حتى نكون واقعيين فالحكومة القادمة لن تمتلك عصا سحرية لعلاج العديد من القضايا المتراكمة منذ سنوات التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني، وأيضًا علينا عدم رفع التوقعات بهذا الشكل الذي يتم تداوله من قبل بعض «النخبة» الذين استيقظوا فجأة وبدؤوا رفع سقف توقّعاتهم بأنّ رئيس الحكومة القادمة يمتلك العديد من الحلول السحرية.

كان الله في عون رئيس الوزراء د.محمد اشتية، الذي سيواجه ملفات متراكمة بدأت تطفو على سطح الساحة الفلسطينية بأشكال مختلفة، أهمها المشاكل البنيوية داخل مكونات النظام السياسي الفلسطيني الذي يعلم الجميع أين وصلت حالته الصحية الآن.

وهنا يجب أن أشير على سبيل المثال لا الحصر، إلى أن ما يحدث داخل الفصائل من خلافات بخصوص دخول الحكومة من عدمه وأي مرشح لها لحصوله على مقعد وزاري، هو شأن داخلي لهذا الفصيل ولا يتحمل مسؤوليته رئيس الوزراء أو حركة "فتح"، بل يجب النظر على حالة النظام السياسي الفلسطيني كما ذكرت سابقًا.

لهذا يجب عدم تحميل الحكومة القادمة حملاً أكثر من طاقتها، على الحكومة الثامنة عشرة أن تحدّد أهدافها من خلال برنامج عمل محدد قابل للتنفيذ وألا يكون مفتوحًا من حيث المفردات الفضفاضة، بل يجب أن يعكس حلولاً ينتظرها المجتمع.

فالمجتمع بانتظار الخطوات العملية للحكومة منذ أن يتم الإعلان عنها، ولن يستطيع تحمل أي أخطاء كانت، لأنّه وصل مرحلة فقدان الثقة بأي فعل حكومي، وفقدان الثقة بالفصائل الفلسطينية بشكل عام، وبشكل خاص هذا الوقت فيما يتعلق بالحكومة والمشاركة بها.

فالسؤال هو ليس إن كان هذا الحزب أو الجبهة سيشارك من عدمه، وإنّما ماذا سيساهم هذا الحزب في علاج القضايا والملفات العالقة التي يجب أن تجد الحكومة حلولاً لها، وهنا يجب إعادة صياغة السؤال: من تمّ ترشيحه لمنصب وزير؟ إلى من يستطيع القيادة وفي أي مجال وبالتالي ما هي الوزارة ذات الاختصاص؟

هناك العديد من الأهداف السريعة التي بالإمكان تحقيقها من قبل الحكومة القادمة والتي ينتظرها الشارع بفارغ الصبر في مختلف القطاعات؛ وهي ليست بحاجة إلى أي جهد بقدر ما هي بحاجة إلى إعادة صياغة واقع المؤسسة الحكومية وكيفية تقديم خدماتها للمواطنين الذين ارهقهم عدم الاكتراث باحتياجاتهم اليومية.

د.اشتية كان الله في عونك على ما هو قادم، وما هو قادم لا يحتمل الخطأ والتعثُّر في أي فعل يمُس حياة المواطن. لهذا على مجلس الوزراء أن يعقد جلسته بشكل طارئ بعد حلف اليمين أمام السيد الرئيس والعمل بشكل غير تقليدي وغير بيروقراطي، فالمجتمع بانتظار النتائج الإيجابية ولن يرحم مَن يخطئ مهما كانت الظروف.