شدَّد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات على أن تحقيق رؤية حل الدولتين وإنجاز حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير هو الطريق الوحيد لإقامة سلام عادل ودائم في المنطقة، يزدهر به الاقتصاد في ظل سيادة كاملة لدولة فلسطين.

جاء ذلك في الخطاب الذي ألقاه عريقات في جامعة "أكسفورد"، في سياق أعمال اليوم الثاني من زيارته إلى المملكة المتحدة، التي يرافقه في جميع جولاتها سفير دولة فلسطين لديها حسام زملط.

وأكَّد عريقات أنَّ فلسطين بعاصمتها القدس ليست للبيع، وأنَّ إجراءات الإدارة الأميركية وفرضها سياسة الإملاءات وفرض الحلول بالأمر الواقع والقوة لن تُخضع شعبنا للابتزاز أو المساومة على حقوقه الوطنية المشروعة.

واستعرض عريقات في كلمته - التي اختارته جامعة أكسفورد لإلقائها في الخطاب السنوي لاختتام العام الدراسي (جورج أنطونيوس)- بحضور لفيف من الدبلوماسيين والأكاديميين في مدينة أكسفورد، المواقف الأحادية وغير القانونية لإدارة ترمب، وحملات التحريض ضد الشَّعب والقيادة الفلسطينية وسلسلة العقوبات التي تفرضها عليه، بما في ذلك وقف المساعدات عن الشَّعب الفلسطيني وعن وكالة "الأونروا" في الوقت الذي تدعو فيه إلى عقد ورشة اقتصادية لمناقشة الازدهار الفلسطيني في المنامة.

واعتبر أن هذه الاجراءات تتناقض بشكل فاضح مع ادعاءات الإدارة الأميركية ومساعيها الزائفة لتحسين مستوى معيشة الشعب الفلسطيني، عبر عقد مؤتمرات وورشات عمل إقليمية تقاطعها القيادة الفلسطينية ورجال الأعمال الفلسطينيين.

وجدَّد عريقات الموقف الفلسطيني الثابت في رفض الحلول المجتزأة والاقتصادية التي يرّوج لها الطرفان الإسرائيلي والأميركي، وشدد على إصرار الشعب الفلسطيني وقيادته على السعي نحو السَّلام وحلّ الصراعات بالطرق السلمية وبمبادئ القانون والشرعية الدولية.

وحذَّر من أنَّ انعدام الأمل سيؤدي إلى مزيد من اليأس الذي سيدفع إلى دائرة لا تنتهي من العنف المقيت. وقال عريقات: "يوجد إجماع دولي على حل الدولتين، ولا يتطلب الأمر فرض ضغوطات على الطرف الضعيف، بل إلزام سلطة الاحتلال بمبادئ القانون الدولي".

وفي السياق ذاته، أجرى عريقات محادثات سياسية مع كلٍ من: رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني توم توغندات، وعضو البرلمان البريطاني عن حزب الديمقراطيين الأحرار المرشحة لزعامة الحزب جو سوينسون، استمع خلالها الأطراف إلى الأوضاع السياسية المتدهورة في فلسطين بسبب الممارسات الإسرائيلية والانقلاب الذي تقوده الإدارة الأميركية على الشرعية الدولية، والمرجعيات المحددة لحل الصراع.

وشرح عريقات موقف القيادة الفلسطينية الساعي لإحلال السلام في الشرق الأوسط بالاستناد إلى رؤية حل الدولتين، والرفض القاطع لأية محاولات تتجاوز القيادة الفلسطينية الشرعية من خلال لقاءات مثل مؤتمر المنامة.

ودعا حكومة بريطانيا والمسؤولين إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومقاطعة منتجات المستوطنات الاستعمارية، والدفع بإصدار قاعدة بيانات الأمم المتحدة للشركات المتواطئة مع الاستيطان الاستعماري.

بدورها، أكَّدت سوينسون وقوف حزبها مع الحقوق الشرعية الفلسطينية، مؤكِّدة مواصلة تقديم الدعم للشَّعب الفلسطيني داخل وخارج البرلمان البريطاني.

وكان عريقات قد استهل يومه بمجموعة من المقابلات الصحفية مع وسائل إعلام بريطانية مرئية ومسموعة، وكذلك مع وسائل إعلام عربية وفلسطينية، شرح فيها الموقف الفلسطيني من تعنت الإدارة الأميركية، واستراتيجية القيادة الفلسطينية في بناء علاقات وطيدة مع المملكة المتحدة ودول العالم، والخطوات المستقبلية.

وأوضح عريقات، في مقابلة أجراها مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، مساعي الإدارة الأميركية "لتحويل الحقوق الفلسطينية إلى حاجات إنسانية" كجزء من محاولة طمس الهوية الفلسطينية والحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، وهذا ما يرفضه شعبنا وقيادته"، معربا عن ثقته بفشل جميع المحاولات وسقوطها كما سقطت غيرها.