نظَّم المكتب الحركي المركزي للكتاب والأدباء الفلسطينيين في المحافظات الجنوبية ندوة ثقافية بعنوان "المشهد الثقافي لدى كتاب حركة فتح في المحافظات الجنوبية – الواقع والطموح" وذلك في قاعة السلام – أبو حصيرة بمدينة غزة، بحضور أغلب كتاب حركة فتح، وأعضاء الأمانة العامة لاتحاد الكتاب، وتحدث في الندوة الدكتور محمد صلاح أبو حميدة أمين سر المكتب الحركي المركزي للكتاب في المحافظات الجنوبية، والكاتب الروائي عبد الله تايه الأمين العام المساعد للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.
افتتح الندوة الكاتب والباحث ناهض زقوت نائب أمين سر المكتب الحركي المركزي للكتاب والأدباء، بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين وعلى أرواح الكتاب الفلسطينيين الذي استشهدوا دفاعا عن الكلمة. وقال: نلتقي اليوم في ندوة ثقافية حول المشهد الثقافي لدى كتاب فتح الواقع والطموح، لكي نتعرف على هموم كتاب الحركة وطموحهم في تطور أداء المكتب الحركي تجاه كتاب الحركة، فقد ارتبطت الثقافة بالثورة الفلسطينية، وكانت الثورة ومنظمة التحرير تولي اهتماما كبيرا بالثقافة والكتاب، فهم الداعمون والمساندون للثورة بالكلمة الحرة الصادقة، وأضاف، كان الالتزام بالكلمة الموجهة إلى فلسطينية الأداة المؤثرة في مسيرة الثورة، فكان من العيب على الكاتب أن يكتب ما يخالف الرؤية الثورية، ولكن في الوقت الحالي تغيرت الرؤى والقيم الإبداعية، وأصبح الكاتب حرا يكتب ما يشاء، ولكن للحقيقة لم يخرج كتابنا على الواقع فكل كتاباتهم تدور برؤى متباينة حول الواقع الفلسطيني.
وتحدث الدكتور محمد صلاح أبو حميدة مؤكدا على الصراع الثقافي مع العدو بأنه يقوم على محو الهوية الوطنية، وسلب تراثنا الحضاري، وتسويق روايته التاريخية في أحقيته في الأرض الفلسطينية، وهذا الموقف يتطلب إستراتيجية تتكاثف فيها كل الجهود من اجل دحض الرواية الإسرائيلية، ومن اجل المحافظة على حقنا ووجودنا في هذه الأرض، وأشار إلى أن المثقف هو الأكثر قدرة على المحافظة على الهوية الثقافية الوطنية، ودوره لا يقل أهمية عن دور السياسي والعسكري، وعلى المستوى العام نجد أن أسماء الكتاب والمثقفين تتردد على السنة الناس وتبقى في ذاكرتهم أكثر من السياسيين.
وأشار د. أبو حميدة إلى دور المكتب الحركي في دعم ومساندة كتاب الحركة من خلال تبني طباعة أعمالهم أو المساهمة في تكاليف الطباعة، وهذا من خلال اتفاقية عقدها المكتب الحركي مع اتحاد الكتاب. وأضاف في ما يتعلق بالمعوقات أمام المشهد الثقافي فأكد على غياب المكتبة الوطنية العامة، وعلى غياب الحركة النقدية التي تواكب الأعمال الأدبية، وعلى غياب الحركية الثقافية، وهميش كتاب قطاع غزة من قبل المؤسسات الرسمية من حيث دعم المراكز الثقافية، وتمويل النشاطات والفعاليات الثقافية والأدبية، وحرمانهم من المشاركة في المؤتمرات الخارجية، بالإضافة إلى أزمة الطباعة التي تدفع الكتاب إلى الطباعة من قوت أبنائهم.
وفي ختام كلمته دعا كتاب الحركة إلى تقديم إبداعاتهم إلى اتحاد الكتاب لتبني مساعدتهم في الطباعة والنشر.
ومن جانبه تحدث الكاتب عبد الله تايه عن دور الأمانة العامة والتزامها أمام الكتاب في تغيير المقر القديم إلى جديد، ولكنها لم تنجح في زيادة موازنة الاتحاد نتيجة الظروف المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية، وأشار إلى العلاقة بين اتحاد الكتاب والمكتب الحركي والتعاون في مجال المطبوعات والنشر، كما تناول الاتفاقيات التي وقعها اتحاد الكتاب مع وزارة الثقافة الفلسطينية، ومع ملتقى السرد العربي في القاهرة، ومع اتحاد كتاب مصر لمساعدة الكتاب في عقد ندوات خارجية، بالإضافة إلى علاقة الاتحاد مع المراكز الثقافية في قطاع غزة في إحياء يوم الشعر العالمي. وتطرق إلى دور الاتحاد في تشكيل فرع القاهرة للكتاب الفلسطينيين، وكذلك عن توحيد كتاب عرب 48 في جسم واحد.
وحول نشاطات الاتحاد أشار إلى العديد من النشاطات التي قام بها الاتحاد، وكذلك أكد على دور لجنة العضوية وقبولها 21 كاتبا خلال سنة، كما أشار إلى تعاون الاتحاد مع شركة الاتصالات لتأثيث قاعة الاجتماعات والندوات في الاتحاد، بالإضافة إلى تجهيز مكتبة الاتحاد.
وبعدها فتح باب النقاش وتقديم المداخلات حيث قدم كل من د. على عودة، وسليم النفار، وعبد الرحمن شحادة، وعبد الكريم عليان، ومحمد دويدار، وعون الله أبو صفية، وناصر رباح، وعبد الحليم أبو حجاج، وغريب عسقلاني، وناصر عطا لله مداخلات أثرت الندوة وعبرت عن همومهم الثقافية والأدبية، مع مطالبهم بأن يكون هناك منبر لكتاب حركة فتح ينشرون فيه إبداعاتهم.