ليس من قبيل الصدفة أو الغريب أن يكون عمر وكالة "شهاب" الحمساوية الإخوانية من عمر الانقلاب، ففي مثل هذه الأيام من عام 2007 قامت "حماس" بانقلابها العسكري الدموي، وممَّا يؤكد أنّه كان انقلابًا مدبَّرًا ومخططًا له في دوائر إقليمية ودولية وإخوانية، وليس ردة فعل على ممارسات بعينها من "فتح"، أنّ كلّ شيء كان مجهزًا وجاهزًا من أدوات السيطرة، الأدوات العسكرية والأمنية والأدوات الإعلامية.
وكالة "شهاب" والتي هي جزء من شبكة الأقصى الإعلامية، تلفزيون، إذاعة ومواقع إلكترونية، وصفحات إعلام اجتماعي، ولدت كلها من انقلاب "حماس" عام 2007، فهي بهذا المعنى إحدى أدوات هذا الانقلاب وهذا الانقسام. "شهاب" ومعها كل الإعلام الحمساوي لم يكن ينقصه لا المال ولا المضمون والرسالة الإعلامية، فلديهم الممول الإقليمي السخي، ولديهم تراث جماعة الإخوان الجاهز بما فيه من حقد وكراهية ولهجة تكفير وتخوين.
وكوني إعلاميًّا تابعت عن كثب وكالة "شهاب" خلال السنوات الماضية وسأعرض على القارئ ما اكتشفت:
أولاً: ما هي أولويات هذه الوكالة؟ أولويتها "المقدسة" هي جماعة الإخوان وحلفهم الإقليمي، أمّا القضية الفلسطينية وادّعاء المقاومة، فهو في خدمة هذه الجماعة وأهدافها ومشروعها.
ثانيًا: من هو العدو الرئيس لهذه الوكالة، هو ذات العدو لحماس والإخوان، كل ما هو وطني وقومي، وفي حالة "شهاب" العدو الرئيس هو "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها الشرعية، والدليل أنّ التشكيك وتخوين الشقيق الفلسطيني يحتل ما مساحته 90 بالمئة من مواد "شهاب" و5 بالمئة للعدو الإسرائيلي وما تبقى للغطاء الديني الذي تستخدمه "حماس" والجماعة.
ثالثًا: المصداقية، "شهاب" لا علاقة لها بالمصداقية، فكل ما تنشره هو أكاذيب وإشاعات وأخبار مجتزأة وانتقائية تخدم أهدافها الإخوانية، ألا وهي أهداف الانقلاب والانقسام، ودس السم بالعسل، من أجل مزيد من الفرقة والتمزق داخل الجسد الفلسطيني، ومن أبرز الأمثلة على ذلك اجتزاءاتها لتصريحات وخطب الرئيس أبو مازن، فكلها تهدف لتصوير الرئيس وكأنّ همه خدمة المصالح الإسرائيلية!!! والأمر ذاته مع القيادة الفلسطينية الوطنية.
رابعًا: دور "شهاب" خلال ثورات ما يسمّى "الربيع العربي" فهي أداة التمزيق الهدّامة للأمة العربية ودولها، وإحدى أدوات الجماعة للتدخّل بشؤون الدول العربية نصرة للمتطرّفين من حركات الإسلام السياسي، ولتمزيق هذه الدول إربا، هكذا ولا تزال في سوريا وفي ليبيا والعراق وفي مصر.
شهاب هي الأداة الانقلابية أولوياتها الجماعة وحلفها الإقليمي وعدوها الأول الوطنية الفلسطينية ودورها تمزيق الشعب الفلسطيني والأمة العربية...فمن تخدم هذه الوكالة إذًا؟