نظَّمت جمعية مركز غزة للثقافة والفنون، لقاءً أدبياً بعنوان "حب الوطن ...حرية" إحياء لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، بحضور نخبة من الكتاب والأدباء والمثقفين، بقاعة لاتيرنا، ضمن مبادرة مساءات إبداعية، الدورة الثالثة.

وتضمنت تنفيذ سبع فعاليات ثقافية متعددة الأنشطة والمجالات الإبداعية بدعم وتمويل من برنامج الثقافة والفنون بمؤسسة عبد المحسن القطان، وبالتعاون مع الاتحاد للمراكز الثقافية، والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، ومعهد إدوارد سعيد للموسيقى بمشاركة الكاتب والأسير المحرر محمود سعيد عفانة، والكاتب والباحث ناهض زقوت، الشاعرة/ سمية وادي، والشاعر محمد أبو لبدة وتضمن اللقاء وصلات موسيقية وغنائية قدمها الفنانين وائل وافي، وشهد بكر. كما قدمت الطفلة هداية حمد قصيدة شعرية من أشعار تميم البرغوثي. وإدارات اللقاء المهندسة صابرين دغمش.

ورحب بالحضور أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون بضيوف اللقاء ومؤكداً على أهمية وضرورة تبنى مطالب الحركة الأسيرة العادلة كواجب وطني وأن مساندتهم والوقوف إلى جانبهم واجب وطني وإنساني.

مثمّنًا كل دور يبذ من أجل إبراز قضية الأسرى محليا ودولياً مؤكداً بأننا نقف إلى جانب أسرانا البواسل الأبطال رموز الحرية والنضال والكفاح من أجل التخلص من بطش الاحتلال.

وقدم الكاتب والأسير المحرر محمود عفانة شهادة وتجارب شخصية مر بها كأسير عاصر بدايات الحركة الأسيرة من سبعينيات القرن الماضي ومراحل المخاض والبدايات الصعبة للحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال وتحدث عن معاناة الأسرى في البدايات وافتقارهم لأدني وأبسط الحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية وكيف كان الأسير يعاقب ويحول للحجز الانفرادي في الزنازين لمجرد أن وجد معه قلم جاف تم تهريبها خلال الزيارات وحرمان من دخول الكتب والمجلات ومصادرة كل ما يكتب وكتب من روايات وإشعار وقصائد وكيف تحقق كل ذلك من خلال نضالات الأسرى وإضراباتهم عن الطعام وكل المعارك التي خاضوها لتحقيق ابسط الحقوق مستذكراً شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية وأساليب التعذيب النفسية والجسدية التي تتبعها مصلحة السجون ضد الأسرى وعائلاتهم.

واستعرض الكاتب عفانة الكثير من التجارب التي مر بها وكذلك زملائه في الأسر وكيف تميز الإبداع من خلال الكتابة والرسم والفن التشكيلي حيث كان الأسرى يمارسون هوايتهم ويطورونها من خلال الرسم على كل شي تطاله أيديهم دون استخدام الألوان من خلال أقلام الجاف وكذلك كتابة حتى قصائدهم على جدران السجن. إلى تطورت الحركة الأدبية وبات يعرف بأدب الحركة الأسيرة وقدم أمام الحضور نماذج من بعض أعماله الفنية التي استطاع تهريبها من داخل المعتقل وكذلك روايات مكتوبة بخط اليد ما زال يحتفظ بها.

وقدم الكاتب والباحث ناهض زقوت ورقة عمل تناولت "التجربة الأدبية الفلسطينية في المعتقلات الإسرائيلية" تناول فيها مراحل تشكيل أدب المعتقلات، حيث قال: إن المعتقل الفلسطيني بفكره ومحتواه الثوري والنضالي، يشكل الهدف الأساسي للاحتلال الإسرائيلي الذي كرس كل طاقاته وجهوده في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة لتشويش فكره ووعيه وتشويه سلوكه وأفعاله النضالية، من أجل جعله في حالة تشكيك ذاتي، بهدف إحباط توجهاته وتفكيك قدراته الكفاحية والثورية، وذلك كبداية لترويضه وتحطيم إرادته وصموده. لهذا قامت سلطات الاحتلال بإعلان الحظر التام على الثقافة الوطنية والإنسانية، بل على كل وسيلة ثقافية، حتى الورقة والقلم كان المعتقل محروم منهما، ناهيك عن الكتاب.

وأشار الباحث زقوت ،إلى أبرز القضايا التي تناولها أدب المعتقلات، فذكر أن التجربة الإبداعية في المعتقلات، تعكس حقيقة الواقع الذي عاش فيه المعتقل الفلسطيني, وتكشف بشكل فعال عن المثل العليا الوطنية السياسية والاجتماعية, وعن المضمون النضالي والإنساني للمعتقلين. وقد حاول الأدباء المعتقلون جاهدين من خلال نتاجاتهم الإبداعية، أن يكونوا صادقين مع تجربتهم أوفياء لها، يسجلونها بصدق وأمانة، لأنها تعكس ما في دواخلهم من مشاعر وطموحات وتحديات وروح عالية، وتمسكا بالهدف السامي الذي اعتقلوا في سبيله.

الجدير بالذكر أن جمعية مركز غزة للثقافة والفنون تأسست عام 2000 بمبادرة شبابية وهي مؤسسة غير هادفة للربح تقدمت بطلب الترخيص عام 2002 وحصلت على ترخيص وزارة الداخلية عام 2005، وترخيص وزارة الثقافة عام 2006وعضو في الاتحاد العام للمراكز الثقافية وتسعى للمحافظة على الهوية الوطنية وإثراء المشهد الثقافي والفني الفلسطيني ذو الأسس الحضارية المعاصرة.