لا يوقد شعلة الثورة، شعلة فلسطين، شعلة الفتح سوى فرسانها، ولا يهاب هذه الشعلة سوى المناهضين لها الراجفين المرجفين الخائفين من نورها، أصحاب العتمة، السارحين بعتمتهم كأشباح لا تعرف غير الصراخ والولولة..!! أربعة وخمسون عاما وأشباح العتمة يتصارخون وفي كل مرة، بهويات وتسميات مختلفة، وشعارات محمومة، ضد شعلة الفتح، ضد نورها على وهم أن الصراخ يمكن أن يحاصر هذا النور المبارك، غير انه الذي يتسع كل عام أكثر وأكثر رغما عن هذا الصراخ القبيح، ليضيء المزيد من طريق أبنائها، الصاعدين فيها إلى فلسطين السيدة، الحرة المستقلة، بعاصمتها القدس التي باركها الله العلي القدير وما حولها.

أربعة وخمسون عاما، وتاريخ الشعلة، هو تاريخ العطاء والبناء والتقدم، والمعارك الصعبة، والتضحيات العظيمة، والاقتحامات المستحيلة، ولا انقطاع في هذا التاريخ وشعلة الفتح تقود مسيرته إلى حتميتها، ولطالما تظل متقدة، لطالما تظل هي الحاضر المتصل بجذوتها الأولى، والمتواصل بتعاظم نورها، حتى مستقبل الحرية والاستقلال.

وبالعمى الحزبي المطبق لا ترى حركة حماس شيئا من هذا التاريخ المجيد، ولا ترى أن أربعة وخمسين عاما من رياح الضغينة والتآمر المنوعة، لم تستطع أن تنال من شعلة الفتح، ولهذا ولأنها بهذا العمى، تتوهم حماس أن بإمكانها أن تطفئ هذه الشعلة في قطاع غزة المكلوم، حين تمنع إيقادها ...!! لاحقت أبناء فتح بالاعتقال التعسفي، وحاصرت ساحة الجندي المجهول هناك بميليشياتها منذ صباح أمس، لتمنع جماهير غزة من الوصول إليها كي لا تضاء شعلة فلسطين ..!! هوس محموم بل وخوف ورعب من الشعلة وفرسانها.

لا ترى حماس أن فلسطين بغزتها اكبر من ساحة الجندي المجهول، ولا تدرك حماس أن حصار القلوب مستحيل، قلوب كل الوطنيين الذين يزيدون شعلة الفتح اتقادا بنار الإرادة الوطنية الحرة، انها شعلة الروح الفلسطينية، شعلة القرار الوطني المستقل، شعلة علم الدولة الذي يرفرف بين رايات الأمم، في ساحة الأمم المتحدة، شعلة الكلمة الأمينة الصادقة، بالصيحة الشجاعة للرئيس أبو مازن ضد صفقة العصر الأميركية الصهيونية، التي أضاء بها للعالم اجمع خلاصة الموقف الوطني الفلسطيني المناهض لهذه الصفقة، ولكل التسويات الفاسدة، والمناهض بالتصدي الحاسم الذي لا يقبل ترددا ولا تراجعا ولا مساومة.

لا أحد ولا شيء بوسعه ان يطفئ شعلة فلسطين، شعلة الثورة، شعلة الفتح، ولحماس نقول: الأكبر منك، والأكثر نفوذا وأسلحة وأموالا والأوسع أحلافا ما استطاع ان ينال من هذه الشعلة وقد باتت اليوم في الرابعة والخمسين من عمرها المجيد، ما يدل على أنها أحرقت كل تلك المحاولات الخائبة التي استهدفت إطفاءها وأحدثها اليوم محاولة حماس المحمومة التي خابت حيث الشعلة مضاءة بيد فرسانها فيا لبؤس الخائبين!، ويا لمجد الشعلة العظيمة.