تقرير: معن الريماوي

يحاول ثلاثة طلبة من جامعة القدس المفتوحة، التعريف بالتراث، والحفاظ عليه من الاندثار ونسيانه، خاصة لدى الأطفال، ما جعلهم يبتكرون تطبيقا عصريا ذكيا يسمى "جبينة".

"جبينة" حكاية خيالية من التراث الشعبي الفلسطيني، تجسد الحياة التراثية الفلسطينية القديمة من عادات وتقاليد واسلوب الحياة واللهجة الفلاحية القديمة وطريقة لبس الاثواب المطرزة، وهي قصة عن إمرأة أنجبت طفلة وسمتها "جبينة" لبياض وجهها.
"جبينة" هو تطبيق خاص يحاكي التراث الشعبي بكل تفاصيله، من أجل أن يبقى حاضرًا للأجيال القادمة، وهذا التطبيق يضم عدة أيقونات، تشمل قسم خاص بالمعالم الأثرية، والتعريف بها عبر عرض الصور، وقسم خاص بالأغاني الشعبية، وأغاني الأعراس، وآخر خاص بالأمثال الشعبية، والقصص".
ويؤكد الطلبة الثلاثة أن همهم من هذا التطبيق "جبينة"، أن تتناقل الأجيال الحالية والقادمة الأمثال الشعبية، والأغاني التراثية، فيما بينهم، ويستعرضون القصص التي رواها أجدادنا قبل عشرات السنين، خاصة في الوقت الذي بدأت فيه هذه الأشياء بالاندثار شيئا فشيئا.
والطلبة القائمون على هذا المشروع هم: حنان الرب، وموسى قاسم، وصهيب الحديدي، من فرع رام الله والبيرة- تخصص تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وجرى بالأمس، تكريمهم عن مشروعهم الخاص بالتراث الذي قدموه قبل عدة أيام للمجلس الأعلى للإبداع والتميز، إضافة الى ثلاثة مشاريع أخرى، كأحد أفضل المشاريع المقدمة من طلبة جامعة القدس المفتوحة، وسيتم دعمهم ماديا لتنفيذ وتطوير هذه المشاريع.
ويحتفل شعبنا الفلسطيني في السابع من شهر تشرين الأول من كل عام بيوم التراث الفلسطيني، وهي مناسبة سنوية يتم من خلالها تنظيم  فعاليات لإحياء التراث الفلسطيني بهدف الحفاظ عليه من النسيان والسرقة.
وتخرجت حنان الرب (23 عاما) من بيتونيا غرب رام الله، العام الماضي من جامعة القدس المفتوحة، وقالت "منذ العام 2017 بدأ العمل على إنشاء هذا التطبيق العصري. وحاليا جارٍ العمل عليه، وتطويره وسيتم وضعه على التطبيقات الهاتفية، من أجل تحميله خلال الأيام القادمة. وهذا التطبيق يضم عدة أيقونات، تشمل قسم خاص بالمعالم الأثرية، والتعريف بها عبر عرض الصور، وقسم خاص بالأغاني الشعبية، وأغاني الأعراس، وآخر خاص بالأمثال شعبية، والقصص".
وأضافت، "تم تسجيل أصواتنا على هذه الأيقونات، حين يتم سرد قصة، أو مثل شعبي، إضافة الى دمج أصوات أشخاص كبار في السن، ولديهم خبرة طويلة في الحياة".
وتابعت الرب: "تم عمل زيارات ميدانية لعدد من كبار السن، والجلوس معهم، وتسجيل أصواتهم، والاستماع الى قصصهم، وأمثالهم الشعبية، والأغاني في الأعراس. وكل قصة لها قيمة ثقافية واجتماعية، إضافة للرجوع الى الكتب القديمة، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتم إضافتها للتطبيق، من أجل إثرائه بالمعلومات التراثية القيمة".
وقالت: "هذا التطبيق هو خلاصة خبرة طويلة جدا، وتجسيد لحياة شقاء، وتعب، وبساطة، وحب، ونصائح، تجمع في هذا التطبيق، لعرضها للجميع".
وتسعى حنان الى وصول هذا التطبيق الى أكبر قدر من الناس، من اجل تداوله، والحديث عنه.
وأضافت "يهدف المشروع إلى إحياء التراث الشعبي الفلسطيني بصورة عصرية، من خلال التطبيق الذي يستهدف الأطفال خاصة، ويستخدم أدوات برمجية حديثة في بناء تطبيق يتناول الموضوعات الشعبية الفلسطينية".
وقالت: "إن معظم الأطفال لا يعرفون عن التراث الشعبي الا القليل، بما يتضمنه من قصص، وأغانٍ، وأمثال شعبية، لذلك كان لا بد من عمل هذا التطبيق لتعريفهم بهذا التراث، ومدى أهميته لشعبنا باعتباره أساس الهوية الفلسطينية".