تقرير: بلال غيث كسواني

وسط الطريق الرئيس الرابط بين قرية صور باهر جنوب شرق القدس، وقرية دير صلاح شرق بيت لحم، والمغلق منذ 14 عاما، شرع نشطاء، صباح اليوم الخميس، في بناء خيمة اعتصام تربط بين بيوت حي واد الحمص الواقع بين القريتين.

عشرات الأعمدة والزوايا الحديدية وضعت في المكان، وداخل الخيمة التي صنعوا لها سقفا من أغطية البلاستيك جلس المواطنون، رغم محاولات قوات الاحتلال التي تواجدت على الجانب الآخر منعهم بإطلاق قنابل الغاز والصوت اتجاههم.

وقسم جدار الفصل العنصري الذي أقيم في المنطقة عام 2006 منازل الحي إلى قسمين، قسم داخله يتبع القدس، وآخر يتبع محافظة بيت لحم.

وقال منسق مقاومة الجدار الاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية إن النشطاء شرعوا في بناء خيمة الاعتصام لإسناد المتواجدين داخل الجدار.

وأضاف بريجية ان المواطنين القاطنين في واد الحمص ضمن المنطقة المصنف "أ" حسب التقسيمات الإدارية، مهددون بالسكان بالعراء، وترفض سلطات الاحتلال منح أبناء المولودين داخل الجدار الهوية المقدسية، ويجري منحهم هوية فلسطينية بحجة أن المنطقة غير خاضعة لسلطة بلدية الاحتلال.

وعادت قصة واد الحمص إلى الواجهة بعد إعلان الاحتلال نيته هدم 15 بناية سكنية تضم 116 شقة، يقطنها آلاف المقدسيين الذين ضاقت بهم أحياؤهم بعد منعهم من البناء والتوسع، بينها بنايتان في المنطقة خارج الجدار أعلن الاحتلال أنه سيشرع بهدمها اعتبارا من منتصف الشهر الجاري بعد أن خسر السكان قضايا رفعوها أمام محاكم الاحتلال.

وبعد أقل من ساعة على نصب خيمة الاعتصام اقتحمت شرطة الاحتلال وجيشه، مكان إقامة الخيمة وشرعوا بإطلاق قنابل الغاز والصوت صوب المواطنين، الذين كانوا يؤدون صلاة الظهر داخل الخيمة قبل أن يشرع جنود الاحتلال بهدمها على الفور.

ويعتبر حي واد الحمص امتدادا لبلدة صور باهر وتبلغ مساحة أراضيه 3000 دونم، وحرم جيش الاحتلال السكان فيه من البناء على نصف المساحة تقريبا، بحجة قرب الأراضي من جدار الفصل العنصري.

وقال رئيس لجنة الحي المهدد بالهدم حمادة حمادة، إن قرارا عن الاحتلال صدر بمنح المواطنين المقدسيين مهلة حتى تاريخ 18 تموز الجاري، وبعدها من المقرر أن تهدم المنازل في أيِّ لحظة.

وأضاف ان المواطنين يسابقون الزمن من أجل حماية منازلهم المهددة بالهدم في الحي، حيث لم يتبق للمهلة التي أعطتها بلدية الاحتلال للمواطنين سوى أسبوع، ولا يوجد قرار لتأجيل الهدم، داعيا إلى تفعيل العمل الشعبي في المنطقة من أجل التصدي لعمليات الهدم.

ويرى المقدسيون في منطقة واد الحمص متنفسا لهم، خصوصا الفقراء الذين لا يستطيعون امتلاك منزل، ويناضلون من أجل الحصول على التأمين الصحي الذي يحرمون منه أيضا بحجة أنهم يقطنون في أراض تابعة للسلطة الوطنية.

كما يناضل مواطنو واد الحمص من أجل تسجيل أبنائهم في هوياتهم المقدسية، حيث ترفض سلطات الاحتلال تسجيل الأبناء في هويات آبائهم، وتمنحهم إقامة مؤقتة داخل القدس أو الهوية الفلسطينية.