اعترف ممرض سابق في ألمانيا أمام المحكمة بصحة اتهامات موجهة إليه بقتل مئة مريض.

وفي مستهل محاكمته الجديدة للنظر في وقائع أخرى، اعترف الممرض السابق نيلز هوغل بصحة الاتهامات الموجهة إليه أمام محكمة الاستئناف في مدينة أولدنبورغ، دون أن تتعرض المحكمة بشكل محدد لوقائع قتل بشكل منفرد.

واعترف هوغل لطبيبة نفسية أنه قتل نحو ثلاثين شخصا، وكان هوغل يهدف إلى إبهار زملائه بإنعاشه لأولئك المرضى، لكنه لم يفلح في إنعاش الكثير منهم فماتوا، بحسب محققين.

وقالت مراسلة "بي بي سي" في برلين إنه "في حال إدانة هويغل بكل أعمال القتل تلك، فسيصبح واحدا من أسوأ القتلة السفاحين في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية".

ورد هوغل بقوله "نعم"، على سؤال من قاضي المحكمة حول ما إذا كانت الاتهامات المئة -التي تتراوح من إساءة المعاملة وصولا إلى القتل- صحيحة في مجملها.

ويفترَض أن هوغل (41 عاما) حقن مرضى تراوحت أعمارهم بين 34 و96 عاما بأدوية أدت إلى وفاتهم، وذلك خلال عمله ممرضا في مستشفيين أحدهما في مدينة أولدنبورغ والآخر في مدينة دلمنهورست بولاية سكسونيا السفلى.

وتشير التقارير إلى أن هويغل قتل 38 مريضا في أولدنبورغ، و62 مريضا في دلمنهورست في شمالي ألمانيا بين عامي 1999 و2005.

وذكرت ممثلة الادعاء أن المتهم ارتكب جرائمه غدرا وانطلاقا من دوافع دنيئة، وتم نقل المحاكمة إلى قاعة مؤتمرات بسبب ارتفاع عدد الحضور.

وتجدر الإشارة إلى أن هوغل كان قد حكم عليه بالسجن المؤبد قبل ثلاثة أعوام، لإدانته بقتل ستة مرضى في وحدة الرعاية المركزة بمستشفى دلمنهورست، وقد تثبّتت المحكمة آنذاك من إدانته.

ولن تغير المحاكمة الحالية شيئا من الحكم الصادر عليه سابقا، ولكن ربما يكون للحكم الذي سيصدر عليه تداعيات تتعلق بما إذا كان من الممكن له أن يخرج من السجن مرة أخرى.

وبحسب الادعاء، فإن هوغل كان قد حقن مرضاه بأدوية لها تأثيرات جانبية قاتلة، وكان يحاول بعد ذلك إنقاذهم، لكنه فشل في الكثير من الحالات.

وأشار الادعاء إلى أن الدافع من هذه الجرائم كان شعوره بالملل وسعيه للحصول على تقدير زملائه، بعد أن يثبت لهم قدراته في إنعاش المرضى.

وتعد القضية معقدة ومكلفة، إذ طلبت ممثلة الادعاء الاستماع إلى 23 شاهدا، وحضور 11 خبيرا في علم السموم والقانون الطبي.