- شعبنا سيُفشل جميع التسويات السياسية التي تتجاوز حقوقنا الوطنية وندعو لاستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام

عُقِد في سفارة دولة فلسطين في بيروت لقاءٌ سياسيٌّ مركزيٌّ مشتركٌ بين وفدٍ من حركة "فتح" ضمَّ عضوَي المجلس الثوري للحركة سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فيّاض ووفدٍ قياديٍّ من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة نائب الأمين العام للجبهة فهد سليمان وعضوية عضوَي المكتب السياسي علي فيصل وعدنان يوسف.

واستعرضَ اللقاء الأوضاع الفلسطينية الداخلية وتداعيات "صفقة القرن"، حيثُ لفتَ الطرفان إلى أنَّ الإدارة الأمريكية ما زالت تواصل سياسة التطرُّف والعدوان ضد الحقوق الفلسطينية، وتُعلن انحيازها التام لصالح العدو الإسرائيلي وآخر هذه السياسات التهديدات العلنية ضد المحكمة الجنائية الدولية والتي تُشكّل استخفافًا واستهتارًا بالقانون الدولي ومؤسّساته ما يتطلّب موقفًا جديًّا وإجراءات دولية رادعة تتخطّى حدود الإدانات اللفظية لصالح ممارسات عملية تُعيد الاعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدّمتها حقّه في دولة مستقلة وسيدة على أرضه المحتلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وفقًا للقرار الدولي رقم 194.

ونوَّه الطرفان إلى أنَّ تزايد المخاطر على القضية الفلسطينية يتطلَّب من الجميع أن يكونوا عند مستوى هذه المخاطر لجهة نبذ الخلافات والانقسامات والعمل لاستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام والتوافق على استراتيجية فلسطينية تُعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني الذي ما زال يحتل مكانته رغم كل المتغيرات، وبما يبعث برسالة قوية إلى القوى الدولية والإقليمية بتمسُّك شعبنا ومنظمة التحرير بثوابتنا الوطنية التي لا يمكن لأيّ مشروع سياسي أو تسوية أن تنجح إذا لم تأخذ بعين الاعتبار الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني، وأنَّ شعبنا سيُفشِل كلِّ التسويات التي تتجاوز حقوقنا الوطنية.

من جهته، أكَّد وفدُ الجبهة الديمقراطية موقفه باعتبار الإدارة الأمريكية و(إسرائيل) ماضيتَين في مشروعهما التصفوي للقضية الفلسطينية، وأكَّد أنَّ مواجهة هذا المشروع وفرض بدائل جديدة تغير في موازين القوى تكون من خلال الميدان لجهة التصدي لتطبيقات هذا المشروع سواء ما له علاقة بالاستيطان والتهويد أو بالممارسات اليومية لقوات الاحتلال ضد شعبنا، وهذا ما يعني ضرورة التوافق على استراتيجية نضالية وفقًا لقرارات المجلس الوطني وتستند إلى المقاومة الشعبية بمختلف أشكالها كخطوة على طريق الانتفاضة الشاملة ضد الاحتلال والاستيطان وبما يُعيد الاعتبار للحركة الوطنية الفلسطينية باعتبارها حركة تحرر ما زالت تناضل ضد الاحتلال وتحتاج إلى تحشيد وتعبئة جهود الجميع.

ودعا وفد الجبهة الديمقراطية إلى تطوير العلاقات الوطنية خاصة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وتطوير عمل جميع مؤسساتها ودوائرها في إطار تعزيز مكانتها التمثيلية وإزالة كلّ ما من شأنه أن يوتّر على العلاقات الداخلية، وتفعيل وتطوير آليات وصيغ العمل الوطني الفلسطيني لتعزيز الوحدة الوطنية والموقف الفلسطيني الموحّد والعمل على استنهاض الحالة الشعبية التي قدّمت وما زالت مستعدة لتقديم المزيد من التضحيات دفاعًا عن الحقوق الوطنية لشعبنا.

وتوجَّه الطرفان بتحية التقدير لأسرانا في معتقلات الاحتلال، وأكَّدا دعم مطالبهم ورفض كل ممارسات إدارات المعتقلات التي تسعى إلى النيل من صمودهم وعزيمتهم وإرادتهم الصلبة، كما توجّها بتحية التقدير إلى كل جماهير شعبنا في تصديها الحازم لتطبيقات "صفقة القرن" في الضفة الغربية والقدس وفي قطاع غزّة ومخيّمات اللجوء والشتات، داعين إلى تعزيز مقومات الصمود الاجتماعي سواء على مستوى وكالة الغوث وضرورة الحفاظ عليها وعلى خدماتها أو لجهة الدول العربية المضيفة وضرورة تحسين أوضاع اللاجئين المعيشية والحياتية.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان