سنعتبر انفسنا فائزين بكأس العالم 2022 حتى لو لم نلعب المباراة النهائية، فالحدث الذي سنشهده على أرض وطننا فلسطين المقدسة يوم الأحد القادم انتصار وفوز على مستوى وطني وعربي ودولي، فأرض القدس أولى القبلتين ستحتضن ضيوفا كراما اعزاء اوفياء شرفاء جاءوها حبا وطواعية من بلاد الحرمين الشريفين.

 

سيصل اشقاؤنا السعوديون منتخب "الصقور الخضر" لكرة القدم الى بلادنا، وكل ما نعرفه أن ذاكرتنا ستحظى بفرصة تاريخية لتسجيل أهداف الفوز بالعروبة، فبتحليق "الصقور الخضر" في فضاء فلسطين، والتقائهم مع "الفدائي" على عشب أرض القدس عاصمة فلسطين، نكون قد حققنا فوزا نوعيا واستثنائيا بكأس العالم، وسيدخل (ستاد الرام) موسوعة أسماء الملاعب العالمية، بأعظم حدث رياضي في تاريخ فلسطين الرياضي الحديث بعد النكبة، وكذلك بالنسبة للمملكة العربية السعودية كما نعتقد، فنحن لا نتحدث هنا عن 90 دقيقة لعب بكرة القدم داخل مستطيل أخضر ضمن تصفيات منتخبات في بطولة عالمية تحت اشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وحسب، بل عن مشهد وفاء النبلاء، واللقاء بين شعبين وقيادتين ومنتخبين.. لقاء محبة لا خسارة فيه، فالفائز فلسطين.

 

سيلعب "الصقور الخضر" ضيوف منتخب فلسطين (الفدائي) على أرض القدس، فملعب القائد الشهيد فيصل الحسيني في بلدة الرام يقع في أراض محافظة القدس، ويعتبر الملعب الرسمي لمنتخب فلسطين لكرة القدم لوقوعه في نطاق محافظة القدس الجغرافي.

 

وقد لا نبالغ اذا قلنا إن ضربة حرة من قدم صقر أخضر أو فدائي قد تكفي لتمرير الكرة من فوق الجدار الاسرائيلي الأمني العنصري وإيصالها الى قلب المدينة المقدسة.. فهنا سيلعب اخوتنا العرب السعوديون على أرض ملعب فلسطيني يقع في مركز اكناف بيت المقدس، ولعلي اتخيل في هذه اللحظات مبلغ سعادة الأشقاء السعوديين حين يعرفون أنهم سيلعبون في فلسطين مع منتخب فلسطين من أجل انتصار فلسطين، فكل أخ عربي أو صديق غير عربي يزورنا في بلادنا فلسطين، رياضيا كان أو فنانا او أديبا أو صحفيا أو وزيرا أو ملكا او رئيسا، مثقفا أو سياسيا، أو رائدا اجتماعيا، باحثا أو سائحا هو في الحقيقة مناضل من أجل فلسطين ونصير لشعبها الصامد الصابر، ونعتبره صاحب رؤية بعيدة المدى، وعميق الايمان بقضية تحررنا واستقلالنا والسلام الذي ننشده على أرضنا.

 

ندرك الجهود العظيمة التي بذلها الرئيس محمود عباس وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لإيصال الشعبين في المملكة العربية السعودية وفلسطين الى هذه اللحظة التاريخية التي كانت اقرب الى حلم، فصارت أملا يتم تجسيده لحقيقة واقعية مادية، وسنشهد ذروته في لقاء النبلاء في مباراة (الصقور الخضر) مع الفدائي على عشب أرضه المقدسية.

 

وندرك جهود الأشقاء (توأم فلسطين) في المملكة الاردنية الهاشمية لتحقيق هدف هذا اللقاء الاستثنائي في تاريخ كرة القدم العربية، وللأمير علي بن الحسن رئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم حق علينا والإشادة بجهوده لجعل الاردن جسر الوصل بين فلسطين وعمقها العربي من ناحية المشرق، فالنبل يعني تمكين الروح الرياضية من التحليق فوق الحواجز وأسلاك الاحتلال الشائكة، وتبليغ رسالة المحبة والسلام التي هي جوهر رسالة الرياضة.

 

سيفخر شباب فلسطين أن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب المناضل القائد في حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، والعضو في اللجنة المركزية لحركة فتح مع اخوته في الاتحاد، الممثل لإرادة جموع الشباب المؤمنين بهويتهم الوطنية، وبضرورة اعلاء اسم وعلم فلسطين في المحافل قد اجتاز سباق الحواجز كافة، ووصل بشعلة فلسطين الى اعالي منبر (الفيفا)، وهو سيفخر اكثر برؤيته ولمسه قدراتهم الفعلية للاستمرار والارتقاء والتقدم والنجاح، فان تحقق لنا الحصول على مقعد كدولة عضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فان تثبيت حضورنا كعضو دائم وعامل في أعظم محفل عالمي شعبي، وفي الميادين الرياضية هو الانجاز الشعبي العالمي الموازي للانجاز السياسي، فما ننتظره خلال الأيام القادمة سيقدمنا خطوة كبيرة نحو الهدف الأعظم، الحرية والاستقلال، فنحن نحتاج لعمقنا العربي في كل الميادين وها هم اخوتنا السعوديون يبعثون الينا صقورهم ليكونوا عين (الفدائي) وجناحيه في فضاء مسيرتنا وصراعنا للفوز بكأس الحرية والاستقلال، فأهلا وسهلا باخوتنا واشقائنا السعوديين.