تقرير: بلال غيث كسواني

تناضل عائلات مقدسية في حي الشيخ جراح، إلى جانب مؤسسات حقوقية لمنع الاحتلال من تنفيذ مخططات تقضي بإخلاء 60 عائلة من الشيخ جراح، بعد أن أخليت في العقد الأخير 12 عائلة من ذات الحي المهدد من الاحتلال.

وكانت محكمة الاحتلال العليا قد أجلت يوم أمس الثلاثاء جلسة للنظر بقضية ملكية 15 دونما المعروفة بأرض "كرم الجاعوني" من أراضي حي الشيخ جراح شمال البلدة القديمة بمدينة القدس.

وأوضح سامي إرشيد محامي العائلات في حي الشيخ جراح أن المحكمة "العليا" أجلت البت في الاستئناف المقدم من أهالي الحي بشأن ملكية الأرض، حيث تدعي الجمعيات اليهودية ملكيتها، وقامت في عام 1972 بتسجيل ملكيتها التاريخية فيها، وعليه قامت الجمعيات باستصدار قرارات إخلاء المواطنين القاطنين على هذه الأراضي عن طريق محاكم الاحتلال.

وأكد أهالي حي الشيخ جراح ملكيتهم للعقارات التي يعيشونها فيها، التي تم بناؤها من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) ووزارة التعمير الأردنية عام 1956، لتوفير السكن للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من منازلهم عقب نكبة عام 1948، وتقام على هذه الأرض 28 بناية سكنية، تعيش فيها حوالي 100 عائلة.

وقال خليل التفكجي مدير دائرة الأراضي في بيت الشرق، إن قضية أراضي الشيخ جراح بدأت في عام 1967، عندما كانت تعتبر أن هذه الأملاك هي أراض يهودية وقامت بإنشاء هذه الأملاك على هذه الأراضي مقابل عملية التوطين بالاشتراك مع وكالة الغوث للاجئين.

وأضاف التفكجي، أن الجانب الإسرائيلي يركز على هذه الأراضي في إطار ما يمسى عملية التطويق وعملية الاختراق وعملية التشتيت ثم التفتيت، ثم ربط القدس الشرقية بالقدس الغربية عن طريق سلسلة من المستوطنات.

وبين أن التوجه للمحكمة العليا جاء بعد عدم بت المحاكم الدنيا في هذه القضايا، وقد أخليت عدة منازل بالقوة في هذه المنطقة لصالح المستوطنين بالحي، وأقيم فيها بؤر استيطانية دينية.

وقال التفكجي إن الاحتلال عبر الاستيلاء على هذه الأراضي وربطها بمشروع "موسكوفيتش" الاستيطاني في أراضي كرم المفتي في الشيخ جراح، سوف يخلق كتلة استيطانية تمتد من القدس الغربية مرورا بالحيين الغربي والشرقي في الشيخ جراح حتى الجامعة العبرية.

وأطلق مشروع موسكوفيتش في العام 2005 وهو يهدف لإقامة حي استعماري في الشيخ جراح بدعم من رجل الأعمال اليهودي ارفويون موسكوفيتش، على مسطح "فندق شيبرد"، الذي ملكه موسكوفيتش في العام 1985 ويشمل بناء 90 وحدة سكنية المقسمة على ست عمارات، وقد هدم الفندق في العام 2011 تمهيدا لبناء الحي.

وتعود ملكية فندق شيبرد لمفتي القدس الحاج أمين الحسيني، وبعد استيلاء "حارس أملاك الغائبين" عليه قامت ببيعه للمليونير الأميركي إيرفينغ موسكوفيتش الملقب بـ"عراب الاستيطان".

وأوضح أن الهدف من الاستيلاء على هذه الاراضي لتحويل التجمعات الفلسطينية في القدس، خصوصا الشيخ جراح إلى فسيفساء في داخل المستوطنات الإسرائيلية.

بدوره، قال عدنان غيث محافظ القدس لـ"وفا"، إن مسلسل تهويد و"أسرلة" المدينة المقدسة هو إحدى أولويات أجندة حكومة الاحتلال لصالح دعم التوسع الاستيطاني على حساب السكان المقدسيين، ولكن مع ذلك نحن نقول أن ما يجري في حي الشيخ جراح والعاصمة المحتلة هي منافية لكل المعايير والمواثيق الدولية وتتناقض مع الشرعية الدولية.

وأكد ضرورة توفير الحماية الدولية لشعبنا، وهو بحاجة لتوفير كل سبل الدعم الممكن لتعزيز صمود أهلنا على الارض ليتسنى لشعبنا وأهلنا الوقوف أمام هذه التحديات والممارسات التي تستهدف اقتلاعهم عن أرضهم، وهي رسالة لأمتينا العربية والإسلامية ان شعبنا الفلسطيني وأهلنا في مدينة القدس سيكونون رأس حربة في الدفاع عن القدس والمقدسات.