خاص- مجلة "القدس" العدد 347 ايار 2018 بقلم: بكر أبو بكر

يعرف الكثيرون الشهيد القائد البطل خليل الوزير ابو جهاد (1935 – 1988) بأنه أول الرصاص وأول الحجارة، وبأنه أمير الشهداء، وكما يعرفه الكثيرون ممن عاصروه أو من تلامذته باعتباره مسؤول جهاز الارض المحتلة (القطاع الغربي) ولكن قد تجد القلّة التي خاضت في تفاصيل شخصيته وانجازاته وفكره الابداعي.
أبو جهاد صاحب منهج: شمولية الفكرة وتخصصية الفعل ومسؤولية الفريق، فهو من جعل للفكر التنظيمي للعمل المسلح أركانا، ولم يكن بعيدا عن تبني فكر الثورة السياسي مع تميزه واصراره على بعض مفاصله.
أبو جهاد مدرسة النضال سواء ما ارتبط بالحرب الشعبية طويلة الأمد (النفس)، ومن ضمنها الكفاح المسلح أو ما ارتبط بالانتفاضة والمقاومة الشعبية التي كان له فيها عظيم الشأن، اضافة الى مدرسة الجماهير التي هي من مكونات منهج حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح، وهو المنهج الذي جمع بين الطليعية والجماهيرية، وفي الثاني كان أبو جهاد متشددا كثيرا.
اعترافات العدو الصهيوني المتأخرة باغتيال أبي جهاد لم تعرض الحقائق كاملة لأن عملية اغتياله قد قُررت لأكثر من 5 مرات، لكنها بالمرة الأخيرة نالت الاجماع، فلقد تجاوز أبو جهاد الخط الأحمر العريض.

"دوستروفسكي" و"فعنونو" والطيبي وديمونا؟
"د. دوستروفسكي" العالم اليهودي استطاع ان يصل لطريقة علمية في انتاج الماء الثقيل اللازم لصنع القنبلة الذرية، وهو ما كسر احتكار النرويج، فتوطدت العلاقة باستغلال ذلك سياسيا بين دولة "اسرائيل" حديثة التكوين وبين فرنسا.
في العام 1953 استطاع "شمعون بيرز" عقد الاتفاق النووي السري مع فرنسا، وفي العام 1968 قام (مردخاي فعنونو) الذي كان له علاقة مع بعض نشطاء الطلبة الفلسطينيين بالداخل بكشف امتلاك (اسرائيل) للمفاعل النووي عبر 60 صورة نشرها ما مثل كوابح للعمل العسكري للدول العربية، وهو ما جعل ملف مفاعل ديمونا على طاولة أبو جهاد الوزير طويلا.
يذكر هذا الموضوع د. محمد حمزة أحد مساعدي أبو جهاد في كتابة الثري عن سيرة خليل الوزير ما يمكن الرجوع له لكثير من التفاصيل والأسرار للبدايات من تاريخ الثورة وحركة فتح، والنهايات
ظلت ديمونا تؤرق أبوجهاد -وكما أسلفنا- حتى كان اللقاء مع شرف الطيبي ومنه للدليل حمد العزازمة، وكان الترتيب لعملية في داخل حصن دولة الكيان الحصين في مفاعل ديمونا.
كانت الخطة أن تصل مجموعة من الفدائيين لأرض الوطن عبر الصحراء، ومن خلال الدليل حمد العزازمة، ليقوموا بالاستيلاء على الحافلة التي تقل العلماء الإسرائيليين والمتجهة الى مفاعل ديمونا في النقب جنوب فلسطين.
كانت المهمة مستحيلة ، ولكن مع ابي جهاد فللأمر نكهة التحدي والاصرار والشهادة.
الاستيلاء على الحافلة ثم السير بها بين حواجز الجيش، والمجال المغنطيسي وموانع التفتيش المتعددة، والمدافع الموجهة، والطائرات وصولا للقاعدة أو المجمع الذي يضم المفاعل النووي بدت ضربا من ضروب الجنون.
ان الحواجز الثابتة والمتحركة تمتد قبل مفاعل ديمونا بـ 50 كم، وتتضمن الانذار المغناطيسي والذبذبات الارضية والانذار المبكر الى ما سبق فهل الى ذلك سبيل؟.
في 3/3/1988 دخل الفدائيون الثلاثة: عبد الله كلاب ومحمد عبد القادر عيسى ومحمد الحنفي الى الوطن وكان الدليل حمد العزازمة بانتظارهم في النقطة المحددة، والهدف الاستيلاء على الحافلة والوصول بها الى ديمونا متجاوزين كل الحواجز، ثم طلب الافراج عن 9000 أسير، وهم الذين تم اعتقالهم لسبب اندلاع الانتفاضة، انتفاضة الحجارة منذ العام 1987.
في يوم 7/3/1988 استقلوا سيارة جيب عسكرية تم الاستيلاء عليها منتقلين بها للاستيلاء على الحافلة التي تقدمت بحمولتها مسرعة نحو ديمونا النقب لتستنفر كل أركان الكيان الصهيوني، ومع رفض الاسرائيليين للمطالب، ورغم تأكيد عبد الله كلاب قائد المجموعة (اننا لا نرغب بإهدار قطرة دم واحدة لا منا ولا منكم) الا ان الخديعة والمماطلة الاسرائيلية وهم لم يصلوا الهدف قد جعلت من المعركة حتمية.

اغتيال أبوجهاد، والكبار لا يموتون
بين 7/3 و16/4/1988 أيام قليلة بعد عملية ديمونا التي كانت من أهم أسباب قرار اغتيال أبو جهاد بأي ثمن فلماذا؟
لقد تجاوز أبو جهاد كل الخطوط الحمر، وكسر قواعد اللعبة السياسية، وحاول اقتحام أسرار الدولة العبرية وما هو أبعد من ذلك، كما رأى الاسرائيليون فكان قرار اغتياله يمثل قرارا استباقيا بمنعه من التمادي كما يجيب د. محمد حمزة في كتابه.
الكبار يموتون والصغار ينسون! هذه المقولة المنسوبة للصهيوني "ناحوم غولدمان" ويرجعها آخرون لوزير الخارجية الامريكي (جون فوستر دالاس) مقولة كاذبة، إذ أن الكبار لا يموتون وهم الشهداء الأحياء عند ربهم يرزقون، والصغار لا ينسون فلم ينس الفتى خليل الوزير النكبة والهجرة أو التهجير وبنفس المنطق اليوم أي بعد استشهاده بثلاثين عاما فإن الصغار لا ينسون، وإنما يتأثرون ويتشربون حليب النضال من امهاتهم، وبالقادة الكبار يجدون القدوة والأسوة فيبدعون في الوسائل والأساليب التي كان منها المقاومة الشعبية.

تأثر ويؤثر في المحيط
أبوجهاد الطفل والمراهق تأثر بأحداث النكبة عام 1948 كما تأثر بالتاريخ الحضاري العربي الاسلامي، وبعدد من الشخصيات الوطنية والعربية وهو الى ذلك قرن بين هذا التأثّر بأن ربطه بالقراءة للكتب المتنوعة مما استفاده من مكتبة صديقه كمال عدوان (عضو مركزية حركة فتح لاحقا والشهيد في بيروت بعملية عدوانية صهيونية، استشهد فيها مع كمال ناصر وابو يوسف النجار.) ومن مكتبة الشيخ هاشم الخازندار.
يمكننا القول أن تاريخ فلسطين وتجارب الشعوب الثورية والحرب العالمية الثانية والتاريخ العربي الاسلامي هي ما شكّل وعيه وفكره الاول.
أبوجهاد شمولية الفكرة وتخصيصة الفعل امتلك فكرا نضاليا وسياسيا وتنظيميا وفكرا وحدويا جامعا مضافاً اليه علاقاته الممتدة مع الجماهير من جهة، ومع حركات التحرر في العالم من جهة أخرى.

الفكر التنظيمي لأبي جهاد
تميزت مدرسة ابو جهاد التنظيمية بانها
أولا: مدرسة العمل، حيث ركزت هذه المدرسة على الانجاز في العمل، وفي سياق متابعته الدؤوبة سواء للأعضاء المكلفين بمهمات محددة من قبله أو من المجموعات الفدائية المكلفة بعمليات.
وهذه المدرسة الى ذلك تميزت ثانيا: بالاقتراب من الجماهير لا التباعد عنها حيث رسم ابو جهاد للتواضع والبساطة والأخوة للجميع مسارا واسعا وإطارا رحبا كان يعبر عنها بثلاثية الابتسامة و"بسيطة يا أخ" والتربيتة اللطيفة على الكتف.
أما ثالثا: فإن المدرسة التنظيمية لأبي جهاد لا تفهم منطق الاكتفاء والتوقف عند حد معين بل على العكس هي مدرسة التعلم المستمر من تجارب الآخرين، ومن الجماهير ومن التجربة حيث الخطأ، والتقييم والتطوير صنو الفعل.
أما رابعا: فلقد كان ابو جهاد كتوما وان سماه أصدقاؤه (باطنيا) لكنه بهذا المعنى الذي يحتفظ فيه بسرية التوقيت والمكان والمهمة والتنفيذ واقتصار الأمر على أصحاب الاختصاص أو التكليف فقط.
وخامسا: لم يكن التواضع والبساطة والحب المغدق من قبله على الجميع الا مرتبطا بالحوارمع الآخرين، بحيث أن رفاقه شبهوه بالمناضل الاممي (تشي غيفارا) وهو الذي التقاه بالجزائر ونشأت بينهما علاقة مميزة في الأيام التي قضاها غيفارا في الجزائر.
قلنا ان هذه الصفات والمكونات في الفكر التنظيمي لأبي جهاد تجيء في سياق (القيم والاخلاق) فلا مكان للفعل الانتقامي ولا مكان للغاية تبرر الوسيلة.
ودعنا نقترب اكثر من فكره التنظيمي، وبشكل آخر، فهو يرى:
1) التنظيم لا يخص طبقة وإنما يشمل جميع قوى الشعب.
2) يمثل التنظيم وحدة وضمانة للاستمرار والتواصل.
3) لا يوجد فرد بديل عن التنظيم.
4) التنظيم هو الضمانة لحماية الفكرة.
5) التنظيم يصوب القادة والافراد.
6) التنظيم ليس فوق الجماهير، اذا لا بديل عن الشعب .
7) الاستجابة لمبادرات الجماهير وتطويرها ضرورة.
8) التوفيق بين العمل العلني، والسري بتوازي.
9) بناء القدرة التنظيمية: التي برزت في انشاء لجان المرأة للعمل الاجتماعي، ولجان الشبيبة للعمل الاجتماعي في الوطن.
10) اشتملت تجربته على أ-تجربة القاعدة العسكرية وب-الخلايا الفدائية،ج-تجربة المعتقلات العميقة المجاورة أوالمتوازية مع د-تجربة الانتفاضة، والعمل التنظيمي الجماهيري.

في الفكر السياسي والوحدوي
إن أضأنا قليلا على فكر أبو جهاد السياسي فإننا نراه ناقدا مُرّا للفكر العربي السائد آنذاك، وخاصة من الدول العربية، إضافة لانخراطه المتكرر في معارك الدفاع عن شرعية واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني المستقل في اطار الرفض للتبعية والاحتواء والوصاية من أي دولة عربية، ما يعني رفض سياسي للتقاسم الوظيفي للضفة التي لطالما طرحت كمشاريع حل في مفاصل مختلفة في مسيرة النضال الفلسطيني.
ابو جهاد مدرسة الفعل السياسي، لكنه المقرون أبدا بالعمل العسكري، لذلك كان ضد لجوء الأمة للتفاوض الا والسيف باليد لاستنزاف العدو، الذي لم يرى يوما أنه سيستجيب للحقوق الوطنية العربية الفلسطينية الا بهذه الطريقة.
ابوجهاد السياسي كان يمثل يمين يسار عرفات من حيث الالتزام بالشرعية في حين مثل صلاح خلف يساره بالخطاب الثوري الحماسي التعبوي، وبالعكس فلقد كان ابو جهاد يسار الحركة بإصراره على خوض تجربة العمل العسكري وحرب الشعب وان بأشكال متعددة ويصبح حينها اعتبار الآخرين على يمينه.
وهو بجميع الاحوال كان مع اليمين واليسار وفق تعريف خالد الحسن حين قال (اللهم اجعلنا من أهل اليسار بالدنيا ومن أهل اليمين بالآخرة)، واليسار هنا بمعنى اليُسر أي الغنى من غنى النفس والحال.
ان الفكر السياسي الجامع لأبي جهاد ارتبط بالحوار من جهة وبالتقبل للتعددية الى الدرجة التي دعم فيها فصائل أخرى غير حركة فتح في الداخل والخارج ومنها (سرايا الجهاد) وفصائل أخرى، وألى ذلك احتفظ ابو جهاد بعلاقات ممتدة مع كافة حركات التحرر العربية والعالمية منذ وطأت أقدامه الجزائر عام 1963 ليجعل من التضامن العربي والتضامن الأممي سياجا حاميا وداعما للثورة.
لقد دعمت الثورة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات وابوجهاد واخوتهما من الروّاد التنظيمات العربية الثورية ومنها حزب الله ، كما الحال مع الحركات التحررية في اوروبا (إيرلندة) وفي افريقيا وفي آسيا.
كان الأفق العربي واضحا في متانة العلاقات التي أقامها أبو جهاد خاصة مع الجزائر وليبيا وسوريا والعراق، في فترات دعم أي منها للحرب الشعبية طويلة الأمد وللثورة الفلسطينية فتنقّل بقيادته بين هذه الدول.
خليل الوزير الذي قرر العدو الصهيوني قتله لأكثر من 5 مرات حق قتله دون ابطاء بالمرة الأخيرة لسبب تعديه على الخطوط الحمراء بعملية ديمونا، ولسبب ارتباطه بالانتفاضة الفلسطينية انتفاضة الحجارة، ولسبب علاقاته الثورية الممتدة حول العالم، ولسبب محاولاته المستمرة تطويق أي تمدد للكيان الصهيوني خاصة في افريقيا، ولما تميز فيه من عناد وصلابة واصرار لا تقف أمامها الصعاب.
خليل الوزير الذي تلقى جسده 74 طلقة من فرقة الاغتيالات الصهيونية في تونس سقط واقفا بعد أن أطلق الرصاص من مسدسه في معركة غير متكافئة لكنه أبى الا أن يموت واقفا كالأشجار كما كان يردد زميله في اللجنة المركزية لحركة فتح أبوعلي اياد.
ان التجليات في شخصية أبو جهاد أو التأثيرات امتدت عبر الزمن لتنشئ مقولة الكبار لا يموتون وهم الشهداء، والصغار لا ينسون.
فعلى دربه سارت قيادة كتائب شهداء الاقصى في الانتفاضة الكبرى الثانية (2000-2004م) امثال ناصر عويص وجهاد العمارين وحسين وعاطف عبيات ومروان زلوم وابوجندل واخوانهم الكثر، واستفادةً من تجربته كانت عملية ثائر حماد في عيون الحرامية في رام الله ضد المستعمرين، وبرزت قيادات تأثرت بياسر عرفات وصلاح خلف وابو جهاد. أمثال مروان البرغوثي وياسر أبو بكر وزياد أبو عين وغيرهم الكثير.

القلعة الصهيونية والانتفاضة
ساد الجدل في أطر الثورة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح حول الكيفية التي تؤخذ فيها القلعة، وكما أشار د.محمد حمزة في كتابه الشهير عن أبي جهاد، فبرزت نظرية أن القلعة تؤخذ من الخارج عسكريا وهو ما كان من محاولات إزالة الاحتلال بحرب الجيوش العربية ضد جيش الاحتلال (الاعوام 1948 ، 1956 ، 1967 ، 1973م) ثم بالعمليات الفدائية في مصر (1968 ، 1969) وفي الاردن وسوريا من قبل الثورة الفلسطينية تجاه العدو.
أما النظرية الثانية التي برزت فقالت بضرورة حصار القلعة (أي الكيان الصهيوني كقلعة) سياسيا وقانونيا وعزلها عن اصدقائها بهجوم السلام واظهارها عارية الا من احتلالها وعنصريتها وعدوانيتها ضد العالم العربي وفي مواجهة الفكر الديمقراطي.
وكانت النظرية الثالثة التي تبلورت في تجربة الثورة الفلسطينية هي أن القلعة لا تؤخذ الا من الداخل فكانت الانتفاضة وكان خليل الوزير عقل الانتفاضة وجنرالها الذي استطاع أن يقيم شبكات وقنوات واتصالات منتظمة كالدورة الدموية، وليؤسس لدستور الانتفاضة والمقاومة الشعبية في 24 نقطة قبل استشهاده.
بعد اسطورة الصمود في بيروت كان القرار لدى ياسر عرفات بالانتقال لفلسطين، عندما سئل أين الاتجاه القادم؟ فقال: فلسطين، وعليه كان هدف ابو جهاد كيف يجعل من هذا الهدف واقعا على الارض.
الى ما ذكرناه سابقا فلقد تميزت حركية ونضالية ابو جهاد:
• بالقدرة على التحضير والاعداد بلا كلل.
• بإعداد الخطط اللازمة لكل أمر.
• قدرة على التنظيم الجماهيري.
• قدرة على تأمين المتطلبات للاستمرارية.
• الاستناد للعلاقات الخارجية.
• كما كان العقل التنظيمي المميز كان العقل العسكري الصادم.

لنستمر في الهجوم – روح الانتفاضة والمقاومة الشعبية
وضع أبوجهاد دستور المقاومة الشعبية، كما برز ذلك من خلال آخر رسالة هامة له في تاريخ27/3/1988 وهي الرسالة الموجهة لقيادة الانتفاضة الفلسطينية الباسلة،انتفاضة الحجارة التي تواصلت في الأعوام " 1987-1993 ".
في هذا الدستور رسم أمير الشهداء الشكل السياسي والتنظيمي والقيمي/الاخلاقي للمقاومة وجعل من المبدئي مغلّبا على المصلحي، والكلي على الذاتي.
غلّب الشهيد خليل الوزير في العامل الذاتي عملية القدوة والتضحية والعطاء، وفي العامل الجماعي وحدة الهدف والقيادة والبرنامج.
كما أكد على مركزية القضية الوطنية، وضرورة التفاف الجماهير الفلسطينية، بل والعربية التي عدّها عمقنا الاستراتيجي.
وهو في إطار دعوته للاستمرار في الهجوم أو الاشتباك أو تصعيد المقاومة الشعبية بكل الطرق شرع في رسم آليات التصعيد للمقاومة بدقة من خلال النقاط ال24 المذكورة أدناه، والتي نرفقها لكم.
اعتبر القائد الراحل أبوجهاد أن التوسع الزماني والمكاني للانتفاضة (وبالطبع أي نمط مقاومة شعبي) هو الأساس.
واعتبر أن البرنامج الموحد يتولد من عمق الشعب ووحدة القيادة ووجود مهمة واضحة ليس أمام القيادة والكوادر فقط بل أمام كل مواطن كي ينخرط في اعمال المقاومة السلمية.
إن أبا جهاد يستنهض كل المجتمع والناس وليس فئة محدودة سنّا او موقعا جغرافيا او شريحة طبقية محددة.
أبوجهاد لا يعترف بالمقاومة الموسمية اوالمهرجانية المحدودة جغرافيا أو زمانيا،وبالتالي المحدودة تاثيرا، لذا يرفض أن تنحسر أو تنحصر في موقع دون الآخر من فلسطين، بل يراها بمنطق العمق والامتداد بكلية الشعب والامة والزمان والمكان والارادة التي بانهاضها تتجرد الشعوب العربية وشعوب العالم للانتصار لها.
باستمرار الهجوم والنضال والمقاومة تغلِب المباديء والقيم سوط الذلة الاستعمارية والاحتلال، ويعلو صوتها على الباطل فيبرز الحق جليا ويتحقق النصر بالايمان بالله والتضحية وعدالة القضية.
واليكم "مانيفستو" المقاومة الشعبية الدائمة مما خطّه خليل الوزير أبوجهاد بيده قبل اغتياله الآثم في تونس عام 1988 وتحت عنوان "لنستمر بالهجوم" ولكن بتقسيمنا له الى 3 شرائح: قيمية وسياسية وميدانية
اولاً: القيم
1. الحفاظ على روحية الهجوم والتوثب واليقظة والاستنفار.
2. ازهاق روح الباطل، ورفض الوصاية.
3. انضاج شروط الاستنهاض الجماهيري العربي.
4. تصليب مواقف اصدقائنا + تغليب المبدئي على المصلحي.
5. الله معنا، والشعب معنا والعالم.
6. نضرب المثل في الاقدام والعطاء والتضحية.
7. الايمان العميق أن موعدنا النصر القادم بإذن الله، وبالجماهير.
ثانياً: سياسيا
1. كشف عورة الاحتلال وتحويله لعبء ثقيل على أصدقائه.
2. وقف هجرة المستعمرين لبلادنا، ونقل المعركة لقلب العدو.
3. وقف تجار وسماسرة القضية، ورفض تطويقها كما حصل في 1936.
4. تحويل التعاطف العالمي لإطار ضاغط.
5. إجبار أمريكا الكف عن المراوغة والمماطلة، والاعتراف بحقوقنا، وشل اللوبي اليهودي.
ثالثاً: ميدانيا: مبادئ الانتفاضة والمقاومة الشعبية
1. الجماهير حليفنا الاستراتيجي، وهي طاقة التفجير.
2. الحفاظ على وحدة الهدف – برنامج موحد بيد كل مواطن.
3. تأمين شبكة من التنسيق والتكافل والتكامل بالمدن والقرى والمخيمات.
4. تنمية قدراتنا الذاتية "فهذا زمن المواجهة وزمن التنظيم"
5. التوسع المكاني والزماني والنفسي:
- تنمية الشعور بالعزة
- والكرامة الوطنية.
- قولا وعملاً.
6. العمليات المساندة
- التخريب لمنشآت العدو.
- منع حركة المستعمرين على الطرقات وتحويلها لجحيم.
- قوات ضاربة ليلية ونهارية.
7. مهمة لكل مواطن لاستنزاف العدو ويشعر بفداحة الاحتلال.