في نهاية العام 2017 قرر ونفذ الرئيس الأمريكي ترامب قراره بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة "اسرائيل"، ودخل العام الماضي 2018 وهو يحمل كل الحقد والتطرف ضد الشعب الفلسطيني، والانحياز الأعمى للاحتلال وللمشروع الصهيوني، فأصدر 6 قرارات تنفيذية في غالبها مالية فمن تجميد كامل ومنع لأي مساعدات مالية للأونروا إلى منع كامل لأي مساعدات تدخل الخزينة الفلسطينية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وفي نفس الوقت حجب المساعدات لبعض المؤسسات التي اعتمدت سابقا على تلك المعونات ومنها مستشفيات في شرق القدس تخدم المرضى الفقراء من الضفة والقطاع ومرضى السرطان، وكان نقل السفارة الأمريكية إلى قلب القدس هو القرار الأصعب على الشعب الفلسطيني وقد دافع شعبنا عن قدسنا المحتلة وقانونية وضعها في الأمم المتحدة واستشهد 62 فلسطيني بالإضافة إلى مئات الجرحى رفضا لهذا القرار الجرائر والذي أعدم العملية السياسية كاملة، ومن القرارات المؤجلة ما ينتظر التنفيذ وربما يكون في العام الحالي 2019 باعتماد قرار يحدد عدد اللاجئين رسميا وحيث أعلن البيت الأبيض "سابقا" أن عددهم لا يزيد عن بضع آلاف، واستوجب كل ذلك قرارات دولية وإجماع دولي وإقليمي وعربي بإعتبار أن تلك القرارات الأمريكية منافية تماما لكل المواثيق والقرارات الدولية وتُدخل المنطقة في أتون صراع عميق قد يتطور إلى صراع ديني

وقبل نهاية العام دخل انسحاب واشنطن من اليونسكو حيز التنفيذ، وبذلك يُسجل أن ولاية ترامب هي الأكثر عدائية وتطرفا في تاريخ قضيتنا الفلسطينية وتحديا للمجتمع الدولي، وكما أكدت تلك القرارات على أن مشروع صفقة القرن هو مشروع إسرائيلي، وخرافة لا يمكن أن يوافق عليها أي فلسطيني يؤمن بعدالة القضية والثوابت الراسخة وأن القدس عاصمة دولة فلسطين.
إن تلك الصفقة "الفضفاضة" والتي ترافقها قوة إعلامية ضخمة وتهديدات مستمرة ضد القيادة الفلسطينية، تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتهدد كل معالم نضال شعبنا وكما تهدف لإخراج الملفات الهامة والمصيرية إلى خارج طاولة المفاوضات مثل ملفات القدس، وحق العودة واللاجئين، والحدود والسيادة والمياه وكل ما له علاقة بحل الدولتين وفق القرارات الدولية ذات الصلة.
في عام 2019 قد يعمل ترامب على إخراج جديد لتلك الخرافة المسماة "صفقة القرن" ومن المتوقع أن يصطدم بمتغيرات كثيرة، ولن يتمكن من فرض أي من شروطه وأوهامه، وسيبقى موقف القيادة الفلسطينية صامدا وقويا وستخف تدريجيا آثار حجب المعونات، ولن يكتب لصنَّاع الفوضى في المدن الفلسطينية النجاح، وسيجد ترامب نفسه محاطا بالوهم الكبير حتى تنتهي ولايته ويبقى الأكثر عدائية ضد الشعب الفلسطيني.