بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الخميس 12-9-2019

*رئاسة

السيّد الرئيس يشكر دولَ العالم التي رفضت تصريحاتِ نتنياهو حولَ ضمِّ أجزاءٍ من الضفّة
أعرب فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، عن شكره وتقديره العالي لمواقف دول العالم التي رفضت تصريحاتِ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول نيّته ضمَّ أجزاءٍ من الضفة الغربية التي هي جزءٌ من أرض الدولة الفلسطينية.
وأكَّد الرئيس أنَّ هذه المواقف تنسجم مع القانون الدولي، والشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، وتُعبّر عن موقف المجتمع الدولي الحقيقي الذي يؤكِّد أنّ لا استقرار في الشرق الأوسط والعالم إلّا بإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملةً، بإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين وفق الشرعية الدولية.
وثمَّن سيادته عاليًا موقفَ الأشقاء في المملكة العربية السعودية على دعوتهم لاجتماع عاجل لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الإسلامي خلال الأيام المقبلة، لبحث تحرُّك نتنياهو ووضع خطة تحرك عاجلة، مؤكّدًا أنَّ "هذا الموقف ليس غريبًا على خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والقيادة في المملكة السعودية الشقيقة، الذين وقفوا دائمًا إلى جانب شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة".

*فلسطينيات

اشتية: نعد بتحقيق العدالة في قضية المرحومة إسراء غريب
قال رئيس الوزراء محمد اشتية: "لسنا قضاةً، ومواقع التواصل الاجتماعي ليست محاكم، ونعد المرحومة إسراء غريب بالعدالة، وكذلك المتهمين بقضيتها".
وكتب اشتية على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، اليوم الخميس، "التحقيقات بالجريمة تمَّت وتتم بكل مهنية ومسؤولية، كل دليل صغير أو كبير تمَّت دراسته ومتابعته. ولدى النيابة العامة ملفات زاخرة بالمعلومات ستُسلَّم للمحكمة بعد استكمال التحقيق، وهي الجهة الوحيدة المخوَّلة محاكمة الناس".
وأضاف: "هذه القضية بكلِّ ما رافقها من ألم، ستكون درسًا لنا بعدم السماح لها أن تتكرَّر مع أي ضحية أخرى، وهذا من خلال تعزيز منظومة تشريعات الحماية الأسرية، وتعزيز الوعي والثقافة المجتمعية حول ضرورة حماية أفراد الأسرة من العنف والإيذاء".
وكان النائب العام أكرم الخطيب، قال اليوم في مؤتمر صحفي، إنَّ النيابة وجَّهت لائحة اتهام لثلاثة موقوفين على خلفية القضية، بتهمة "الضرب المفضي إلى الموت". وأكَّد أنّه ستتم إحالة المتهمين الثلاثة (م.ص)، و(ب.غ)، و(أ.غ) إلى المحكمة.

اشتية يلتقي عددًا من محافظي غزّة ويطَّلع على واقع وهموم القطاع
التقى رئيس الوزراء محمد اشتية، يوم أمس الأربعاء، في مكتبه برام الله، عددًا من محافظي قطاع غزة، واطّلع منهم على واقع وهموم واحتياجات أهلنا في القطاع.
وأكَّد اشتية أنَّ الرئيس محمود عبّاس والحكومة بكافّة مفاصلها، يولون اهتمامَهم لأهلنا في غزة، وسيبقون أوفياء لهم، بالالتزام بمعالجة قضايا الرواتب وتقديم كلِّ ممكن من المشاريع التطويرية وإعادة الإعمار، ومساعدة الفقراء والعاطلين عن العمل.
ووضع رئيس الوزراء المحافظين في صورة آخر التطورات المالية والسياسية في ظل قرصنة الاحتلال للأموال الفلسطينية والتهديدات بضمِّ أجزاء من الضفة، إلى جانب الحرب المالية التي تخوضها ضدنا الولايات المتحدة.
وحضر الاجتماع المحافظون: أحمد نصر، وأحمد الشيبي، وصلاح أبو وردة، وعضو المجلس الثوري لحركة
"فتح" إياد نصر.
 

*مواقف "م.ت.ف"

"المجلس الوطني" يخاطبُ الأمم المتحدة وبرلمانات العالم ردًّا على تصريحات نتنياهو
قرَّر المجلس الوطني الفلسطيني مخاطبة الأمم المتحدة وبرلمانات العالم ردًّا على تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسط السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت، في حال فوزه بالانتخابات المقرَّرة في السابع عشر من هذا الشهر.
جاء ذلك خلال الاجتماع المشترَك الذي ضمَّ أعضاء اللجنة السياسية في المجلس الوطني، وعُقِدَ يوم أمس الأربعاء، في مقرِّ المجلس في العاصمة الأردنية عمّان، برئاسة رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، ومشاركة نائبه الأب قسطنطين قرمش، وأمين سر المجلس الوطني محمد صبيح.
وناقش الاجتماع الخطوات الواجب اتّخاذُها تجاه الإعلان الخطير لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو بسط السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت بعد الانتخابات المقرّرة في السابع عشر من هذا الشهر، وفرض السيادة أيضًا على كلِّ المستوطنات والمناطق الاستراتيجية في الضفة الغربية بالاتفاق والتعاون مع واشنطن.
وقرّر الاجتماع المشترك إرسال رسائل لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي يشرح فيها الانتهاكات الخطيرة لدولة الاحتلال الإسرائيلي لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وخروجها على أحكام ميثاق الأمم المتحدة، واستخفافها بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة، فضلاً عن عدم التزامها بالاتفاقات الموقَّعة معها، وتعريض الأمن والسِّلم الدوليين للخطر، ويطالب فيها أيضًا بتوفير الحماية الدولية لشعبنا وفقًا للقرار الذي أقرَّته الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي.
كما قرَّر المجلس إرسال رسائل لكافّة الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والأوروبية والآسيوية والأفريقية، والاتحاد البرلماني الدولي، لشرح خطورة القرار الأخير لحكومة الاحتلال الإسرائيلي وعدم التزامها بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، والتحذير من الآثار المدمرة للسياسات الإسرائيلية على أمن واستقرار المنطقة، التي قضت على كل إمكانية لتحقيق السلام العادل والشامل.
وأكّد المجتمعون حقّنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا في وجه الاحتلال والاستيطان، وطالبوا كذلك بتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي الخاصة بتعليق الاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلي، ووقف العمل بالاتفاقيات معها، حتى تعترف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقًا للقرار 194.
واستمعت اللجنة من الأب قرمش حول استنهاض دور الكنائس وتفعيل دورها في الدفاع عن القضية الفلسطينية، خاصّةً حثّها على تأكيد موقفها من مدينة القدس، وقد صدر موقف عن مجلس الكنائس الشرق الأوسط ومقره بيروت، أكّد المبادئ الدولية والفلسطينية الثابتة وقرارات الشرعية الدولية، وأنَّ القدس هي مدينة محتلة وذات طابع مقدس، وأنَّ أي انزلاق لبعض مكوّنات المجتمع الدولي لشرعنة الاحتلال، يناقض القرارات الدولية وتوجه رؤساء الكنائس فيها ويهضم حقوق الشعب الفلسطيني العادلة.

*عربي ودولي

ردًّا على تصريحات نتنياهو.. فرنسا تُجدِّد التزامها بأهمية إقامة دولة فلسطينية
قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنَّ بلادها "تدعو الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الامتناع عن اتخاذ أي تدبير من شأنه أن يقوّض حلّ الدولتين، وهو الحل الوحيد الكفيل في تلبية تطلعات الإسرائيليين والفلسطينيين الشرعية".
جاء ذلك في بيان للوزارة تعقيبًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم أراض من الضفة الغربية.
وأكَّدت أنَّ فرنسا تُجدّد التزامها بأهمية إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن بجانب دولة (إسرائيل) ضمن حدود معترَف بها دوليًا، على أن تكون القدس عاصمة الدولتين.

*إسرائيليات

"فيسبوك" يعاقب نتنياهو بسبب تحريضه الدموي ضدَّ العرب
منع موقع "فيسبوك" رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إمكانية إرسال رسائل خاصة، بعد تحريضه الدموي ضدَّ المواطنين العرب والقيادة العربية المنتخَبة في (إسرائيل).
وحرَّض نتنياهو في رسالة خاصة أرسلها إلى متابعيه عبر موقع "فيسبوك"، على المواطنين العرب وعلى النائب أيمن عودة بشكل خاص، وجاء في رسالته: "يجب منع إقامة حكومة يسار خطيرة الأسبوع المقبل، مع لابيد وعودة، غانتس وليبرمان، حكومة يسار علمانية، ضعيفة، ترتكز على العرب الذين يريدون إبادتنا جميعًا، أطفالًا، ونساءً ورجالاً، والتي ستسمح لإيران بالحصول على قنبلة نووية لتبيدنا جميعًا"، بحسب ما أوردت وكالة روسيا اليوم.
وفي هذا السياق، توجه النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة على الفور إلى ممثّلي شركة "فيسبوك"، وطالبهم بإزالة هذه الرسائل المحرّضة ومعاقبة نتنياهو.
وبناءً على طلب عودة، أعلنت شركة "فيسبوك" عن تعطيل إمكانية إرسال الرسائل الخاصة في حساب رئيس الوزراء عبر الموقع لمخالفته القوانين.
وكانت حملة نتنياهو الانتخابية حاولت أن تنأى برئيس الوزراء عن الرسالة التي أثارت موجة انتقادات، قائلةً إنّها نُشِرَت من قِبَل موظف فيها دون معرفة نتنياهو شخصيًّا، وتمَّ حذفها فور اطّلاع نتنياهو عليها.


*أخبار فلسطين في لبنان

فيّاض يبحثُ أوضاعَ شعبنا في لبنان مع عضو المكتب السياسي لتيّار "المستقبل" د.مصطفى علوش
التقى أمين سر حركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، برفقة وفدٍ من قيادة المنطقة، عضوَ المكتب السياسي في تيّار "المستقبل" د.مصطفى علوش في دارته في طرابلس، اليوم الخميس 12-9-2019، لبحث موضوعات تخص القضية الفلسطينية والعلاقات الثُّنائية بين الشعبَين الشقيقين اللبناني والفلسطيني.
وتحدّث فيّاض عن صفقة القرن وخطورتها وجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة من تهويد القدس واعتداءات المستوطنين اليومية مؤكِّدًا أنَّ صمودَ أبناء شعبنا وتشبُّثهم بالأرض الفلسطينية هو الذي يدعم صمود القيادة الفلسطينية في مواجهة السياسة الأمريكية في ظلِّ تخاذلٍ وصمتٍ عربي.
أمّا بخصوص وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فأكَّد أبو جهاد فيّاض تمسُّك أبناء شعبنا بحقِّ العودة ورفض التوطين، ولفت إلى أنَّ قرار وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان بوقف العمّال الفلسطينيين عن العمل، وإغلاق مؤسّساتهم  مجحِف، مُشيرًا إلى أنَّ شعبنا أعلن رفضه هذا القرار والإجراءات من خلال تنظيم التحرُّكات الاحتجاجية السِّلميّة والحضاريّة داخل المخيَّمات.
وفي هذا السياق أشار إلى إغلاق وزارة العمل مؤسَّستَين فلسطينيَّتَين للأخ وليد عثمان والأخ ربيع عارف جرت إعادة فتحهما بعد عدّة اتصالات.
وأضاف: "تمَّ تشكيل لجنة وزارية من قِبَل الحكومة اللبنانية برئاسة دولة الرئيس سعدالدين الحريري وعلمنا بتجميد القرار بخصوص العمّال والمؤسسات الفلسطينية".
وقال فيّاض: "العلاقة الفلسطينية اللبنانية جيّدة؛ وبناءً على ذلك نطالب الحكومة اللبنانية بإعطائنا الحقوق المدنية والإنسانية، ونعتبر قرار وزير العمل بحقِّ العمالة الفلسطينية سلبيًّا.. آملين منكم نقل رسالتنا إلى دولة الرئيس لحل هذه الأزمة".
بدوره أشار د.مصطفى علوش إلى أنَّ هناك مرحلة غامضة قادمة على المنطقة، وأضاف: "قريبًا جدًّا  سألتقي مع الرئيس الحريري وسأضعه بصورة المعاناة التي يعيشها الفلسطيني في المخيّمات".

*آراء

الذّاكرةُ الوطنيّةُ والثّورةُ الفلسطينيّةُ المُعاصِرَة| بقلم: د.خليل نزّال
الفاتحُ من كانون الثاني/ يناير ١٩٦٥ هو بدايةُ تقويمٍ فلسطينيٍّ جديدٍ، هكذا قرّرت مَجموعةٌ من الفدائيينَ المتمرّدينَ على مرارةِ النّكبةِ ومأساةِ اللّجوءِ، وهو قرارٌ غيّرَ مجرى التّاريخِ وشكّلَ حدًّا فاصلاً بينَ مَرحلةِ التيّهِ التي أعقبتِ النكبةَ الوطنيةَ الكُبرى وبينَ الثّورةِ الفلسطينيّةِ المُعاصِرَةِ بما حَملتْهُ من رياحِ التّغييرِ الشّاملِ في حياةِ شعبِنا وفي تاريخِ النضّالِ الوطنيّ الهادِفِ إلى الانتقالِ نحوَ العملِ الدؤوبِ الهادفِ إلى تنقيةِ الذاكرةِ الوطنيّةِ من كلِّ آثارِ النكبةِ، وأولُّ تلكَ الآثارِ هو الشعورُ بالذّنبِ والتقصيرِ في حمايةِ الوطنِ والذّودِ عنِ الأرضِ، فجاءتِ الثّورةُ لتؤكِّدَ قدرةَ الشّعبِ على أخذِ زمامِ أمورِهِ بيدهِ بعدَ أنْ تخلّصَ من عبء النكبةِ الثقيلِ ووصلَ إلى قناعةٍ بأنَّ الهزيمةَ الحقيقيةَ لا تكونُ إلّا بالاستسلامِ للواقعِ، وأنْ لا ذَنْبَ لشعبِنا أنّهُ تُرِكَ وحيدًا في معركةٍ تكالبت فيها ضدّهُ كلُّ قوى الشرِّ والظُّلمِ في العالمِ المُعاصِرِ، فأصْبحَ حالُ مَن يلومُهُ لأنّهُ لم يتمكّنْ من الصّمودِ في وجهِ هذهِ القوى كحالِ من يلومُ ضحايا زلزالٍ مدمِّرٍ لأنَّهم لم يصدّوا عن أنفسِهم ما حملَهُ منْ ويلاتٍ وخراب.
لقد صَنعت الثورةُ المعاصرةُ جيلاً فلسطينيًّا جديدًا أكملَ مسيرةَ الأبطالِ الذين تحيطهم ذاكرةُ شعبِنا بالعنايةِ والإجلالِ والتقديرِ، من الشّهداءِ الثلاثةِ محمد جمجوم وعطا الزيرِ وفؤاد حجازي مرورًا بالقسّامِ وعبدالقادر الحسيني وقافلةٍ طويلةٍ من الرّجالِ الذينَ قدّموا دماءَهُم من أجلِ الوطنِ.
لقد شكّلَ جيلُ الثورةِ طليعةَ الأمّةِ في إعادةِ الاعتبارِ إلى كرامتِها بعد هزيمةِ حزيران ١٩٦٧، لينتقلَ من مرحلةِ تجاوزِ آثار النّكبةِ إلى مرحلةِ تكريسِ الشخصيةِ الوطنيةِ الفلسطينيةِ وتجسيدِ منظمّةِ التحريرِ الفلسطينيّةِ ممثّلاً شرعيًّا ووحيدًا للشّعبِ الفلسطينيِّ ووطنًا معنويًّا يسيّجُ الذاكرةَ الوطنيةَ، متجاوزًا ما مثّلتهُ النكبَةُ من حقبةٍ مؤقّتَةٍ قاتمةٍ، ومُرسّخًا لحقّ العَودةِ كنقيضٍ للنكبةِ وكردٍّ وطنيٍّ فلسطينيٍّ على ما أرادَ الأعداءُ لها أنْ تكونَ.
ما زالت الذاكرةُ الوطنيّةُ بحاجةٍ إلى تعزيزِ مكانةِ مرحلةِ الثورةِ المعاصرةِ وترسيخِ أبعادِها وإنجازاتِها لتصبحَ جزءًا ثابتًا من وعيِ الأجيالِ الشّابّةِ التي وُلِدَت بعد انتقالِ الثّورةِ من المنفى إلى أرضِ الوطنِ، وهذهِ مهمّةٌ لها الأولويّةٌ في عصرِ "الإنترنيت" وما يعجُّ بهِ العالمُ الافتراضيُّ والفضائياتُ من الأكاذيبِ والشائعاتِ وتزييفِ التّاريخِ الحديثِ لشعبِنا، وذلك ضمنَ عمليةٍ ممنهَجةٍ تهدفُ إلى قلبِ الحقائقِ وترسيخِ روايةٍ مضلِّلَةٍ يروّجُ لها "شهودٌ على العَصْرِ" احترفوا مهنةَ الهرَبِ كلّما كانت الثّورةُ وقيادُتها تنحازُ إلى خيارِ الصّمودِ والمقاومةِ ورفضِ الاستسلامِ لإرادةِ الأعداءِ. ومن هنا يصبِحُ واجبُ تعزيزِ مناعةِ الذّاكرةِ الوطنيّةِ من خلالِ الاهتمامِ بتفاصيلِ الثّورةِ مسؤوليّةً جماعيّةً تبدأُ من البيتِ وتستمرُّ في مراحلِ التعليمِ والعملِ والحياةِ اليوميّةِ كافّةً، فنحنُ بحاجةٍ إلى نشرِ المعرفةِ بتاريخِ الثورةِ المعاصرةِ وقادتِها من أبو عمّار وأبو جهاد وأبو إياد وجورج حبش والآلافِ من الشّهداءِ الذينَ يشكّلُ كلُّ واحدٍ منهُم مدرسةً للوطنيةِ الفلسطينيّةِ يجبُ أن تُدرّسَ حتى تُصبحَ جزءًا ثابتًا من تركيبةِ الشخصيّةِ الوطنيّةِ للأجيال الشابّة، مثلُها مثلُ كلِّ المحطّاتِ المفصليةِ التي سبقت الانتقالَ إلى الوطنِ، بدءًا من العمليةِ الفدائيةِ الأولى في ١-١-١٩٦٥ مرورًا بمعركةِ الكرامةِ وفتنةِ أيلولَ وأحراشِ جرش، ثُمَّ الانتقالِ إلى لبنانَ وترسيخِ الوجودِ الفدائيِّ في "فتح لاند" وصولاً إلى معاركِ الدفاعِ عن الوجودِ الفلسطينيِّ في لبنانَ وملحمةِ الصمودِ الأسطوريّ في بيروتَ ومعركةِ القرارِ المستقلّ في طرابلس، حتّى الانتقالِ من المنفى القريبِ إلى مَنافٍ بعيدةٍ وعديدةٍ شكّلت محطّةَ انتظارٍ مؤقّتٍ في طريقِ العودةِ إلى الوطنِ.
*ما زالت الذّاكرةُ الوطنيّةُ بحاجةٍ إلى تسليطِ الأضواءِ على كلِّ مرحلةٍ ومعركةٍ وشهيدٍ شكّلوا معًا نسيجَ أسطورةِ الثورةِ الفلسطينيّةِ المُعاصِرَةِ التي انتقلتْ بشَعبِنا من ظلامِ النّكبةِ إلى مَرحلةِ تكريسِ فلسطينَ وشعبِها كحقيقةٍ راسخةٍ لا يُمكنُ لأحدٍ أن يتجاوزَها.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان