تقرير:  ميساء عمر

في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1956، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي إحدى أبشع جرائمه بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، مذبحة قلقيلية التي ارتقى فيها 70 شهيدًا من أهالي قلقيلية والجيش الأردني.

ويقول الحاج محمد زيد في العقد السابع من عمره، من قلقيلية، إن مذبحة قلقيلية يطلق عليها أيضًا مذبحة المركز، نسبة لمركز الشرطة التابع للجيش الأردني، الذي كان يقع في المنطقة الشمالية لمدينة قلقيلية آنذاك، وتمَّت محاصرته وإعدام مَن فيه في العاشر من تشرين الأول 1956، وحاليا مكانه أصبح معبر قلقيلية الشمالي.

ويشير إلى أن عدد الشهداء كان يمكن أن يكون مضاعفًا، إلا أن قياديًا أردنيا أصدر قرارًا في منتصف نهار المجزرة، بأن يتفرق الأهالي ويذهب من في المركز من مدنيين إلى أماكن أخرى، فنجا العشرات من المجزرة.

ويضيف: "دخلت العصابات اليهودية، من خلال ما يعرف بخط الهدنة، (كيبوتس، وكوفيش، ومنطقة الطيرة في المثلث)، ونفذَّت جريمتها بشكل ممنهج، فلم تستهدف المركز فقط، بل هدمت مسجدًا، و41 منزلا، وخزان مياه.

من جهته، يقول المواطن يحيى جبر  75 عامًا، من قرية النبي الياس شرق قلقيلية، والذي كان آنذاك طالبًا مدرسيًا، إن مشاهد المجزرة وأحداثها، ما زالت راسخة في ذهنه الى اليوم، ويحرص على سردها للأبناء والطلبة ليشهدوا على ممارسات الاحتلال التعسفية، بحق الفلسطينيين، مهما تعاقبت السنين.

ويروي: "مع حلول مساء العاشر من تشرين الأول، بدأت حشود المشاة من جيش الاحتلال باحتلال المركز، فاستبسل الأهالي بالدفاع عن أنفسهم من خلال أسلحتهم الخفيفة، فقتلوا ما يقارب 18 جنديًا إسرائيليًا، وردًّا على ذلك، نفذ الاحتلال بقيادة آرائيل شارون المذبحة الإرهابية بالطائرات والمدافع".

ويتابع: "بعد ساعة من الزمن سمع دوي انفجار ضخم، كان حينها الاحتلال يقصف بطائراته مركز الجيش الأردني، ونفذ جريمته النكراء".

ويضيف: "في صبيحة المجزرة وبينما كنت ذاهبًا الى المدرسة، شاهدت أشلاء معلقة ومحترقة، عرف بعدها أنها إمدادات عسكرية أردنية جاءت دعمًا لشعبنا لمواجهة جيش الاحتلال، فارتقوا شهداء في منطقة تقع بين قرية عزبة الطبيب وبلدة عزون شرقي قلقيلية، المعروفة باسم بمنطقة المنطار.