تقرير: وسام أبو زيد

أكدت حادثة تصدي الشاب الفلسطيني اللاجئ في لبنان، صابر مراد لمنفذ الاعتداء الارهابي ومنعه من ارتكاب المزيد من القتل ضد ضباط وعناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي عشية عيد الفطر المبارك، إنَّ الفلسطيني يمتلك ثقافة محاربة الارهاب بالفطرة كونه يواجه منذ أكثر من سبعين عامًا إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه دولة الاحتلال بحقه.

ولعل منح رئيس دولة فلسطين محمود عبَّاس، وسام ميدالية الشجاعة للشاب صابر مراد هو خير تعبير عن نبذ شعبنا وقيادتنا لكل مظاهر الارهاب، وتأكيد بأننا جزء أصيل في محاربة الارهاب والتصدي له، وإن دعم أمن واستقرار لبنان هو مصلحة فلسطينية وطنية، وإن العلاقات اللبنانية الفلسطينية راسخة وثابتة وأولوية في سياسات القيادة الفلسطينية التي تعمل دائمًا على تعزيزها.

 وفي تصريح صحفي  قال صابر: "قمت بهذا التصرف من دافع إنساني بحت، وهذا ناتج عن تربية وثقافة وطنية تربينا عليها في عائلتنا، بحيث نعتبر أنَّ الدفاع عن لبنان وأمنه هو واجب مقدس لأنَّ لبنان احتضن القضية الفلسطينية وشعبنا وثورته منذ انطلاقتها".

وأكد صابر إنَّ تكريم الرئيس محمود عبَّاس له ومنحه وسام ميدالية الشجاعة هو فخر لعائلته وللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشيرًا إلى أن الرئيس محمود عبَّاس يثمِّن ويقدر جيدًا شجاعة وأهمية هذا العمل.

وختم صابر: "إنَّ الوسام يؤكد أننا كعائلة هي جزء من شعبنا الفلسطيني اللاجئ في لبنان، لديها مرجعية وطنية وشرعية تهتم لأمورهم وتتابع أوضاعهم على كافة الاصعدة وبأدق التفاصيل".

وفي هذا السياق، اعتبر أمين سر نقابة محرري الصحافة اللبنانية جورج شاهين، إنَّ ما قام به صابر كان بدافع إنساني، وإنَّ تدخله السريع جاء من دافع أخلاقي أيضًا يتخطى كونه فلسطينيًا أو لبنانيًا أو من أي جنسية، مؤكدًا إنَّه لم يتحمل أن يرى مجرمًا يطلق النار على العسكريين والمدنيين من دون أن يتدخل لمنعه في التمادي بارتكاب جريمته.

وأشار شاهين إلى أن صابر تصرف دون أن يعير أي إهتمام لما يمكن أن يتعرض له، حيث كان من الممكن أن يتحول بين لحظة وأخرى، شهيدًا خامسًا يضاف إلى لائحة شهداء الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.

وأكد شاهين أن ما قام به صابر ترجم رد فعل أبناء بلده الذين يعانون يوميًا من الارهاب الاسرائيلي، وهي تجربة إنسانية تتعدى ماهية هويته أو عمره أو جنسه.

وختم شاهين "يستحق صابر الوسام الذي قدمه له الرئيس محمود عبَّاس الذي يؤكد دائمًا إن فلسطين وشعبها جزء من محاربة ومكافحة الارهاب في العالم".

بدوره، قال نائب رئيس حزب الاتحاد اللبناني أحمد مرعي: "إنَّ منح الرئيس محمود عبَّاس وسام ميدالية الشجاعة للشاب صابر مراد نابع من شعور قومي عربي أصيل بأن هذه الأمة واحدة، وعندما دافع هذا الشاب الفلسطيني عن لبنان فإنَّه دافع عن فلسطين أيضًا وحقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة، فالتحية لكل من أدرك هذه المعاني السامية لهذا التصرف البطولي".

وأكد مرعي أن تصرف الشاب مراد ليس غريبًا على ابن فلسطين في أن ينحاز إلى لبنان في تصديه إلى هذا الارهاب الذي أراد أن ينال من أمن لبنان واستقراره، مشيرًا إلى أن هذا الشاب الفلسطيني المقدام تحرك تلقائيًا انطلاقا من ثقافته في مقاومة الارهاب.

واعتبر مرعي أنه كما يقاوم الشعب الفلسطيني إرهاب الدولة المنظم للاحتلال الاسرائيلي وكيانه الغاصب الذي ينتهك الحقوق والمقدسات، فإنَّ هذا الشاب انطلق في تصديه للإرهابي من ثقافة فلسطينية عامة تعتبر أن الارهاب مصنع من أعداء فلسطين ويخدم الكيان الصهيوني الغاصب الذي يريد عبر هذا الارهاب تفتيت الوحدة الوطنية، كي تنعم دولة الاحتلال بالأمن على حساب وحدة مجتمعاتنا العربية.

إلى ذلك اعتبر عضو قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء أبو كروم إنَّ ما قام به الشاب صابر مراد يعكس حقيقة أن الفلسطيني في لبنان ورغم حرمانه من كثير من الحقوق هو شريك في حماية الأمن والاستقرار ويتطلع إلى التضحية بذاته من أجل هذا الاستقرار لأنَّه شريك فيه.

وأضاف: "وهذا الأمر ليس غريبًا عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وليست المرة الأولى التي يحدث بها ذلك، فالتعاون لمحاربة الارهاب بين القيادة الفلسطينية في لبنان وأجهزة الدولة اللبنانية قائم ونجح في استباق كثير من محاولات العبث بالأمن في لبنان".

 وأكد أبو كروم إن الثقافة الفلسطينية هي ثقافة غير طائفية وغير مذهبية وليست متطرفة، وذلك رغم كثير من الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في لبنان ورغم المحاولات الكثيرة لتوظيفه واستثماره في الصراعات الدائرة.

وتمنى أن تدفع هذه البادرة بعض الأطراف اللبنانية إلى الافراج عن حق اللاجئ الفلسطيني في العمل والتملك، مشيرًا إلى أن وجوده المؤقت في لبنان لا يتناقض مع سيادة الدولة ولا مع استقرارها بل هو يُكمّلها لأنَّ الصراع مع العدو الإسرائيلي هو من مسؤوليّة الجميع ومواجهة صفقة القرن تتطلّب التكامل ما بين الموقفين اللبناني والفلسطيني، وهذا التكامل موجود وقائم بين الشعبين بدليل ما قام به الشاب.

وحول وسام الشجاعة الذي منحه الرئيس محمود عبَّاس لصابر أكد أبو كروم أن هذا تأكيد فلسطيني من أعلى المستويات على فكرة محاربة الفلسطيني للإرهاب بكافة اشكاله سواء ارهاب الدولة المنظم الذي يمارسه كيان الاحتلال أو الارهاب الذي يضرب مجتمعاتنا العربية ويحاول تمزيق وحدتها ولحمتها الداخلية.

من جانبه، اعتبر الكاتب والصحافي اللبناني غسان جواد إنَّ ما قام به الشاب الفلسطيني صابر مراد في مواجهة الإرهابي، عمل شجاع وبطولي وفيه احساس عال بالمسؤولية.

وأكد أن هذه صفات الرجل الشجاع الذي تحرك انطلاقًا من وعيه الفلسطيني وصفاته الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذا العمل يساعد في كسر الصورة النمطية التي يحاول البعض رسمها حول الفلسطينيين في الداخل، وفي دول الشتات ويظهر حقيقة الشعب الفلسطيني المحب للبنان وشعبه والمستعد للتضحية من أجلهما.

وأكد جواد أن الشعب اللبناني بمختلف فئاته ينظر باحترام وإعجاب لهذا العمل الشريف والشجاع، الذي يعبّر عن التلاحم والتضامن بين الشعبين في مواجهة الإرهاب والاحتلال، معتبرًا أنه سلوك لطالما درجت عليه القيادة الفلسطينية بتوجيهات الرئيس محمود عبَّاس الرافضة للإرهاب الذي يشوه قضايا العرب والمسلمين ويضر بحقوقهم المشروعة في فلسطين والأراضي التي تحتلها إسرائيل.

وأشار جواد إلى أن الإرهاب هو أحد أوجه تشويه المنطقة، وأن الشاب الفلسطيني قام بفطرته بمواجهة عمل يضر بلبنان بقدر ما يضر بقضايانا العربية المحقة.