إمعانًا في انتهاكاتها المستمرة لحقوق المراكز المدنية والمواطن الفلسطيني في كل أماكن وجوده وعمله، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم على تنفيذ هجوم مجرم وجبان على مكاتب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، الناطق الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية، الكائنة في حي المصايف بمدينةِ رام الله، متجاوزةً كلَّ القرارات والقوانين والأعراف الدولية ذات الصّلة.

إنَّ قتحام المكاتب ومواجهة موظفي الوكالة بقنابل الغاز والصوت، والعبث بمحتويات مكاتب الوكالة وأجهزتها الإلكترونية واتخاذ المبنى مواقع لإطلاق النار والاعتداء على أبناء شعبنا البطل، دليل على حالة الغضب التي وصلت إليها قوات الاحتلال الصهيوني، التي مارست جنونها غير المسبوق على الوكالة التي تتفانى في خدمة قضية شعبها التي لا يمرُّ عليها الزمن.

إنَّ وكالة "وفا" التي تتمتَّع بالمصداقية العالية على المستويين العربي والدولي، والتي تأخذ على عاتقها فضح ممارسات الاحتلال وأدواته، طالما شكّلت عقبةً كأداء أمام أكاذيب سلطات الاحتلال التي تُنكر حقيقة تجاوزها كل معايير القانون الدولي وحقوق الإنسان. فتمادي السلطات المذكورة أمام أعين العالم أجمع، يمثّل نتيجة للتخاذل الدولي أمام كيان لم يحترم قانونًا أو يراعِ شرعةً وقيمةً إنسانيةً أو أخلاقيةً على مدى تاريخه.

إنَّنا بِاسم حركة "فتح" في لبنان، نُدين هذا السلوك الإجرامي لسلطات الاحتلال، ونضعه بمستوى جرائم الحرب المرتكَبة بحق شعبنا ومناضلينا. كما أنّنا نعتقد جازمين بقدرة إخوتنا المناضلين في ميدان الكلمة والصورة الموثّقة على الصمود بوجه ممارسات العدو وجرائمه التي خرجت عن كل طور وتصوُّر. فقد خبر مناضلونا في كلِّ مجالات كفاحهم اليومي أنَّ كل عمل يقوم به الفلسطيني داخل وطنه هو نضال ضد الاحتلال، وإمكانية حصول اعتداء على أيٍّ منهم قد تحصل في أية لحظة.

كلنا ثقة بطاقات مناضلاتنا ومناضلينا الأشدَّاء على العدو، والمنفّذين لمهامهم الإعلامية تحت أي ظرف وأمام أية مخاطر.

إنَّنا نضع هذه السلسلة من الاعتداءات الصهيونية في عهدة الجامعة العربية والأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان في العالم.

ونشدُّ على أيادي مناضلينا الأكفاء، الذين احترفوا الصمود ومتابعة المهام الموكَلة إليهم على أكمل وجه.

ونعاهد مناضلينا ورجال ثورتنا أن نبقى على العهد دائمًا.

علي خليفة

مسؤول إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان

وإنَّنا لعائدون

١٠-١٢-٢٠١٨