تقرير: عُلا موقدي

اعتاد المزارع الفلسطيني أن يتلقى المعونة أثناء قطاف الزيتون، من الأقارب والأصدقاء والجيران، خاصة إذا كان يمتلك مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالزيتون، قبل أن يستولي الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية والقدس المحتلة ويمنع حتى المزارع نفسه، صاحب جذع الزيتون، من الوصول إلى أرضه.

وفي كل موسم زيتون، تبدأ الفعاليات الحكومية والمجتمعية والشبابية التطوعية، بالتوجه إلى الأراضي الواقعة قرب المستوطنات ونقاط التماس مع الاحتلال لمساعدة المزارعين.

ففي قرية دير بلوط غرب مدينة سلفيت، نصب متطوعون من الأجهزة الأمنية، والمؤسسات الرسمية والأهلية، وطلبة الجامعات، ومتضامنون محليون ودوليون، اليوم، السلالم، ووضعوا المفارش تحت أشجار الزيتون، وبدأوا قطف ثمارها على صوت الأغاني والأهازيج الشعبية وسط أجواء من البهجة.

لكن فرحتهم لم تدم طويلا، مع وصول شرطة الاحتلال الاسرائيلي، التي راحت تنكل بهم وترهبهم، في محاولة لإبعادهم عن المكان.

ودير بلوط واحدة من قرى سلفيت التي استولى الاحتلال على معظم أراضيها لصالح التوسع الاستيطاني، ويضيق الخناق على سكانها، وينفذ انتهاكات بحقهم، التي ترتفع وتيرتها في موسم الزيتون.

دفع هذا الأمر بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إلى إطلاق حملة تطوعية منذ خمس سنوات، تشمل المؤسسات الحكومية والمجتمعية والشبابية التطوعية، لمساعدة المواطنين في قطف الزيتون، خاصة في المناطق القريبة من المستوطنات ونقاط التماس.

محافظ سلفيت عبدالله كميل قال: "دير بلوط محاطة بعدد من المستوطنات، كغيرها من قرى المحافظة، حيث استولى الاحتلال على أكثر من 40% من أراضيها، وأقام عليها 24 مستوطنة وعددا من البؤر الاستيطانية الجديدة، الأمر الذي يتطلب مواجهة هذا الخطر".

وأضاف: "جئنا إلى منطقة باب المرج في دير بلوط، لنعزز من صمود المزارعين في وجه الاحتلال والمستوطنين، ونساعدهم في قطف الزيتون، حتى لا يتم الاستفراد بهم والاعتداء عليهم".

من جهته، بين مدير مكتب الشمال لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان مراد شتيوي، أن الحملة الوطنية التطوعية لقطف الزيتون لعام 2019 تأتي بالشراكة مع المؤسسات الأهلية والحكومية، فالزيتون مصدر رزق تعتمد عليه الأسر في دخلها، وهي سياسة الهيئة للوقوف الى جانب المزارعين، خاصة في المناطق المحاذية للمستوطنات والمهددة.

وأوضح أن الحملة انطلقت في سلفيت، وستشمل انحاء مختلفة من محافظات الوطن والمناطق المستهدفة من قبل المستوطنين، وأن الهيئة توفر للمتطوعين كل ما يلزم من مفارش وسلالم وأدوات.

وأشار شتيوي إلى أن "لسلفيت خصوصية كونها تتعرض دائما لهجمات من قبل الاحتلال الذي يستهدف أراضيها، واسناداً لهم في مواجهة هذه الهجمات التي ازدادت في الآونة الأخيرة ولإشعار الناس أننا معهم".

المتضامنة الأيسلندية كرستين قالت: "فلسطين بلد جميلة، وأهلها يمتازون باللطف والطيبة، وأنا حزينة بسبب ما يعانونه من المستوطنين، رأيت المستوطنات حول القرى الفلسطينية، والمساحات الواسعة التي استولى عليها الاحتلال الاسرائيلي لبناء المستوطنات غير الشرعية وما تسببه من ضرر للناس وأرزاقهم".

وذكرت "عرفت الكثير عن فلسطين من خلال صديقاتي اللواتي زرنها عدة مرات، وأتيت هنا من أجل مساعدة الناس خاصة المزارعين الذين يسكنون بجانب المستوطنات، وسعيدة لأنني جربت القطاف وعملت مع الفلسطينيين في أرضهم، فهم يمارسون حقهم الطبيعي، الاستيطان هو الغريب هنا".