تقرير: نجية شحادة

 تقديرًا لدورها المتفرِّد الذي أدّته في بداية عصر التصوير الفوتوغرافي، وتكريمًا لها بصفتها أوّل امرأةٍ عربية خاضت المجال باحترافيةٍ عاليةٍ ومهاراتٍ بارزة، حلَّت المصوّرة الفلسطينية كريمة عبود ضيفةَ شرف بأعمالها في مهرجان بيروت للصورة بنسخته الأولى، تحت عنوان "مئة عام على إبداع كريمة عبود"، والذي نظَّمته جمعية مهرجان الصورة "ذاكرة" برعاية رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري في بيت بيروت.

 

*هدف المعرض

وسط 600 صورة أنجزها 22 مصوِّرًا من مختلف الأعمار والجنسيات، عُرضَت 26 صورةً من أعمال عبود، بين مجموعة من الصُّور الفوتوغرافية القديمة والحديثة لمصوّرين أتوا من 25 بلدًا عربيًّا وأجنبيًّا.

حول مساهمة عبود في المعرض، يقول المدير الإداري لشركة "إبداعات" عبدالرحمن أرجان لموقع "فلسطيننا": "كريمة عبود وثَّقت الجانب الحقيقي للتصوير في بلاد الشام وفلسطين خاصةً، لأنَّها كانت تصوّر الناس والعائلات الميسورة، والشارع والمواقع، بشكلٍ حقيقي، بينما كان المستشرقون يُسلِّطون الضوء على حالات الفقر لأسبابٍ كثيرة منها: (إظهار الشرق بفقره، وإظهار الفلاح بشقائه وبوضعه البدوي الفقير)، حيثُ كانوا يعتمدون في جميع صُورهم على إظهار البؤس في المناطق، أمّا كريمة عبود فوثَّقت الحقيقة وعاشت زمانها بكلِّ معنى الكلمة".

 

كما شكر أرجان صاحب مجموعة "قدرات" ورئيس مجلسها السيد أيمن مطانس، لأنَّ الفضل في إنجاز المعرض يعود لمؤسسة قدرات الثقافية الفنية، لتوليها جمع الأرشيف من عدّة مصادر، كي يصبح متاحًا للجميع في المعرض، منوهًا إلى أنَّ عدة معارض ستُنظَّم في باريس ودبي قريبًا.

 

وفي سياق متّصل لفت رئيس جمعية "ذاكرة"-مهرجان الصورة رمزي حيدر إلى أنّها المرة الأولى التي يُقام فيها مهرجان للصورة في بيروت، وقال: "أتينا اليوم لنكرّم رائدةً من روّاد الصورة في المنطقة العربية هي كريمة عبود، ولنتيح الفرصة للعالم بأن يرى أعمالها ويتعرَّف إليها، لأنَّه من الصعب على كلِّ هذا الإبداع أن لا يُعرَف".

وأضاف حيدر: "نحنُ نعرف أنَّ فلسطين ولّادة وفيها من المبدعين كثرٌ لمع اسمهم، فهناك مَن يعزف الموسيقى، وهناك مَن يدافع عن الوطن بقلمه، وهناك مَن يرسم، ومن يغني، ولكن فيها أيضًا مبدعون في مجال التصوير، لا سيّما أنّنا نتحدّثُ عن ما هو موجود منذُ نحو مئة سنة تقريبًا".

 

*صُورٌ تشكّل وثيقةً تاريخيةً لإرث بلاد الشام

يحتضن المعرض في أرجائه صورًا فوتوغرافية تمثّل وثيقةً تاريخيةً لإرث بلاد الشام بشكل عام وفلسطين بشكل خاص في ظلِّ الانتداب البريطاني، وفي بيت بيروت عُرضت لوحاتٌ لعدد من الفنانين.

وقد قدَّم المصوِّر المصري أيمن لطفي لهذا المعرض مجموعةً من أعماله التي تندرج تحت عنوان "الفن المفاهيمي"، والتي تُقدِّم الفكرة على شكل صورة صحفية.

وبسؤاله حول انطباعه عن المهرجان يقول لطفي: "لم أتوقع أنَّ المهرجان سيكون بهذه القوة، لأنَّني حضرتُ مهرجانات كثيرة في العالم، لكنَّني فوجئتُ أنَّ مهرجان بيت بيروت بدورته الأولى كان له هذا الحضور والبروز والترتيب". 

وأضاف: "أنا فخورٌ جدًا لأنني موجود هنا، ولعرضي أعمالي في بيت بيروت، المكان الذي يكتنز تاريخًا كبيرًا وأحداثًا كثيرة. أعمالنا كانت في بدايتها ذات طابع صحفي، وأنا أشارك في أعمال مشابهة أيضًا هي ترجمة للصورة الصحفية، لكن بطريقة فنية مفاهيمية أكثر".

 

كريمة عبود هي أول امرأة عربية فلسطينية خاضت بكلِّ أمانة ومهنية مهنةً كانت حكرًا على الرجال فلازمتهم وزاملتهم أيضًا، لتترك ثروة فنية فوتوغرافية تُمثّل وثيقةً تاريخيةً لبيان حال الإنسان وأصل المكان في ذلك الوقت في بلاد الشام.