نظمت جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية في مدينة فرساي في الضواحي الباريسية، ندوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني حضرها سفير دولة فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، ووزير الثقافة الأسبق أنور أبو عيشة، ورئيس لجنة سلام حقيقي في الشرق الأوسط موريس بوتان، ورئيسة جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية في المدينة مارتين ميليه، وحشد من المتضامنين وأبناء المدينة.

وشهدت الندوة توقيع كتاب "مذكرات مناضل فلسطيني" للدكتور أبو عيشة وقدم المحامي بوتان قراءة في الكتاب الذي يشرح مراحل تطور النضال الفلسطيني في أوروبا وفي فلسطين عبر مسيرة مؤلفه.

وقدم السفير الهرفي مداخلة في الندوة حول آخر الأوضاع والتطورات في فلسطين وخاصة حول نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي بنيت اساساً على دعم الاستيطان وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 لافتا الى دور دولي تقوده الولايات المتحدة لدعم التطرف الإسرائيلي ممثلاً بنتنياهو مبني على انكار الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بل وحتى انكار وجود الشعب الفلسطيني ذاته.

كما تطرق الهرفي الى الانقسام الفلسطيني الداخلي والدور الذي تلعبه إسرائيل في استمرار هذا الانقسام بحسب تصريحات نتنياهو نفسه والذي قال ان حكومته عملت على تمكين سيطرة حركة حماس على قطاع غزة منعاً لقيام وحدة وطنية فلسطينية ومنع المصالحة الفلسطينية ومنع قيام دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين.

وركز الهرفي في كلمته على استعداد القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس، للقيام بكل ما يستلزم للتوصل الى حل عادل ودائم واحلال السلام في فلسطين والمنطقة ولكن دون المساس بأي من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والتي اقرتها الشرعية الدولية ودون المساس بمرجعيات العملية السلمية وبضرورة ان تلتزم إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة سابقاً وبالالتزامات المفروضة عليها كدولة قائمة بالاحتلال.

بدوره تحدث وزير الثقافة الأسبق ورئيس جمعية الخليل - فرنسا أنور أبو عيشة، عن تجربته النضالية الخاصة ناقلاً صورة واقعية عما يحدث في أراضي دولة فلسطين المحتلة عامة من انتهاكات يومية تقوم بها قوات الاحتلال مدعومة بسياسة الحكومة اليمينية المتطرفة التي يقودها نتنياهو.

وركز أبو عيشة على مدينة الخليل والممارسات الإسرائيلية هناك التي تهدف الى اذلال الفلسطينيين وتركيعهم من خلال دعم الأنشطة الإرهابية التي تقوم بها مجموعة من المستوطنين في قلب المدينة الفلسطينية العريقة.

المحامي موريس بوتان اكد ضرورة التوصل الى حل حقيقي ونهائي للصراع يضمن تمكين الفلسطينيين من التمتع بحقوقهم المشروعة في تقرير مصيرهم وبناء دولتهم المستقلة على الأراضي التي احتلت عام 1967، مدينا التصريحات الإسرائيلية الصادرة عن عدة مستويات وخاصة عن نتنياهو بضم مناطق الاغوار والمستوطنات اللاشرعية المقامة على الأراضي المحتلة، مطالباً بدور اكثر فاعلية للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي للجم إسرائيل عن ممارساتها.

من جهتها شكرت رئيسة جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية في مدينة فرساي مارتين ميليه، السفير الهرفي والوزير الأسبق أبو عيشة على تلبية الدعوة، مؤكدة ان التضامن مع الشعب الفلسطيني هو تضامن مستمر وغير مرتبط بحدث محدد، وأن الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني هو الأساس الوحيد للتضامن الذي سيستمر طالما استمر هذا الظلم المتعدد المستويات، فهو ظلم سياسي وانساني واقتصادي واجتماعي تمارسه إسرائيل باحتلالها للأرض الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من تطوير هويته في دولته المستقلة.