال المؤتمر الثالث لمنطقة صيدا تحت عنوان "مؤتمر شهداء صيدا وإقليم الخروب"، يوم أمس الأحد ٢٠ تشرين الأول ٢٠١٩، في مقرِّ قيادة شُعبة صيدا.

 

وتقدَّم الحضورَ عددٌ من أعضاء قيادة حركة "فتح" في إقليم لبنان، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا وأعضاء قيادة المنطقة وأمناء سر شُعَبها التنظيمية، وممثِّلون عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والأعضاء المشاركون في المؤتمر.

 

بدأ المؤتمر بكلمةٍ من أمين سر حركة "فتح" - شُعبة صيدا مصطفى اللحام الذي رحّب بالحضور، ثُمَّ طلب إليهم الوقوفَ دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية، وعلى رأسهم القائد الرمز ياسر عرفات، والاستماع للنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني.

 

كلمة افتتاح المؤتمر ألقاها أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، استهلّها بآيةٍ من الذكر الحكيم، ثُمَّ رحّب بالحضور الكريم مؤكِّدًا فخرَه واعتزازَه بهذه الثُّلّة من المناضلين.

 

 واستذكر شهداء الثورة الفلسطينية الذين استشهدوا في شهر تشرين الأول، وهُم القادة: (خالد الحسن "أبو السعيد"، وماجد أبو شرار، ومنذر أبو غزالة).

 

ودعا العميد شبايطة الأُمّتَين العربية والإسلامية إلى تحمُّل مسؤولياتها السياسية والدينية في حشد الطاقات والجهود من أجل نُصرة قضاياها الكبرى وفي القلب منها القضية المركزية 'فلسطين'. 

 

وتوجَّه بالتحية إلى الشعب التونسي الشقيق الذي حوّل الانتخابات التونسية إلى عرس ديمقراطي حقيقي تُوِّج باختيار رئيس جديد للبلاد، وشدَّد على ضرورة استجابة الفصائل الفلسطينية لدعوة السيّد الرئيس محمود عبّاس لانتخابات فلسطينية شاملة بأسرع وقت ممكن لترتيب البيت الفلسطيني وطيِّ صفحة الانقسام.

 

وأضاف شبايطة: "إنَّنا مستمرون في مسيرة الحرية والبناء والتطوير التي تقودها الشرعية الوطنية الدستورية والنقابية نحو تحقيق أهدافنا الوطنية الكبرى في الخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة الحُرّة بعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين شاء من شاء وأبى من أبى".

 

وختمَ العميد ماهر شبايطة كلمته بتوجيه الشكر لجميع المتقاعدين العسكريين مُقدّرًا لهم دورهم في بناء الوطن وبناء قوات "الأمن الوطني الفلسطيني"، كما توجَّه بالتحية والوفاء للشهداء وللجرحى والأسرى. 

 

واختُتِمت أعمال المؤتمر بانتخاب ١٥ عضوًا جديدًا.

 

*آراء

 

وخيرُ جليسٍ في الزّمانِ كتابُ| بقلم: د.خليل نزّال

   الكتابُ هو التجسيدُ الملموسُ للتجربةِ الإنسانيّةِ ووسيلةُ نقلِها بأمانةٍ للقارئ دونَ أنْ يتكبّدَ الأخيرُ عناءَ خوضِ تجربةِ الكاتبِ بأخطائها ومصاعبِها، ودونَ أنْ يُجهِدَ نفسَهُ في البحثِ والدراسةِ والاستقصاءِ لجمعِ الأفكارِ المنثورةِ في خبايا المراجعِ العلميةِ والتي يُسخّرُ الكاتبُ وقتَهُ وجهدَهُ لنفضِ الغبارِ عنها وتقديمِها للقارئ بقالبٍ جاهزٍ لا يحتاجُ سوى إلى إرادةِ القراءةِ وحبِّ الاطّلاعِ وإثراءِ العقلِ بما يحتاجُهُ من زادِ العلْمِ وكنوزِ المعرفة. ليست القراءةُ إذن تَرفًا أو خيارًا يمكنُ اللجوءُ إليهِ لسدِّ أوقاتِ الفراغِ التي تفصلُ بينَ واجباتِنا اليوميّةِ، ولو كانت كذلكَ لما كانَ للفكرِ قيمةٌ تُذكَر، لكنّها عملٌ لا بدَّ من المواظبةِ على القيامِ بهِ التزاماً بواجبِ الإنسانِ نحو نفسِهِ، وإيمانِهِ بضرورةِ مواكبةِ نتاجِ العلومِ والمعارفِ العامّةِ التي يسهلُ الحصولُ عليها، علاوةً على ضرورةِ تنميةِ القدراتِ المتعلّقةِ بمجالِ اختصاصِ الفردِ بغضِّ النّظرِ عن طبيعةِ المهنةِ التي يمارِسُها أو المهمّةِ التي تُسنَدُ إليه. فليسَ مطلوبًا من كلّ طبيبٍ أو خبيرٍ اقتصاديٍّ أو متفرّغٍ لتنفيذِ مهمّةٍ محدّدةٍ أنْ يجري التجاربَ والأبحاثَ العلميةَِ والدّراساتِ الميدانيّةَ المُكلِفةَ والمعقّدةَ، فهذهِ مهمّةٌ يتفرّغُ لها بعضُ النّخبةِ عن طيبِ خاطرٍ وتماشيًا مع مهاراتٍ لا تتوفرُّ إلّا عندَ قلّةٍ متخصّصةٍ في كلِّ مجالٍ من مجالاتِ الحياةِ. لكنَّ واجبَ الطبيبِ والمدرّسِ والخبيرِ والموظّفِ هو تكريسُ جزءٍ من وقتِهِ لمتابعةِ كلِّ جديدٍ دونْ أنْ يحتاجَ لتحقيقِ ذلكَ سوى إلى بعضِ الوقتِ الذي لا يمكنُ مقارنتهُ مع الوقتِ الذي استقطعهُ الكاتبُ من حياتِهِ لصياغةِ أفكارِهِ أو نتائجِ دراساتِهِ وأبحاثِه ونقْلِها لمن يرغبُ في الاستفادةِ منها.

 

وإذا كانَ الكتابُ خيرَ جليسٍ للإنسانِ فإنّهُ أداةُ المناضلينَ في الحركاتِ الثوريّةِ لتحصينِ أنفسِهم بالوعيِ الكافي وبالمعلومةِ الضروريّةِ لزيادةِ المناعةِ ضدَّ مرضِ التكلّسِ وجفافِ الأفكارِ وتوقُّفِها عن النموِّ والتطوّرِ ولتوفيرِ ما يحفظُ قدرتَها على الاستمراريّةِ وتجديدِ طرحِ نفسِها كأداةِ استقطابٍ لا يتجاوزُها قطارُ الزّمنِ ولا تنالُ منها جيوشُ المخرّبينَ الذينَ يحترفونَ الكذبَ والتضليلَ ويحاولونَ قتلَ حقيقةِ الأفكارِ الخلّاقةِ بالإشاعاتِ ونشرِ ثقافةِ اليأسِ. وليسَ هناكَ من سلاحٍ لتعزيزِ الثقةِ بالنفسِ والتفاؤلِ بالمستقبَلِ أفضلُ من سلاحِ المعرفةِ، تمامًا كما أنَّ الجهلَ هو الأرضيةُ الأكثرُ خصوبةً لنموِّ ثقافةِ اليأسِ والإحباطِ والعجز. وقد أثبتت التجربةُ أنّ الفئاتِ القابلةَ لتقبّلِ الإشاعةِ هي الفئاتُ الأقلُّ وعيًا، بينما يحافظُ من يمتلكُ المعلومةَ الصحيحةَ على ثقتِهِ بإمكانيّةِ تحقيقِ النّصرِ رغمَ إدراكهِ لتعقيداتِ الواقعِ وصعوباتِه.

 

نعلمُ أنَّ أعداءَ مشروعنا الوطنيِّ يلجأونَ إلى قلبِ الحقائقِ وتعميمِ الشائعاتِ وتضخيمِ الأخطاءِ ضمن خطّةٍ متواصلةٍ هدفُها الأوّلُ هو إثارةُ شكوكِ الإنسانِ العاديِّ بإمكانيّةِ التصدّي لمشاريعِهم، وأمامَ هذا كلّهِ يصبحُ واجبُ المثابرةِ على القراءةِ واحدًا من مقوّماتِ نجاحِ المقاومةِ وتعزيزِ الصمودِ أمامَ أعدائنا وخصومِنا. لكنَّ ما يعطي القراءةَ مضمونَها الحقيقيَّ هو نقلُ نتائجِها إلى كلِّ المحيطينَ بنا، فبهذا نستطيعُ تعميمَ ما حصلنا عليهِ من فائدةٍ واستخدامَهُ لخدمةِ هدفنِا المشتركِ من خلالِ التركيزِ على الظواهرِ الإيجابيّةِ التي تعزّزُ ثقافةَ التفاؤلِ وتجعلُها نهجًا يحظى بإجماعِ المناضلينَ والأطرِ والمؤسّسات. فلا يمكن لأحدٍ سوى للمؤمنِ بحتميةِ النّصرِ أن يتصدى لكلِّ ظواهرِ الفسادِ والمحسوبيّةِ والشلليّةِ والعشائريّةِ، لأنّ الواثقَ من النّصرِ يثقُ أولاً أنّ كلَّ الظواهرِ السلبيةِ هي ظواهرُ طارئةٌ يجبُ وأدُها من أجلِ ضمانِ الوصولِ بمشروعنا الوطنيِّ إلى أهدافهِ غيرِ القابلةِ للمساومة.

 

*القراءةُ وسيلةٌ غيرُ مكْلِفةٍ لزيادةِ الوعي وتعزيزِ الثّقةِ بالنّفسِ ونشرِ ثقافةِ التّفاؤلِ، ويكفي لتحقيقِ ذلكَ تخصيصُ جزءٍ يسيرٍ من الوقتِ الذي تسرقُهُ من حياتِنا وسائلُ "التواصلِ" الاجتماعيِّ لقراءةِ ما ينفعُ النّاسَ ولا يذهبُ هباءً.

 

#إعلام_حركة_فتح_لبنان