سلَّم عضو اللجنتين التنفيذية لـ"م.ت.ف" والمركزية لحركة "فتح" عزّام الأحمد رسالةً خطيةً من رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، إلى نظيره الرئيس اللبناني ميشال عون، تناولت الموقف الفلسطيني من التطورات الأخيرة المتّصلة بالقضية الفلسطينية، والتي تُهدِّد مستقبل النظام الدولي القائم على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وحضر اللقاء الذي عُقِد في قصر بعبدا في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الجمعة ١٤-٦-٢٠١٩، عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" د.سمير الرفاعي، وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات، وعن الجانب اللبناني وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، والمستشار الأمني والعسكري العميد ركن بولس مطر.
ولدى وصول الأحمد والوفد المرافق إلى قصر بعبدا قدّمت لهم ثلةٌ من لواء الحرس الجمهوري التشريفات البروتوكولية المعتادة.
وعقب اللقاء، قال الأحمد للصحفيين في القصر الجمهوري: "تشرّفنا بلقاء فخامة الرئيس العماد ميشال عون لنقل رسالة خطية من أخيه الرئيس محمود عبّاس، في إطار التنسيق الدائم بين القيادتَين الفلسطينية واللبنانية، حول الأوضاع في المنطقة العربية عمومًا وتطورات القضية الفلسطينية بشكل خاص، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تشتد فيها المؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية، من خلال ما تُسمّى بـ"صفقة القرن"، التي يتبنّاها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتنسيق مع حكومة اليمين المتطرّف في (إسرائيل)، لضمِّ أجزاء واسعة من الضفة الغربية إلى (إسرائيل)، كما جرى بدعم أميركا لضمِّ الجولان العربي السوري إلى (إسرائيل) والاعتراف بذلك. وتعلمون لا شك بالتحرك الأميركي طيلة السنة ونصف السنة الماضية، فنحنُ إذًا في معركة مفتوحة، وعلى تواصل وتنسيق مع القيادة اللبنانية، خاصة من قبل الرئيس عبّاس مع الرئيس عون".
وأضاف: "أكَّدَ الرئيس عبّاس تقديرَ الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية للموقف اللبناني الصلب والصادق والصريح برفضه بشكل مطلق النيل من القضية الفلسطينية مرارًا وتكرارًا، خصوصًا في خطابات وتصريحات الرئيس ميشال عون حول القضية الفلسطينية عمومًا، إضافةً إلى الموقف اللبناني الرسمي برفض المشاركة في ما تُسمى "ورشة الازدهار مقابل السلام" التي ستُقام في البحرين. وكان لنا موقف مشترك فلسطيني لبناني برفض إقامة هذه الورشة وعدم المشاركة فيها، ودعوة أشقائنا إلى مقاطعتها، لأنّ مجرَّد انعقادها تحت أي شعار، هو نقيض مبادرة السلام العربية، كما أكَّد الرئيس أبو مازن للرئيس عون".
وقال الأحمد: "هناك تنسيق متواصل ومشترك في القضايا الأخرى كافةً، خاصةً أنَّ الشعب اللبناني الشقيق وقيادته يحتضنون القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين الضيوف على لبنان. ونود في هذا السياق تأكيد رفضنا أي محاولة للانتقاص من مسؤولية "الأونروا" في رعاية اللاجئين حتى عودتهم إلى وطنهم. وهناك أيضًا الموقف المشترك برفض المشروع التاريخي للحركة الصهيونية (إسرائيل الكبرى)، التي بدأت ملامحه تتضح الآن برعاية أميركية. ونحنُ واثقون بأنَّنا بجهدنا المشترك سنواصل معا الطريق من أجل إحباط هذه المؤامرة".
وختم الأحمد قائلاً: "كما تقدَّمنا بالشكر الجزيل للرئيس عون على رعايته للشاب الفلسطيني صابر مراد الذي تصدَّى للإرهابي في مدينة طرابلس، من خلال تكليفه وزير الدفاع بزيارته في المستشفى. هذا الشاب أكَّد بحسه الفطري ثقافة الشعب الفلسطيني والتعاون اللبناني الفلسطيني في مكافحة الإرهاب في لبنان وخارجه، ومن أيِّ جهة جاء الإرهاب، وأعطى البعد الحقيقي للتلاحم الفلسطيني اللبناني، فعندما يدافع عن المواطن اللبناني هو يدافع عن الشعب الفلسطيني، وبالفعل لبنان يستحق كلَّ التقدير من الشعب الفلسطيني ونقولها بالفم الملآن، لولا احتضان الشعب اللبناني الشقيق للثورة الفلسطينية المعاصرة  لما استمرينا حتى الآن".
بدوره، حمَّل الرئيس عون الوفد الفلسطيني رسالةً جوابيّةً للرئيس عبّاس تضمَّنت موقف لبنان من التطورات الراهنة.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان