للأعمال المكتبية مخاطر جمّة، هذا ما توصّلت إليه دراسة حديثة، إذ تبين أنّ أكثر من نصف العاملين الألمان يتخذون أوضاعا جسدية غير صحية أثناء العمل، ما يترتب عليه مخاطر صحية.
وكشفت الدراسة أنّ نصف العاملين الألمان تقريبا، يتخذون أوضاعا جسدية غير صحية أثناء العمل. وأظهرت الدراسة، التي أجراها الاتحاد الألماني للنقابات العمالية، تحت عنوان "مؤشر الاتحاد للعمل الجيد 2018"، أن 52% من العاملين في ألمانيا يعملون مطولا للغاية (30%) أو في أغلب الأحيان 22%، وهم في أوضاع جسمانية غير مناسبة، من بينها الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة أو الاضطرار إلى الاتكاء على الركبتين أو المكوث في أماكن ضيقة.
وبحسب بيانات الدراسة التي نشرتها صحيفة شبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية، الصادرة أمس السبت، تنطوي الحياة اليومية في العمل على أعمال جسدية صعبة بالنسبة لنحو ثلث العاملين في البلاد حتى في عصر الرقمنة المتقدمة. وشملت الدراسة 8011 عاملا في أنحاء ألمانيا.
أكبر مما يتوقع.
وفي السياق نفسه، يعد الجلوس لفترة طويلة في المكتب من بين أكثر الأوضاع الجسدية غير المناسبة في العمل، مما يتسبب في مشاكل صحية كثيرة على المدى الطويل.
ويشير موقع صحيفة "زود دويتشه" أن عواقب الجلوس كثيرا في العمل لا تنحصر فقط على الصحة، بل تمتد أيضا إلى نظام الرعاية الصحية والشركات، التي تخسر الكثير من الأموال نتيجة لذلك.
وأكّد الموقع الألماني نفسه أن الجلوس طويلا في العمل يؤثر أيضا على الصحة النفسية، فقد ذكرت دراسة إسبانية سابقة أن الأشخاص الذين يقضون أكثر من 42 ساعة في الأسبوع جلوسا، يرتفع خطر إصابتهم بمرض نفسي بنسبة 31%، وذلك لأن قلة الحركة تجعلهم متعبين.
في المقابل، ذكرت مواقع ألمانية متخصصة أنه يمكن التعامل بفعالية مع مخاطر الجلوس لساعات في العمل، بالاعتماد على بعض الخطوات البسيطة.
وبحسب ما أورد موقع "مان باور"، فإن النهوض من كرسي المكتب والمشي لمدة خمس دقائق بعد كل ساعة جلوس يساعد المرء في الحصول على طاقة أكثر تساعده على أداء مهامه في العمل، كما يشعر المواظب على هذا التمرين بتعب أقل أثناء العمل.
كما أن اختيار كرسي مناسب للظهر يعطي كذلك أريحية كبيرة لباقي أعضاء الجسم، إذ يجب أن يكون كرسي مكتب العمل ضمن ارتفاع جيد بحيث لا يتسبب بضرر للعمود الفقري.
كذلك من المهم القيام ببعض الأنشطة الرياضية في وقت استراحة الغداء، حيث يساعد ذلك الجسم على تجديد النشاط، فممارسة بعض تمارين "اليوغا" مثلا يعد أمرا مفيدا جدا للصحة كما أنه يضفي على الحياة المكتبية الرتيبة بعضا من المتعة.