تقرير: وعد الكار

مع استمرار التطور التكنولوجي وزيادة فعالية وسائل التواصل الاجتماعي، أخذت مجموعة "فلسطين 360" الشبابية من بيت لحم على عاتقها تصوير الأماكن الأثرية والتاريخية وبعض الأماكن السياحية الفلسطينية، لتتيح لمستخدمي الإنترنت زيارة تلك الأماكن بشكل افتراضي بجودة تصوير عالية.

ويتمكن متابع المجموعة من زيارة الأماكن الفلسطينية المحددة والتجول في المدن والأحياء والمناطق الفلسطينية وكأنه على أرض الواقع، وهو بذلك يزور فلسطين افتراضيا خاصة أولئك الممنوعين من وصولها من الدول الشقيقة والصديقة، وكذلك أبناء الوطن ممن لا يسمح لهم بدخول بعض الأماكن بسبب منع الاحتلال.

وقال مدير المجموعة جورج رزق الله، إن إطلاق التجول الافتراضي في فلسطين "فلسطين 360" يهدف إلى بناء صور افتراضية للأماكن الأثرية والدينية والسياحية الفلسطينية، إضافة إلى الفنادق والمطاعم والوجهات السياحية، لنري العالم الهوية الفلسطينية الأصيلة التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي تحريفها.

وأضاف أن من أهم الصعوبات التي واجهتهم خلال جمعهم للمعلومات عن الأماكن الأثرية هي قلة المحتوى التاريخي وعدم توفره باللغة العربية، ووجود بعض المواقع الإسرائيلية التي تروج لتلك الأماكن على أنها يهودية، مشيراً إلى أن هذه المشكلة جعلتهم يقومون بأعمال بحث دقيقة عن تاريخ المواقع وتوثيقها من مؤرخين فلسطينيين كمنطقة "المخرور" في بيت جالا التي تعاني من خطر الاستيطان وتضييق الاحتلال على سكانها الفلسطينيين.

بدوره قال أحد مصوري الفريق نادر القس، إنه من الناحية التقنية يتم استخدام عدسة واسعة وكاميرا ذات مواصفات عالية، ومن المهم الاعتماد على "ستاند" مخصص بحيث يدور ب 360*180 لتتمكن من أخذ جميع الزوايا بشكل مضبوط ودقيق باستخدام إعداد الصور بتقنية HDR لتكون قريبة ومشابهة لرؤية عين الإنسان.

وأوضح أنه تم تصوير 40 معلما سياحيا فلسطينيا وثلاث مدن بأكملها وهي رام الله والبيرة وأريحا وسيتم الانتهاء من النسخة الأولى مطلع العام المقبل.

بدورها قالت منسقة المشروع هبة اسطيفان، إنهم بحاجة إلى التفات المؤسسات الوطنية ووزارة السياحة لدعمهم للاستمرار فيما بدأوه منذ ثلاث سنوات، فرسالتهم تحمل في طياتها احد أشكال المقاومة السلمية التي تعزز من صمود أبناء شعبنا وتؤكد على وجوده من خلال الإنترنت الذي يعتبر نافذتنا إلى العالم، مؤكدة أن كل ذلك من شأنه تفنيد الروايات الإسرائيلية التي لا تفوت أية فرصة للاستيلاء على تراثنا المادي والمعنوي.

ولم تخفِ أن الاحتلال يعرقل عملهم، فهو يتحكم بحرية حركة المواطنين الفلسطينيين، مشيرة إلى أنها وفريق العمل تواقون لتصوير مدينة القدس ومبانيها القديمة بتقنية التجوال الافتراضي، لكن سلطات الاحتلال تمنعهم من ذلك.

من جهتها أشارت مديرة العلاقات العامة للمشروع نور الهودلي، إلى أنها والفريق يتطلعون لأن يصبح مشروعهم الريادي الأول وأن يصور كل المدن الفلسطينية ليصبح مرجعية تاريخية وجغرافية لاستقطاب سياح جدد، وجذب المغتربين للعودة إلى جذورهم وحثهم للاستثمار في وطنهم الأم، مضيفة أنهم يطمحون لإعداد معرض متنقل حول العالم ليأخذوا في جعبتهم كل المعالم الفلسطينية إليه، ليتم التعريف  بشعبنا الذي يصرُّ على الحياة رغم كل الظروف المحيطة.