في الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الأقصى، لبّى حشد من العكّاريّين دعوة أمانة الشؤون الدينيّة في المؤتمر الشعبي اللبناني إلى لقاء تضامنيّ مع القدس وفلسطين، وضدّ صفقة ترامب المتصهين، مساء الجمعة في ٢٣-٨-٢٠١٩، في منزل مسؤول الشؤون الدينيّة في المؤتمر الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني، في حلبا-عكّار.

وتقدّم الحضور أمين سرّ حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض على رأس وفدٍ شارك فيه المربّي محمّد السيّد (أبو حاتم) وعميد آل غنيم أبو وليد غنيم،

والأرشمندريت وديع شلهوب، وممثّل دائرة الأوقاف الإسلاميّة في عكّار ورئيسها الشيخ مالك جديدة، ومسؤول الشؤون العقاريّة في الدائرة الشيخ علي السحمراني، والمقرئ الشيخ عبدالرحمن عوض، والشيخ محمد الجندي، والشيخ بدر يونس، والشيخ بكر محمّد، وعضو المجلس الإسلامي العلوي أحمد الهضّام، ومنسّق الأقضية في التيّار الوطني الحرّ أنطوان عاصي، ونائب منسّق عكّار في التيّار الوطني الحرّ المحامي فادي اسطفان

على رأس وفدٍ من التيار، ووفد من حزب البعث العربي الاشتراكي، وحشد من قيادات المؤتمر الشعبي اللبناني ومؤسّساته في عكّار، ود.وسام منصور، ورئيس بلديّة تلبيرة عبدالحميد صقر، ورئيس بلديّة النورة منير عبّاس، وأمين صندوق اتّحاد بلديّات الدريب الشمالي جمال موسى، ورئيس بلديّة الدورة السابق خالد السحمراني (أبو ساري)، ومختار الدورة السابق صالح حسين السحمراني، ومقرّر لجنة اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين في عكّار الأديب المحامي فؤاد كفروني، ورئيس جمعيّة البيت السعيد المحامي عبّاس الملحم، وحشد من التربويّين، ومنسوبي المهن الحرًة، والأدباء.

بعد تلاوة للمقرئ الشيخ عبدالرحمن عوض، رحَّب السحمراني بالحضور، وحدّد مهمّات المرحلة تجاه القدس وفلسطين بما يلي: 

١- رصد جرائم العدوّ المحتلّ وداعميه، وكشفها ونشر الوقائع، وتعريف الرأي العام بما يجري من أعمال التهويد من قبل العدوّ للمقدّسات والأوقاف والتاريخ والتراث.

٢- رفع درجة الاهتمام الثقافي بفلسطين والقدس، وأن تكون المادّة عن الموقع الديني والاستراتيجي، والتاريخ والتراث والجغرافية، حاضرةً على كلّ منبر ديني أو فكري أو سياسي أو أدبي أو فنّي أو إعلامي، وتسخير وسائل الاتّصال لهذا الغرض.

٣- الضغط والحراك الشعبي، ليستفيق الصامتون في الدول والحكومات العربيّة، ومنظّمة التعاون الإسلامي، وعلى المستوى الدولي.

٤- تقديم الدعم المعنوي والمادّي، لتعزيز صمود المقدسيّين والفلسطينيّين في الداخل.

٥- التأكيد على المقاومة خيارًا وحيدًا التزامًا بالقاعدة التي حدّدها جمال عبدالناصر القائلة: ما أخذ بالقوّة لا يستردّ بغير القوّة.

٦- وعلى المستوى اللبناني، الإسراع في وقف قرار وزير العمل اللبناني، ضدَّ اليد العاملة الفلسطينيّة، والتمييز في المعاملة بين الفلسطيني، وسواه من غير اللبنانيّين، وتقديم الخدمات للمخيّمات الفلسطينيّة على المستوى المدني، من بنى تحتيّة ومرافق عامّة.

بعدها تلقّى الحضور رسالتيْن صوتيّتيْن من القدس، الأولى من خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلاميّة العليا في فلسطين، الدكتور الشيخ عكرمة صبري، الذي عرض ظروف إحراق الأقصى في ٢١-٨-١٩٦٩ من قِبَل الصهيوني الأسترالي روهان بتمويل ومواد من جيش العدوّ الإسرائيلي، وقال صبري في رسالته: "نؤكّد مواقفنا الثابتة في الدفاع عن الأقصى، والحفاظ على المقدّسات، بصمود المرابطين والمرابطات، وإنّنا جاهزون لدفع التضحيات مهما غلت، لطرد العدوّ المحتلّ ووقف عداونه وجرائمه التهويديّة".

وبيّن صبري أنَّ الحرائق ما تزال تلاحق الأقصى وسائر المقدّسات، ومنها الاقتحامات الوحشيّة لقطعان المستعمرين الصهاينة، وقال: "لقد لقّنا الاحتلال درسًا قاسيًا في مقاومتنا لأطماعه، ومنها يوم أغلق الأقصى في شهر تمّوز- يوليو ٢٠١٧. إنّ الأقصى سيبقى لأهله وللمسلمين، ولن نمكّن العدوّ من تنفيذ مؤامرته في التقسيم الزماني والمكاني له، ولا من سائر مخطّطاته".

وأضاف: "سنحبط كلّ محاولة للنيل من طهارة الأقصى وسائر المقدّسات، ونطالب المسلمين في كلّ العالم أن يقوموا بواجبهم تجاه الأقصى لإعماره وتحريره وذلك أمانة في أعناقهم، وختم صبري بتوجيه التحيّة للقاء وللمؤتمر الشعبي اللبناني، ولصاحب الدعوة الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني".

والكلمة الثانية كانت لمتروبوليت سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطالله حنّا، بدأها بتوجيه التحيّة للمؤتمر للشعبي اللبناني ولمسؤول الشؤون الدينيّة الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني، وللّقاء بشخص كلّ الحاضرين فيه، ونقل للحاضرين تحيّة المقدسيّين وفلسطينيّي الداخل الصامدين في وجه الاحتلال، والتحيّات من رحاب القدس عاصمتنا الروحية ولفت إلى أنَّ العدوّ عمل ويعمل على تهويد المقدّسات والتراث والاستيلاء على الأوقاف، والأوقاف المسيحيّة خاصّة لأنّ هدفه أن يلغي الوجود المسيحي في القدس وفلسطين. 

وقال: "إنّنا نقول إنّ إحراق الأقصى عدوان على كنيسة القيامة ومقدّسات المسيحيّين، واغتصاب أوقاف المسيحيّين هو عدوان على الأقصى والمسلمين، فنحن في فلسطين كنّا وسنبقى موحّدين، مواطنين، مسيحيّين ومسلمين، لا فرق بين فلسطينيّ وآخر إلا بمقدار التضحية والبذل والمقاومة من أجل التحرير وطرد العدوّ، فنحن عائلة واحدة وقد حاول العدوّ إثارة الفتن والضغائن عبر عملائه وأدواته وقد أفشلنا مخطّطاته، وأقولها عاليةً نحن صامدون في أرضنا ومقدّساتنا، ولن نسمح أن تصبح كنائسنا وأديرتنا ومؤسّساتنا متاحف يرتادها الزوار والحجّاج من كلّ حدب وصوب، سنبقيها عامرة بحضورنا فيها مهما كانت التضحيات".

وأضاف حنّا: "إنّني أناشد الأحرار في الأمّة العربيّة، وأناشد كلّ مسلم وكلّ مسيحيّ، وأناشد أصدقاء فلسطين من دعاة الحريّة والعدالة، أن يهبّوا لنصرتنا، وأن يلتفتوا لنا، فالقدس في خطر شديد، وهي مدينة مهدّدة، وهي حاضنة أهمّ مقدّساتنا، فهي بالنسبة للمسلمين أولى القبلتين وثالث الحرميْن، وبالنسبة للمسيحيّين هي قبلتنا الوحيدة وحاضنة مقدّساتنا، فماذا يبقى لنا لو ضاعت القدس".

وختم حنا: "أناشد العرب والمسلمين والمسيحيّين أن يقفوا موقفًا داعمًا وإنقاذيًّا للقدس، ومؤيّدًا لصمودنا، من أجل طرد المحتلّين الجدد، وإعادة المدينة إلى دورها عاصمة ومقصداً للمؤمنين، وأن تبقى لأهلها الأصليّين".

بعدها كان الدور في اللقاء للشعر المعبّر عن المواقف نفسها، وقد تعاقب على إلقاء النصوص كلّ من: القائمقام المتقاعد الأديب نبيل خبّازي، والدكتور الأديب مصطفى عبدالفتّاح، والفنّان الأديب نقولا عيسى، والشاعرة فادية سابا بربر، والشاعر حمد فايز رستم، والشاعر محمّد عبدالحميد صقر، والشاعرة لينة أسعد السحمراني، وسفير النوايا الحسنة الشاعر الفلسطيني شحادة الخطيب.

بعدها كانت كلمة لأمين سر حركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فيّاض، جاء فيها: "تعرّض المسجد الأقصى للإحراق في ٢٢-٨-٢٠١٩، عندما أقدم يهودي أسترالي متطرف يدعى مايكل دينيس على إشعال النار عمدًا، حيث أتت النيران على محتويات تاريخية كثيرة منها منبر صلاح الدين والقبة الداخلية المزخرفة والجدرات الجنوبية، وتحطمت 48 نافذة في المسجد مصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية، فهبَّ أبناء الشعب الفلسطيني لإنقاذ ما تبقى من المسجد قبل أن تجهز عليه النيران. وبعد إلقاء القبض على الجاني وجدت له دولة الاحتلال مبررًا وهو الجنون، واعتبرنا أن الحريق حينها بداية لتهويد القدس".

وقال: "وبعد مرور خمسين عامًا على هذا الحادث الأليم ما زلنا مصمّمين على الدفاع عن أولى القبلتَين وثالث الحرمين الشريفين في وجه جيش الاحتلال ومستوطنيه من الاعتداءات اليومية التي يتعرَّض لها المسجد حاليًّا جرّاءَ حفر الأنفاق أسفل المسجد لتقويض أساساته والتضييق على المصلين".

وأشار فيّاض إلى أنَّ هذه الذكرى تتزامن مع الحملة التي أطلقتها وزارة العمل اللبنانية، والتي أثارت ردود فعل كبيرة في أوساط شعبنا اللاجئ في لبنلن وعماله ومؤسساته خصوصًا لاستهدافها لقمة العيش.

وأضاف: "إنَّ وزير العمل بقراره الجائر والتعسفي بحقِّ المؤسسات والعمال الفلسطينيين في لبنان وحرمانهم من حقوقهم في العمل يسهم في نشوء ظروف المعاناة والظلم والقهر، ويرفع وتيرة المشكلات الاجتماعية، لذلك فإنَّ توفير الحياة الكريمة وفرص العمل للاجئين هو حاجة لبنانية وفلسطينية لاستمرار الدائرة الاقتصادية".

وطالب فيّاض الحكومة اللبنانية ومجلسها النيابي بمراعاة حالة اللجوء القسري للفلسطيني، والتعامل معها بروح إيجابية وتوفير الحقوق الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتحسين أوضاع اللاجئين.

وفي هذا السياق، رأى فيّاض أنَّ "قرار الحكومة اللبنانية حول قرار وزير العمل لم يكن بالمستوى المطلوب، وتأخر كثيرًا، إذ تقرر تشكيل لجنة غير واضح حول دورها وصلاحياتها والمستغرب هو عدم صدور قرار يلغي أو يبطل هذه القرارات الظالمة".

كلمة القوى الوطنيّة ألقاها نائب منسّق عكّار في التيّار الوطني الحرّ المحامي فادي اسطفان، عرض فيها للأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان، وقال: "وها هي اليوم سورية تعاني منها ومن مؤامرة الأعداء. سورية الحبيبة واليمن وسواهما، وكلّ ما يجري من اقتتال وتخريب ودمار وفتن، لا يخدم سوى العدوّ الإسرائيلي المحتلّ، ولذلك أشدّد على ضرورة تمسّكنا بالوحدة فيما بيننا، وعلى أهميّة الوحدة الوطنيّة على المستوى الشعبي لرصّ الصفوف، وبهذه الوحدة مع دور جيشنا اللبناني ومقاومتنا التي حقّقت الانتصار نستطيع أن ندافع عن وطننا وعن ثرواتنا، وبهذه الوحدة نحرر أرضنا وقدسنا ومقدّساتنا".

#إعلام_حركة_فتح_لبنان