تقرير: نجيّة شحادة 

 كثرت الأقاويل حول أصل اسمها، فقال البعض إنَّها سمّيت نسبةً لمن سكنوا القرية، أي الإفرنج، ودعوها بِاسم (لارجيوس) ثُمَّ حرفت إلى جيوس، فيما رأى آخرون أنَّ اسمها منسوب إلى قائد الجيوش القادم من مصر، وبأمر من الوالي العثماني حُرِّفت إلى جيوسي. هي "جيوس" إحدى قرى محافظة قلقيلية، والأكثر تضرُّرًا من الجدار العازل الإسرائيلي.

موقعها وأبرز معالمها
تقع جيوس على بعد 20كم من مدينة طولكرم جنوبًا، وإلى الشرق من قلقيلية، وهي كسائر القرى الفلسطينية الأصيلة تتمتَّع بتراث وحضارة تاريخية.
وتبلغ المساحة العمرانية للقرية نحو 770 دونمًا، ومساحة أراضيها 12,600دونم، وتحيط بأراضيها أراضي قرى صير، كفر جمال، فلامة، قلقيلية، عزون.
أمَّا سكّانها فيبلغ عددهم نحو 6,000 نسمة، ومن أبرز العائلات الموجودة فيها: آل خالد، آل سليم، آل شماسنة، آل بيضة، آل خريشهن، آل القدومي، آل نوفل.
في البلدة ثلاثة مساجد هي: المسجد الكبير وسط البلد، والمسجد الغربي، والمسجد الجنوبي، إلى جانب مسجدٍ قيد الإنشاء من الجهة الشرقية. كما تضمُّ القرية مدارس لكلِّ المراحل الدراسية منها مدرستان للذكور هما مدرسة عبدالرحيم عمر الثانوية ومدرسة جيوس الأساسية، ومدرسة إعدادية وثانوية للبنات، ومدرسة أساسية للذكور والإناث، كما توجد فيها جمعية خيرية وبلدية ونادٍ رياضي من أعرق أندية الضفة الغربية في الكرة الطائرة.
وتُعدُّ جيوس من القرى الفلسطينية الضاربة في القِدَم، وقد كانت تتمتَّع بالبيوت الحجرية القديمة التي تقلَّص وجودها اليوم، ولم يتبقَ منها سوى القليل، ويعود أثرها إلى الفترة الرومانية والبيزنطية، كما تشير لذلك الآثار التي كانت في (خربة نشة) من خرب جيوس، والتي احتُلَّ نصفها عام النكبة، ووُجِدَت فيها أعمدة من المرمر، وفخاريات، ومغارات، وذهب قديم استولى عليه الاحتلال.
وكانت لخربة نشة بوّابة أُزيلَت في أواخر فترة الحكم العثماني، حيثُ كانت المنطقة عبارة عن معسكر للجيش العثماني من ضمن مجموعة معسكرات تصل إلى وادي عويضة شمالي البلدة، ولكن لم يُعرَف ما إذا كان سبب إزالتها لنقلها واستخدامها في إحدى القلاع في المنطقة أم مجرّد عملية سرقة.
 أمَّا المغارات والكهوف التي كانت مسكونة والتي تقع تحت البلدة الحالية، فتشير إلى كون تاريخ جيوس أقدم من فترة الرومان أيضًا، لكن للأسف فإنَّ هذا التاريخ غير موثّق بدراسة ما يمكن من آثار، ولا توجد حفريات للبحث عن التاريخ، ولم تشهد المغارات تحت جيوس الحالية وحولها، إلّا حفريات وسرقات من قِبَل لصوص الآثار بإيعازٍ من الاحتلال!

انتهاكات العدو الإسرائيلي في القرية
كانت بلدة جيوس تعتمد على الزراعة لما تتمتّع به من أراضٍ زراعية سهلية، واشتُهِرت بزراعة الأشجار المثمرة كالزيتون والحمضيات وبصورة خاصة البرتقال غير أنَّ هذه الأراضي سُلِبت من أصحابها عقب "اتفاقية رودس" عام 1949 بعد النكبة.
وإلى جانب معاناة أهلها جرّاء سلبهم مصدر رزقهم، تتعرَّض قرية جيوس اليوم لهجماتٍ كثيرة من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي، بهدف تعزيز السيطرة على جميع أراضي القرية الزراعية، وسلبها من أصحابها، وكذلك الأمر بالنسبة لآبار المياه كافّةً كونها أصبحت تقع خلف الجدار العازل الذي سرق الأرض والأحواض المائية، واليوم أصبح الجدار يُهدّد مصير سكان القرية عمومًا وبالأخص الذين يقطنون قربه إذ يتوعّدهم الاحتلال بهدم منازلهم كونها صُنِّفَت ضمن ما تُسمّى منطقة (ج).


رغم محاولات الاحتلال الدائمة لنهب الأرض واستغلالها خدمةً للمشروع الصهيوني الاستيطاني، فإنَّ أبناء شعبنا لم يفقدوا العزيمة والإرادة، وإنَّما بقوا صامدين لمواجهة المحتل حتى تحرير كل شبرٍ من جيوس وكلِّ فلسطين.