من يقرر إقتحام مقر الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون وهو ملثَّم ويدمر ويحطم كلّ ما في المقر هو بالتأكيد أداة صهيونية، لأنَّ أي فلسطيني وطني لا يمكن أن يقوم بهذه الجريمة بحق مؤسسة وطنية عملها الأساسي الدفاع عن الشَّعب الفلسطيني وقضيته الوطنية وحماية المشروع الوطني من محاولات تشويهه والمس به وبقيادته الشرعية.

وبما إنَّ لا شيء يحصل في قطاع غزة بدون علم حماس فإنَّها هي من يتحمل المسؤولية بصفتها سلطة الأمر الواقع هناك.

هذه الجريمة الشنيعة تجعلنا نعيد التفكير وندقق بما هي "حماس" الإخوانية من خلال ممارساتها ومواقفها. حماس تأسست في نهاية عام 1987 في الأيام الاولى للإنتفاضة الفلسطينية الباسلة ومن تلك اللحظة والشَّعب الفلسطيني يعيش حالة إنشقاق. وكان للمسألة هذه جذور أقدم من ذالك بكثير فحماس بإعتبارها جزءًا من جماعة الإخوان وتنظيمهم الدولي علينا أن نرى ماضي وحاضر هذه الجماعة التي طالما كانت مشروعًا للفرقة والإنشقاق والإنقسام أينما وجدت، وخلال ما أطلق عليه "الربيع العربي" كانت الأداة الرئيسية لإحداث الفوضى الخلاقة وتمزيق الأمة العربية دولا وأمة.

كانت الجماعة إحدى أدوات تخريب سوريا وليبيا وكادت أن تخرِّب مصر، ولكن لمن يكون قد نسي ذلك، فالجماعة وقبل جائحة "الربيع العربي" كانت في قطاع غزة عبر حماس الأداة لتمزيق الشعب الفلسطيني عبر الإنقلاب العسكري وما تبعه من إنقسام، هو الأخطر في تاريخ الشَّعب الفلسطيني. وبهدف واحد ووحيد هو منع قيام دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.

وعلينا أن نتذكر أن هدف أضعاف السلطة هو هدف صهيوني، فمن قتل رابين ودفن فرصة السَّلام هو ذاته من أراد إكمال مهمة الإجهاز على إمكانية قيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع عاصمتها القدس، فمثل هذة الدولة ستضع حدًا للمشروع الصهيوني التوسعي.

أليس من أسهم في تحقيق هذا الهدف الصهيوني في أضعاف السلطة وعرقلة قيام دولة فلسطين هو أداة صهيونية؟

دعونا نسأل أنفسنا وبلحظة صفاء فكري ما الذي حققته فعلاً حماس للشعب الفلسطيني؟ لنمعن النظر جيدًا هل هناك على الأرض سوى الإنقسام بسلطته القمعية..!!

مهما حاولت حماس أن تختبئ وراء كلمة المقاومة مدعومة بالمال السياسي الإقليمي والماكنات الإعلامية التي كانت سببًا في هذا الخراب العربي والفسطيني، مهما حاولت حماس الإختباء فإنَّ عملها الفعلي ونتائجه على الأرض هو تخريب القضية الفلسطينية.

أليس من يعمل ذلك أداة صهيونية؟

ولماذا نستغرب؟ ألم تكن جماعة الإخوان أداة المخابرات الأميركية في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحتَّى الثمانينيات من القرن الماضي خلال الحرب الباردة ضد الإتحاد السوفييتي وضد كل القوى الثورية والتقدمية؟ ألم تعطِ دولة الاحتلال لجماعة الإخوان التراخيص لجمعياتها ومجمعها في قطاع غزة في السبعينيات لتكون الأداة لمواجهة نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها؟

ودعونا نتذكر كيف كان توقيت عمليات حماس الإنتحارية يخدم الصهيونية ويعطيها المبرر لعدم تنفيذ مراحل الإنسحاب من الأرض الفلسطينية، وكيف أعطت عملية نتانيا في 28 آذار/ مارس عام 2002 المبرر لشارون لتنفيذ عملية السور الواقي التي تمَّ خلالها تدمير البنية التحتية للسلطة والشعب الفلسطيني وإنتهت باغتيال القائد الخالد ياسر عرفات في نهاية عام 2004.

إنَّ هذه الأداة الصهيونية أو الأداة التي تخدم المخطط الصهيوني هي ذاتها من إقتحم ودمر مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية ومقر وكالة وفا.

فمن غير هذه الأداة يمكن أن تفكر بمثل إرتكاب هذة الجريمة؟