بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية لليوم الاثنين 16-9-2019

*الرئاسة
في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي.. الرئيس يعرب عن رفضه واستنكاره للهجمات ضد المملكة ويؤكد وقوف فلسطين لجانبها
أجرى رئيس دولة فلسطين محمود عبَّاس، يوم الأحد، اتصالاً هاتفيًا مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أكَّد خلاله استنكاره ورفضه للهجمات الإرهابية التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية.
وأكَّد سيادته وقوفه وشعبنا إلى جانب المملكة في محاربة هذا الإرهاب الذي يستهدف أمنها وأرضها وسلامة مواطنيها، مشددًا على ثقته المطلقة بأنَّ الأشقاء في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، قادرة على التصدي لهذه الهجمات، والوقوف بوجه كافة المحاولات البائسة التي تستهدف أمن واستقرار المملكة.
وجدَّد الرئيس شكره لخادم الحرمين الشريفين على موقفه الشخصي وموقف المملكة الداعم لفلسطين في كافة المحافل الدولية وعلى كافة المستويات، خاصة دعوتها للاجتماع الاستثنائي الذي عقده وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي اليوم الأحد في  مدينة جدة.
بدوره، شكر الملك سلمان بن عبد العزيز، الرئيس محمود عبَّاس على هذا الموقف، مجددا تأكيده على مواقف المملكة العربية السعودية الداعمة للشعب والقضية الفلسطينية، حتى ينال شعبنا حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس.

 

*فلسطينيات
الخارجية تدين الهجوم الإرهابي على منشآت نفطية سعودية
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له منشآت نفطية في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وأكَّدت الخارجية في بيان صدر عنها وقوفها الدائم مع السعودية الشقيقة ملكًا وحكومة وشعبًا في معركتها ضد الإرهاب والإرهابيين.
وشددت الوزارة على تأييدها الكامل لجميع الخطوات التي تأخذها المملكة دفاعًا عن حقها في حماية مواطنيها ومنشآتها وسيادتها، "ونحن على ثقة تامة بقدرة المملكة على الانتصار على الإرهاب والإرهابيين".

 

*مواقف "م.ت.ف"
"التنفيذية": لن نبقى الطرف الوحيد الملتزم بالاتفاقيات ونتنياهو يتحمل مسؤولية انهاء مسار السلام
 أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، موقف الرئيس محمود عبَّاس، بأنَّ القيادة ستعتبر كل الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، وما ترتب عليها من التزامات قد انتهت، ولن نبقى الطرف الوحيد الملتزم بهذه الاتفاقيات.
وقالت اللجنة التنفيذية للمنظمة، إن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، حول ضم مناطق من الأغوار الفلسطينية المحتلة وشمال البحر الميت، تعبر عن إستراتيجية الحكومة الإسرائيلية.
وحملت نتنياهو وأي حكومة إسرائيلية اتخذت هذا القرار المسؤولية كاملة عن إنهاء مسار السلام، مشددة على أنَّ القيادة الفلسطينية ستواصل الإجراءات العملية الملموسة للانتقال من السلطة للدولة والانفكاك التدريجي من كل الاتفاقيات الموقعة مع سلطات الاحتلال.
ورحبت اللجنة التنفيذية بإدانة المجتمع الدولي وإعلان نتنياهو حول الضم واعتباره مخالفا لميثاق الأمم المتحدة، وقرارات الشرعية الدولية، كما برز في مواقف الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين.
وتوقفت اللجنة بكل إجلال واحترام أمام ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، وترحمت على أرواح شهداء شعبنا الذين سقطوا ضحية الغدر والقتل العنصري الذي نفذته قوى الفاشية بحماية ورعاية ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي الذين احتلوا لبنان.
وأدانت كل من خطط ونفذ هذه المجزرة بحق شعبنا، وطالبت باستمرار التحقيق لتقديم مجرمي الحرب والعدوان الى محكمة الجنايات الدولية لأن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.
ناقشت اللجنة التنفيذية الجهود والاتصالات التي بذلتها القيادة لإحباط وإفشال المخططات الأميركية الرامية لتصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، خاصة الضغوطات الممارسة على العديد من الدول لوقف التمويل، تمهيدًا لعدم التمديد للتفويض الممنوح للوكالة طبقًا للقرار 302.
وثمنت اللجنة التنفيذية مواقف العديد من الدول الأوروبية لاستمرار دعمها للأونروا والتفويض الممنوح للوكالة في نوفمبر المقبل.
وأكدت موقفها الثابت والدائم تجاه القدس وحماية مقدساتها ومؤسساتها الوطنية، وأبناء شعبنا، الذين يشكلون عنوان الصمود في مواجهة سياسات التهويد والترانسفير، وتغيير الطابع الديموغرافي لمدينة القدس وضواحيها، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن حياة وسلامة الأسرى.
وأوضحت اللجنة أنها تتابع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال المخالفة للقانون الدولي والشرعية الدولية، وثمنت مواقف كافة الدول التي تدعم الموقف الفلسطيني انطلاقاً من تمسكها بالقانون الدولي، ودعت الدول العربية لتطبيق قرارات القمم العربية بشأن الدول التي تعترف وتنقل سفاراتها إلى القدس.

 

*إسرائيليات 
الاحتلال يعتدي بالضرب على مواطن من دير نظام شمال غرب رام الله
اعتدى جنود الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الاثنين، بالضرب المبرح على مواطن من قرية دير نظام شمال غرب رام الله.
فقد قامت قوات الاحتلال بالاعتداء على المواطن صافي التميمي (52 عامًا) بعد أن أجبرته على الترجل من مركبته على مدخل القرية، ما أدى إلى فقدانه الوعي ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
يذكر أن الاحتلال يغلق مدخلين للقرية منذ عدة أيام، ويقيم حاجزاً دائماً على مدخلها الثالث الذي يتعرض فيه المواطنون للتفتيش والتنكيل بشكل يومي.

 

*عربي دولي
"الأعيان الأردني" يطالب المجتمع الدولي بالتصدي لتصريحات نتنياهو المتطرفة
استنكر رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه فرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت وضم المستوطنات اللاشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لإسرائيل.
وأكد الفايز خلال ترؤسه جانبًا من اجتماع لجنة فلسطين في مجلس الأعيان الأردني اليوم الأحد، أن إعلان نتنياهو تعد صارخ على حقوق شعوب المنطقة، وان تلك التصريحات عنصرية تعبر عن حقيقة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، ما من شأنه تأجيج الصراع في المنطقة والعمل على تقويض حالة الأمن والاستقرار فيها.
وقال الفايز: "إن هذه التصريحات تشكل تصعيدًا خطيرًا في المنطقة"، داعيا مجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية اللازمة والسريعة للتصدي لهذا الموقف العدواني الجديد الذي سيقود المنطقة لمزيد من الفوضى والدمار.
من جهته، قال رئيس لجنة فلسطين في مجلس الأعيان العين حيا القرالة: "إن الظروف على الساحة الفلسطينية تزداد تعقيدًا وصعوبة، وخصوصًا ما تمر به القضية كنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالأخيرة عاصمة لإسرائيل، ثم فرض السيادة الإسرائيلية على الجولان، ووقف دعم الأونروا".
وأشار إلى أن ما حدث أخيرًا، هو إعلان رئيس وزراء إسرائيل وعزمه ضم منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت، والمستوطنات اللاشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لإسرائيل.
وطالب بأن يكون هناك موقف عربي واضح وصارم بعيدًا عن التنديد وردود الأفعال التي لا تُلبي الطموح العربي والفلسطيني، والتصدي للانتهاكات اليومية التي يقوم بها الاحتلال، وفي الوقت ذاته دعم صمود الفلسطينيين على أرضهم وحق الشعب الفلسطيني في إقامته دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعرب عن رفض لجنة فلسطين في مجلس الأعيان بشكل قاطع لتصريحات نتنياهو، التي لا تقف عند فوز الأخير بالانتخابات الإسرائيلية المقبلة، بل هي أجندة إسرائيلية يمضي بها الاحتلال إلى تحقيقها بعيدًا عن الشرعية الدولية والقانون الدولي.
بدورهم، تحدث الأعيان حول توحيد الموقف العربي تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية، مؤكدين محورية القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية العربية المركزية الأولى.

 

*أخبار فلسطين في لبنان
ماراثون "كي لا ننسى.. بدنا نعيش بكرامة" في الذكرى الـ٣٧ لمجزرة صبرا وشاتيلا
إحياءً للذكرى السابعة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، انطلق ماراثون تحت عنوان "كي لا ننسى.. بدنا نعيش بكرامة" من أمام مثوى شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، الأحد 15-9-2019 الموافق السادس عشر من شهر محرّم من العام الهجري 1441 سالكًا أوتوستراد المدينة الرياضية ذهابًا وإيابًا، بمشاركة 250 متسابقًا ومتسابقة من مجموعة الكرامة الكشفيّة ومجموعة يعبد الكشفية ومجموعة "أشد" ورابطة أبناء بيروت والأندية الرياضية الفلسطينية واتحاد الأولمبياد الفلسطيني – صور، وعددٍ كبير من الطلاب الفلسطينيين.
هذا العنوان الذي اختارته منظمة التحرير الفلسطينية وبلدية الغبيري للماراثون الأول إحياءً للذكرى السابعة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، يحمل رمزيّة وجَهين من المعاناة التي أحاطت بالشعب الفلسطيني. ففي شقه الأول، (كي لا ننسى)، يسترجع العنوان ذكرى أفظع مجزرة في تاريخ الشعبَين اللبناني والفلسطيني ارتكبتها (إسرائيل) وميليشيات يمينية لبنانية، ذهب ضحيّتها الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، وما زالت مستمرة لعدم اكتراث المجتمع الدولي بمحاكمة القتلة.

أما الجزء الثاني، (بدنا نعيش بكرامة)، فيجسّد معاناة تضييق الخناق على الفلسطيني بمعيشته عبر صدور القرارات عن الحكومات اللبنانية المتعاقبة التي تحرم الفلسطيني من حق العمل في عشرات المهن، ومن حق التملّك وأبسط الحقوق الإنسانية، ولعلَّ ملاحقة الفلسطيني في الآونة الأخيرة في مكان عمله، ولا سيما أصحاب المهن البسيطة، هي من تداعيات القرار الأخير لوزارة العمل اللبنانية.

وتقدَّم الحضور كل من عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، ورئيس بلدية الغبيري معن خليل وأعضاء المجلس البلدي، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في بيروت العميد سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، ورئيس دائرة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان جمال فيّاض، وقادة وضبّاط الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت والمخيّمات، وممثِّل عن جمعية الصداقة الفلسطينية الألمانية، وعدد من المؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية.
وكانت كلمة لرئيس بلدية الغبيري معن خليل، جاء فيها: "نقول اليوم العقل السليم في الجسم السليم.. نحن اليوم نكرّس الرياضة في حياتنا اليومية، لتكون هدفًا من أهداف مجتمعنا ليصبح نابضًا بالصحة والعافية بعيدًا عن آفات المجتمع. طلّاب المدارس والجمعيات  وكبلدية الرياضة هدف لنا كمجتمع يجب أن نتضافر لتأسيس هذه الفكرة. رمزية هذا العمل الرياضي في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، كي لا ننسى هذه المجزرة، نحن اليوم ركضنا، كرَّسنا هذه المناسبة من خلال منظمة التحرير الفلسطينية وسفارة دولة فلسطين والبلدية والجمعيات، وإن شاء الله كلّ عام سنؤسّس ليصبح ماراثونًا سنويًّا كل عام".

وتابع: "في هذه المناسبة نقول إنَّ الشعب الفلسطيني واللبناني هما شعب واحد، ومصلحتنا الحفاظ على حق العودة، الرياضة هي نهج وعمل مستمر ودائم، سنكرِّس هذا الماراثون في كلّ عام وسنؤسس لدورات رياضية في هذه الذكرى كل عام".
وألقى العميد أبو عفش كلمة سعادة سفير دولة فلسين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، قال فيها: "في هذه الصبيحة وإن كان يتجدَّد الحزن عامًا بعد عام بعد ٣٧ عامًا من جريمة العصر التي ارتكبها العدو الصهيوني وأعوانه، يركض شبابنا، فلسطينيون ولبنانيون من المؤسسات الكشفية والطلّابية والجمعيات والنوادي والروابط، حتى تترسَّخ كلُّ جرائم العدو الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني واللبناني، لا بد أن نحوّل كل هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية كون جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم. فلسطين ستبقى عربية والقدس عاصمتها والجولان عربية ومزارع شبعا ستبقى عربية، القرارات الأميركية لا تعنينا نحن شعب مصمم على النصر لدينا حلفاء في لبنان، شعب فلسطيني هدفه وغايته وبوصلته فلسطين وليس لنا سوى عدو واحد هو (إسرائيل) وحلفاؤها الإدارة الأميركية ومَن يواليها".

وتوجّه أبو عفش بالتحية إلى بلدية الغبيري ممثَّلةً برئيسها معن خليل الذي أمّن كل الأمور اللوجستية لإنجاح هذا المارثون، ووعد بأن يصبح حدثًا سنويًّا.

كما وجّه التحية إلى سفارة دولة فلسطين وسعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور الذي نظَّم هذا المارثون مع البلدية، وإلى دائرة شؤون اللاجئين لدى "م.ت.ف" بشخص مسؤولها جمال فيّاض، التي جهّزت القبعات للمشاركين في الماراثون.
هذا ووُزِّعت الكؤوس على الفائزين والفائزات عن فئة الكبار والشباب والزهرات والشبيبة والأطفال، ففاز بالمركز الأول خضر أحمد خضر، وحلَّت في المركز الثاني أسماء هنادي فريج، أمّا المركز الثالث (الزهرات) فكان من نصيب مريم عبد اللطيف، وفي المركز الرابع عن فئة الصغار حلَّ فرج العلي، وحصدت المركز الخامس وفاء زغره.
كما قُدِّمت ثلاثة كؤوس لسفارة دولة فلسطين وبلدية الغبيري وقيادة حركة "فتح" في بيروت.

 

*آراء
في المَطارِ.. السّاعةَ الرّابِعةَ فَجْرًا| بقلم: د.خليل نزّال
لا شيءَ يُقلِقُ الفلسطينيَّ مثلَما يُقلِقُهُ وُجودُهُ في المَطارِ. لا نَدري مَن الذي اخترَعَ هذا المكانَ المُظْلِمَ والظّالمَ والخالي من الأصْدقاءِ.
عندما تَجتازُ الحَدَّ الفاصِلَ بينَ المُودّعينَ والمسافرينَ وترى كلَّ مَنْ هُمْ حولَكَ يُلوّحُونَ بأيديهِم ليردّوا تحيّةَ الوداعِ التي تُلقيها غابةُ الأيدي في الجانبِ الآخرِ من سِفْرِ التّرحالِ، تبدأُ أنتَ بالتّلويحِ بيدِكَ متظاهرًا أنّك أيضًا تَرُدُّ التحيّةَ كما يَفعلُ غيرُكَ، لكنّكَ في الحقيقةِ لا تُودّعُ أحدًا، ولا أحَدَ يلوّحُ بيَدِهِ لكَ، فأنتَ لمْ تَتْرُكْ خَلْفَ ظَهرِكَ سوى أرضٍ أخرى تَصرُخُ في وَجْهِكَ: أنا لَسْتُ لَك.
عندما تَدْخُلُ المَطارَ تتسارعُ دقّاتُ قلبِكَ كمَنْ يهمُّ بدخُولِ غُرفةِ التّحقيقِ. تَشعرُ وأنتَ تَجتازُ نقطةَ التّفتيشِ أنّكَ تَحمِلُ في حقيبَتِكَ كلَّ لائحةِ المَمنُوعاتِ التي تراها مُعلَّقةً أمامَكَ ولا يهتمُّ بوجودِها أحدٌ إلّا أنتَ، ورغمَ أنَّ حقيبَتَكَ تُشبهُ كلَّ الحقائبِ الأخرى فإنَّك تظنُّها مُختلفةً، وكأنّها تنادي رَجُلَ الأمْنِ وتقولُ لهُ: فَتّشْني! ثُمَّ يراوِدُكَ الشكُّ وهو يطلبُ منكَ فتْحَها بأنّ عينَيْهِ الثّاقِبتَيْنِ ستعثُرانِ بينَ أغراضِكَ الشّخصيّةِ على شيءٍ لم تضَعْهُ أنتَ، لكنّهُ موجودٌ هناكَ لا مَحالة! وتُحسُّ براحةِ غريبةٍ وأنتَ تجتازُ العقبةَ الأولى في ماراثونِ المطارِ الطويلِ عندما تكتَشِفُ أنّكَ بريءٌ منْ تُهمَةٍ وجَّهْتَها لنَفْسِكَ منْ بابِ الاحتياطِ لما هو أسوأُ، فقدْ علّمَتْكَ التجرِبةُ ووصايا والِدَيْكَ أنَّ الاحتياطَ للأسْوأِ رفيقُ دَرْبِ المُسافِرِ .
تَقفُ مُنتظرًا دَورَكَ أمامَ شُبّاكِ التّدقيقِ في وثائقِ السّفَرِ، يَمُرُّ البيضُ والسُّودُ والصُّفْرُ ومنْ لا لَونَ لهُمْ ولا جنسَ ولا دِينَ، تنظُرُ إليهِم فتغبِطُهُم لأنّهُم يَبتَسمُونَ دونَ اكتراثٍ للوَجْهِ العابسِ الرّابضِ في الجهةِ الأخرى منْ متراسِ شبّاكِ التدقيقِ بجوازاتِ السّفرِ، فتخالُ أنّ صاحبَ هذا الوَجْهِ لا يلتَفِتُ إلى أحدٍ ولا يدقّقُ بأيةِ وثيقةٍ، وتراهُ يُسارعُ بالسّماحِ لكلِّ المسافرينَ بالعُبورِ وكأنّهُ ينتظِرُكَ أنتَ! فتتساءلُ في قرارةِ نفسِكَ: هلْ وُجِدَ هذا المخلوقُ في هذا المكانِ منْ أجلِ التفرُّغِ لكَ؟ وإلا فلماذا يُدقّقُ في جوازِ سفرِكَ ويقلّبُهُ كما لو كانَ مَصنُوعًا من مادّةٍ غريبةٍ، أو كأنَّ صورتَكَ واسمَكَ لا علاقةَ لهُما بصُوَرِ وأسماءِ سُكّانِ كوكَبِنا الأزرق؟ لا فرقَ إنْ كُنتَ تَحمِلُ وثيقةَ سَفرٍ لا تؤهّلُكَ لدُخولِ الدّولةِ التي صدَرَتْ منها، أو جوازَ سفرٍ صادرٍ بناءً على اتفاقيّةٍ لم يبقَ منها سوى هذا الإصرارِ على حَشْرِ اسمِها ليَسبِقَ اسمَكَ، وقد تكونُ حاملاً لجنسيّةٍ أخرى لا يُدقّقُ أحدٌ في جوازاتِ سَفرِ حامليها الآخرين.. لا فَرْقَ! فلا علاقةَ لنَوعِ الوثيقةِ التي تَحمِلُها بشُعورِكَ أنّ كلَّ مطاراتِ العالمِ هي جزءٌ أصيلٌ منْ عدُوِّكَ المترَبّصِ بكلِّ خطوةٍ تَخْطوها، وكأنّها تريدُ أنْ تُفْهِمَكَ أنَّ جَوازَ سَفَرِكَ لا يُجيزُ سَفَرَك.
*للفلسطينيِّ حظٌّ من القَلَقِ لا ينافِسُهُ عليهِ أحدٌ، وهو قَلَقٌ ملاصِقٌ لما يَحملُهُ من "جيناتٍ" وراثيّةٍ ترافقُهُ في حلّهِ وترحالِهِ، قَلَقٌ يُردِّدُ دونَ انقطاعٍ ما قالَهُ محمود درويش: وَطني لَيْسَ حَقيبَة.. وأنا لَسْتُ مُسافِر.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان