تقرير: بسام أبو الرب

في العام 2014 أقرت حكومة الاحتلال مخططا ضخما لشق عشرات الطرقات والشوارع الالتفافية لمستوطنات الضفة الغربية تمتد على طول 300 كم، والاستيلاء على عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، لتعزيز سيطرتها على مناطق واسعة في الضفة الغربية ومنطقة القدس، حسب ما كشفت اذاعة جيش الاحتلال آنذاك.

واستكمالا لمخطط الاستيلاء وشق الطرق الالتفافية، قررت حكومة الاحتلال الأسبوع الجاري الاستيلاء على 406 دونمات من أراضي سبع قرى جنوب نابلس؛ لشق طريق استيطانية جديدة، كما حصل في عشرات الدونمات الزراعية التي تم الاستيلاء عليها من أراضي بلدتي حلحول وبيت أمر شمال الخليل، لتوسيع شارع استيطاني.

الناطق باسم بلدية حوارة عواد نجم قال " تنفيذ مشروع شق التفافي حوارة يعني الاستيلاء على نحو 95% من اراضي البلدة، غالبيتها من الأراضي الخصبة التي تعتبر السلة الغذائية من محاصيل القمح والخضروات، أما الجزء الآخر من الأراضي فهي مزروعة بأشجار الزيتون واللوز، ومنها ما هو مأهول بالسكان".

وأشار نجم إلى أن شق الطريق ستتضرر منه مئات العائلات من المزارعين وأصحاب الأراضي، في ظل الحديث عن الاستيلاء على أكثر من 406 دونمات، بتكلفة –حسب المصادر الإسرائيلية- تقدر بـ 250 مليون شيقل؛ تحت ذريعة حل أزمة السير في المنطقة، مؤكدا أن المؤسسات والفعاليات ستقاوم بكل الطرق الشعبية والسلمية والقانونية للحيلولة دون تنفيذه.

ومشروع الطرق الالتفافية والمقر منذ سنوات ينضوي تحت خطة تسمى "خطة درج" وتشمل 44 مخططا، أقر منها أكثر من 24، فيما لا يزال المتبقي قيد الدراسة، ويبلغ طول الشوارع في المخططات التي أقرت 157 كم، فيما يبلغ طول المخططات التي لم تقر بعد 140 كم، وبالمجمل يدور الحديث عن 300 كم من الطرقات، ويتطلب شقها الاستيلاء على حوالي 25 ألف دنم.

مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس أوضح أن مشروع "شق التفافي حوارة" كما أطلق عليه سيؤدي إلى الاستيلاء على مئات الدونمات من قرى: بورين، وحوارة، وبيتا، وعورتا، ويتما، والساوية، وياسوف جنوب نابلس.

وأشار إلى أن الطريق الاستيطانية ستمتد من حاجز زعترة بشق من أراضي ياسوف، ثم اقامة جسر فوق أراضي حوارة، ثم يقطع السوق المركزي للخضار في بلدة بيتا، وصولا الى متنزه لونا بارك، ليعود ويلتف صوب دوار حوارة المؤدي الى محافظتي قلقيلية وطولكرم.

وأكد ان الطريق الذي تصل طوله نحو 7 كم سيتم من خلاله الاستيلاء على 406 دونمات، بالمرحلة الأولى، ناهيك عن عمليات الاستيلاء في المراحل اللاحقة على جوانب الطريق.

وقال دغلس إن اقرار هذه المشاريع من قبل حكومة الاحتلال يعني تعزيز وجود المستوطنين في التجمعات الاستيطانية المنتشرة في المنطقة، اضافة الى تشجيع بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية.

واضاف ان شق "التفافي حوارة" هو جزء من مشروع استيطاني كبير يعزز سياسة "الأبرتهايد"، كما يحصل في مدينة القدس وباقي محافظات الضفة، وجاء قبل أيام من الانتخابات الإسرائيلية كنهج لكسب المزيد من الاصوات لصالح حكومة اليمن بقيادة بنيامين نتنياهو".

ووفقا للبيانات الخاصة بوزارة النقل والمواصلات - الإدارة العامة لتخطيط الطرق والمواصلات، فإن طول الطرق الواصلة للمستعمرات بلغت عام 2016، 2935كم، أي ما نسبته 13% من طول شبكة الطرق في الضفة الغربية.